إن الأرض ممهدة ومفروشة بطريقة دقيقة جداً
تصلح للحياة بعكس القمر مثلاً ،
القمر غير صالح للحياة على الإطلاق بسبب الفوهات الكثيرة فيه ،
وبسبب الحفر والجبال والوديان والشقوق التي فيه .
ثم يقول تبارك وتعالى في الآية التالية :
{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا }
أي إذا كنتم في شك من هذا القرآن :
{ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ
وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{23}
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
فهذه الحقائق الكونية التي أودعها الله في كتابه
هي أصدق دليل في هذا العصر على صدق هذا الكتاب
وأن الله تعالى قد رتبه بطريقة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثلها .
ذكر القرآن حقيقة البناء الكوني الذي اكتشفه العلماء حديثاً ،
وذكر حقيقة الجاذبية الأرضية وفائدتها وأهميتها في استقرار البشر ،
وهي أمر لم يكتشف إلا في العصر الحديث ،
وذكر كذلك حقيقة البروج الكونية وهي ما يتحدث عنه العلماء اليوم ،
وأكد أنه لا فراغات أو فجوات أو فروج في السماء ،
وهو ما يؤكده العلماء اليوم ... وهكذا حقائق لا تُحصى
تأتي جميعها لتشهد على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام .
ونقول لكل من لم يقتنع بعد بإعجاز القرآن العلمي :
ماذا نسمي هذه الحقائق السابقة ؟
هل نسميها إعجازاً أم أنها كلام عادي ؟
عندما يصف القرآن السماء بكلمة ( بناء )
ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليطلقوا الكلمة ذاتها على الكون
أي : كلمة ( Building ) أي( بناء ) .
ماذا نقول عن هذا التطابق الكامل ؟
هل يمكن لإنسان عاقل أن يصدق أن هذا التطابق جاء بالمصادفة ؟!
هو دليل مادي ملموس على أن القرآن نزل ليكون صالحاً لكل زمن ومكان ,
ويخاطب علماء العصر بلغتهم : لغة الحقائق العلمية .
فهل تقتنع معي يا صديقي الملحد بأن هذا القرآن هو الحق ؟
إذاً استمع معي إلى هذا البيان الإلهي العظيم :
{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ {37}
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ
وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {38}
بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ
كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {39}
وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ {40} وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمالمهندس / عبد الدائم الكحيل