عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-17-2013, 09:09 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وتحقيقٌ للاقتِداء بسيِّد البشر نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.


وما يتقدَّمُ صلاةَ العيدَيْن من الذكرِ والتكبير تعظيمٌ لشأن الله،

وإجلالٌ لعظمته وكبريائه وعِزَّته وجبروته، وإخبارٌ بأنَّ الربَّ - جل وعلا –

أكبرُ في قلب المُسلم من كل ما يعُوقُه، أو يُثبِّطُه،

أو يصرِفُه عن عبادة الله وطاعته من لذَّات الدنيا، وطاعة الشيطان،

قال الله تعالى:


{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)

لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }

[ الأنعام: 162، 163 ].


وكرامةُ الإنسان وعِزُّه في توحيد الله - سبحانه -، وخِذلانُه ومهانتُه

وخُسرانُه في الشِّركِ بربِّ العالمين - تبارك وتعالى -،

قال الله تعالى:


{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا

أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)

جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }

[ البينة: 6- 8 ].


ومن أضلُّ ممن يدعو مخلوقًا ولا يدعُو الخالقَ،

ومن أخسرُ عملاً ممن يتوكَّل على مخلوقٍ، ويرجُوه، وينذُرُ له، ويستغيثُ به،

ولا يتوكَّل على الخالق - سبحانه - ولا يرجُوه، ولا ينذُرُ له، ولا يستعينُ به،

ولا يستغيثُ به، ومن حقَّقَ التوحيدَ لله تعالى دخلَ الجنةَ بغير حسابٍ ولا عذابٍ.


ومن معاني العيدَيْن، والحِكَم فيهما، وعموم منافعِهما: نشرُ شرائع الإسلام،

وإعلانُها في الجُمَع والأعياد وجُموع المُسلمين؛ ليَعِيَها الكبيرُ والصغيرُ، والذكرُ والأنثى،

والعالِمُ وغيرُه، وينقُلَها الجيلُ عن الجيلِ فلا تُغيَّر ولا تُبَدَّل.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


ومن منافع العيد وعموم خيراته وبركاته: ما يُصيبُ المُسلمين في اجتماعهم،

وما ينالُون من خير الدعاء، وتنزُّل الخير والرحمة والرِّضوان على جمعهم المُبارك،

وتفكَّروا في جلالة هذا الحديث وقدرِه:

عن أم عطية - رضي الله عنها - قالت:


[ أمَرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُخرِج في الفِطرِ والأضحى العواتِقَ،

والحُيَّضَ، وذوات الخُدور، فأما الحُيَّض فيعتزِلن الصلاة،

ويشهَدن الخيرَ ودعوة المُسلمين، ويُكبِّرنَ بتكبيرهم، ويدعُون بدُعائهم،

يرجُون بركةَ ذلك اليوم وطُهرتَه ]

رواه البخاري ومسلم.


الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


أيها المسلمون :


وإن من حِكَم العيد ومنافعه الظاهرة: تطهيرَ القلوب وإصلاحها،

وتقويةَ رواطب الأُخوَّة بين المُسلمين، والدعوةَ إلى التراحُم والتعاطُف،

واستِلال الحقد والحسد والغش والبغضاء من القلوب؛

ليكون المُجتمعُ المُسلمُ مُتعاونًا قويًّا، فاجتماعُ المُسلمين في العيد

يُقبِلُ بعضُهم على بعضٍ، ويُبادِرُ كلُّ مُسلمٍ أخاه بالسلام، ويتزاوَرون،

ويُطعِمون ويَطعَمون، ويعطِفُ الأرحام والجيران بعضُهم على بعضٍ، فتصفُو القلوب،

وتستقيمُ الأخلاق، ويتمُّ التسامُح والعفوُ عن الزلاَّت.


وهذه المعاني العظيمة من مقاصد الإسلام السامِيَة، وما أسعدَ الحياةَ بسلامة الصدور،

وما أشقاها بالحسد والعداوة بين المُسلمين، والغلِّ، وخُبث الخُلق، والغش، والمكر؛

ففي الحديث:


( مَثَلُ المسلمين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمَثَلِ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى )

رواه البخاري ومسلم.


وفي الحديث:


( ما من شيءٍ أثقلَ في الميزانِ المُؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسنٍ،

وإن الله يُبغِضُ الفاحِشَ البَذِيءَ )

رواه الترمذي. وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".


وفي الحديث:


( ألا أُخبِركم بأهل الجنة ؟ رجلٌ رحيمٌ بذوي القُربى والمساكين،

وفقيرٌ ذو عيالٍ مُتعفِّف، ورجلٌ مخمومُ القلب - أي: لا غلَّ فيه ولا حسد )

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.


رد مع اقتباس