ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان:
والتي تحدَّث فيها عن فريضة الحج وما فيها من دروسٍ وعِبَر في كل موطِن،
ونبَّه على ضرورة الإكثار من الدعاء في مواطنِه، وذِكر الله تعالى.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.
يُوالِي الله على خلقِه مواسِم الطاعات ليغسِلَ بها درَنَهم، وتعلُو بها درجاتُهم،
ورُكنٌ من أركان الإسلام أقسمَ الله بالزمان الذي هو فيه :
وأقسمَ بالمكان الذي يُؤدَّى فيه فقال :
{ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ }
قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -:
[ هذا قسمٌ من الله بمكَّة أمِّ القُرى في حالِ كونِ السَّالِك فيها حالاًّ،
ليُنبِّه على عظَمة قدرِها في حالِ إحرامِ أهلِها ]
وهو من أفضلِ الأعمالِ عند الله،
سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أفضل؟
( قال: الإيمانُ بالله ورسولِه
قال ابن بطَّال - رحمه الله -:
[ إذا ظهرَ الإسلام وفشَا وصارَ الجهادُ من فُروض الكفاية على من قامَ به،
وفي يومٍ من أيامِه يُباهِي الله بحُجَّاج بيتِه أهلَ سماواته،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( ما من يومٍ أكثرُ من أن يُعتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة،
وإنه ليدنُو ثم يُباهِي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ )
في أدائِه غسلُ الذنوبِ والخطايا،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( من حجَّ هذا البيتَ فلم يرفُث ولم يفسُق رجعَ كيوم ولدَتْه أمُّه )
قال ابنُ حجرٍ - رحمه الله -:
[ وظاهرُه غُفرانُ الصغائِر والكبائِر والتَّبِعات ]
وبه تُهدَمُ الآثامُ والأوزارُ،
قال - عليه الصلاة والسلام -:
( أما علمتَ أن الإسلام يهدِمُ ما كان قبلَه، وأن الهِجرةَ تهدِمُ ما كان قبلَها،
وأن الحجَّ يهدِمُ ما كان قبلَه )
قال النوويُّ - رحمه الله -:
[ أي: يُسقِطُه ويمحُو أثرَه ]
رُكنٌ مليءٌ بالدروس والعِبَر، أعظمُ مقصدٍ فيه توحيدُ الله وإفرادُه بالعبادة،
فالدخولُ فيه بإعلانِ التوحيد والبراءة من الشِّرك:
" لبَّيك اللهم لبَّيك، لبَّيك لا شريكَ لك لبَّيك ".
ولإظهار التوحيد والتنزُّه من الشِّرك بُنِيَت الكعبة
{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا
وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }