آيات التحدي دليل على صدق القرآن
عندما كنتُ أتدبر القرآنلاحظتُ شيئاً غريباً، فقد تحدىالقرآن الإنس
والجنّ أن يأتوا بمثله،وتحدّاهم أن يأتوا بعشر سور مثله،
وتحدّاهمبسورة واحدة أن يأتوا بمثلها
إن أي إنسان يريد أن يتحدى الآخرين فينبغي أن يكون أقوى منهم!!
ولكن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان في بداية دعوته لا يملك
أسباب القوة والتفوق، بل كان المسلمون في حالة ضعف أمام قوة الكفار.
والعجيب في هذا الأمر أن معظم آيات التحدي نزلت في زمن ضعف
المسلمين!! فعندما ادعى المشركون أن الرسول صلى الله عليه وسلم
{ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ }
وهذه الآية نزلت في مكة المكرمة في بدايات الدعوة.
وعندما اتهم الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كذب على الله
وافترى عليه القرآن، أمر الله حبيبه محمداً أن يرد عليهم ويطلب منهم
–وهم أرباب البلاغة- أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن.
{ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
وهذه الآية نزلت في مكة المكرمة أيضاً في مرحلة ضعف المسلمين.
من هنا يمكن أن نخلص بنتيجة وهي أن نزول آيات التحدي في بدايات
الدعوة هو دليل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان محمد
هو الذي ألّف القرآن إذن فالأجدر به أن ينتظر حتى يصبح قوياً ثم يتحدى!!
فالضعيف لا يمكن أن يتحدى أحداً، ولكن النبي الكريم كان قوياً لأن الله معه!
إن القرآن الكريم قد عرض أقوال أعدائه وحججهم منذ بداية نزوله،
وهذا دليل إضافي على أن القرآن ليس من قول الرسول. ونحن لا نعلم أبداً
في التاريخ رجلاً واحداً بدأ دعوته بالتحدي، ولا نعلم أن أحداً عرض في كتابه
أقوال معارضيه بصورة كاملة، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد
الدنيا لبحث منذ اللحظة الأولى عن مؤيدين له بغض النظر عن معتقداتهم
كما يفعل أي إنسان يبتغي الشهرة والمال والجاه.
القرآن يتحدث عن أقوال الملحدين
ومن عجائب القرآن أنه أخبرنا بقول المشركين بدقة مذهلة عندما قال:
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ؟ }
هذا سؤال يطرحه القرآن عليهم، أي أن القرآن يعرض قولهم هذا على شكل
سؤال. ولو تأملنا آيات القرآن نجد أن هذا السؤال تكرر بحرفيته في القرآن
خمس مرات، والعجيب أن الآيات الخمس جميعها نزلت بمكة،
1- { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ
وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
2- { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ
وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
3- { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي
وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ }
4- { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }
5- { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
نلاحظ أنه لدينا خمس أسئلة وهي
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ؟ }
ولدينا خمس إجابات كما يلي:
1- تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن
{ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ }
2- تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن،
{ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ }