بعد هذه الحقائق اليقينية هل هناك شك في أن النجوم النابضة تصدر
صوتاً! وهل هناك شك أن هذه الأصوات تشبه صوت المطرقة وأن
العالم الأمريكي Richard Rothschild شبهها بالمطارق العملاقة
gigantic hammer وهل هناك شك أن هذه النجوم تصدر أشعة
متوهجة هي الأكثر إشعاعاً؟ فكلمة الثاقب
كما قال ابن عباس هو المضيء
(تفسير ابن كثير)، وفي معجم القاموس المحيط:
إذاً النجم الثاقب هو المضيء اللامع، وهذه الصفة تنطبق على هذه
النجوم، والطارق هي صفة تنطبق أيضاً على هذه النجوم، ولذلك فإن
هذا البحث صحيح لا يتطرق إليه الشك، والله أعلم.
ثم إن قول الملحدين إنكم تخالفون التفسير القديم للآية وما فهمه العرب
قديماً حيث قال قتادة: إنما سُمِّي طارقاً لأنه يُرى بالليل ويختفي بالنهار،
وسؤالنا: إذا كنا سنعتمد التفسير القديم فلا داعي للإعجاز العلمي!
إن الإعجاز العلمي هو فهم جديد لمعاني الآيات يتفق مع المعطيات
العلمية الحديثة لإثبات أن القرآن لا يناقض العلم. ونقول: لو اعتمدنا
التفسير القديم لجاء الملحدون ذاتهم وقالوا إن القرآن يحوي أخطاء
علمية لأن هذه النجوم حقيقة لا تختفي كما يقول التفسير! وبالفعل
إنها تختفي بالنسبة لنا (بسبب أشعة الشمس في النهار) ولكن الذي
يخرج خارج الأرض يرى هذه النجوم باقية ليلاً نهاراً! لذلك المفسرون
لم يكن لديهم هذه الحقائق العلمية ولو كانت لديهم
لاستخدموها في تفسير الآيات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل في هذه الحقائق العلمية والكونية
والقرآنية وسيلة لهداية أولئك المشككين بهذا القرآن، وسيلة يزيدنا
بها حباً وتعظيماً لهذا الدين العظيم، واعتزازاً بانتمائنا لهذا الدين،
ووسيلة أيضاً لأولئك الملحدين كي يروا من خلالها عظمة
هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام.
المطارق الكونية الجزء الاول
المطارق الكونية الجزء الثانى
المطارق الكونية الجزء الثالث