سوف نستعرض بعض الحقائق الجديدة حول هذا المخلوق
العجيب، ونتعرف عليه عن قرب وكأننا نعيش معه. فالشمس
مخلوق ملتهب ومخيف ولا يمكن لأي شيء أن يقترب منه
لذلك سوف نبقى بعيدين بعض الشيء.........
أشياء كثيرة خلقها الله من أجلنا فهي تعمل دون كلل أو ملل لخدمتنا ونحن
لا نكاد نشعر فيها، ولذلك فإن الآيات الكونية التي أمرنا الله أن نتفكر فيها
كثيرة، ومنها معجزة الشمس، فما هي حقيقة هذا المخلوق وكيف يعمل،
الشمس لها تاريخ طويل في قصص الشعوب، فطالما اتخذها الإنسان إلهاً
كان يخشاه ويعبده ويسجد له من دون الله، وربما نتذكر قصة سيدنا
سليمان عليه السلام عندما ذهب ذلك الهدهد إلى مدينة سبأ ووجد أناسا
{ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ *
أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }
هذا القول لم يرد على لسان البشر أو الأنبياء أو عباد الله الصالحين،
بل ورد على لسان هدهد! لأن بعض الحيوانات والطيور تعقل أكثر من
أولئك الذين لا يؤمنون بالقرآن
، لذلك قال تبارك وتعالى عنهم:
{ أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ }
هذا الهدهد أنكر على هؤلاء القوم عبادتهم وسجودهم للشمس وهكذا
بقيت هذه الشمس رمزاً للآلهة طيلة قرون طويلة، وعندما نزل القرآن
على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أي في القرن السابع الميلادي
تناول هذه الشمس في ثلاثة وثلاثين موضعاً من القرآن. فالشمس ذكرها
الله تبارك وتعالى ثلاثاً وثلاثين مرة في القرآن الكريم وكانت جميع الآيات
عندما نتأملها علمياً نجد فيها التطابق الكامل بين الحقائق العلمية اليقينية
وبين ما جاء به القرآن قبل أربعة عشر قرناً.
{ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }
إن الذي يتأمل حركات الكون يرى الشمس تتحرك من الشرق إلى الغرب،
ويرى القمر يتحرك أيضاً وكان الإنسان البدائي يظن أنه من الممكن أن
يكون هنالك تصادم بينهما، ولكن الله تبارك وتعالى حدثنا
{ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ }
إلا يوم القيامة عندما يجتمعان أما في الحياة الدنيا لا يمكن، وهذا ما ثبت
يقيناً فقد ثبت أن المدار الذي يدوره الشمس حول الأرض يختلف تماماً
عن حركة الأرض حول الشمس، فلكل مخلوق فلكه الخاص الذي يسبح فيه،
{ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }
والعجيب أنني كنت أقرأ بحثاً لعلماء من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)
فوجدتهم يستخدمون نفس الكلمة القرآنية وجدتهم يقولون: "إن رواد
الفضاء عندما يخرجون خارج الغلاف الجوي خارج الأرض يحسون
وكأنهم يسبَحون في الفضاء" وسبحان الله بالفعل الشمس والقمر
والكواكب والنجوم جميعها تسبَح سباحة حقيقية لأنه لا يوجد فضاء
في الكون إنما هنالك بناء محكم كل جزء من أجزاء الكون مشغول بالمادة
والطاقة، ومن هنا ندرك عظمة هذا الكلام وأهداف هذا الكلام عندما
{ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ
وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }
الشمس كرة نارية ملتهبة تسبح في كون واسع، يبلغ قطرها مليون وثلاث
مئة وتسعين ألف كيلو متر، ، وهي ثقيلة لدرجة أنها تزن أكثر من 99.8
بالمئة من وزن المجموعة الشمسية، ويبلغ وزنها 1.99 بليون بليون
بليون طن، أما الجاذبية على سطحها فتبلغ 28 ضعف جاذبية الأرض،
فإذا كان الإنسان يزن مئة كيلو غرام على الأرض فإنه لو قدِّر له أن
يعيش على الشمس فسوف يبلغ وزنه 2800 كيلو غرام أي وزن شاحنة!
{ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى }
يعني أن حركة الشمس ستتوقف ذات يوم وحركة القمر كذلك. هذا الكلام
لم يكن معروفاً في القرن السابع الميلادي لم يكن هناك أحد يعترف أن
هنالك نهاية للشمس أو للقمر، بل كان الناس يعتقدون أن الكون وجد هكذا
وسيستمر إلى ما لا نهاية، ولكن القرآن الكريم حدد لنا وظيفة
{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ }
فالله تبارك وتعالى ماذا قال:
{ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ }
أي لزمن محدد لوقت محدد ثم تستهلك هذه الشمس كل الوقود الموجود
فيها وتتكور على نفسها وهذا يحدث يوم القيامة
والله حدثنا يوم القيامة بقوله:
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ }
وهنا ندرك دقة هذه الكلمات الرائعة.
درجة الحرارة على سطح الشمس تبلغ 5,503.85 درجة مئوية، وهي
تدور حول نفسها مثل أرضنا، وتتم دورة كاملة كل 25 يوماً عند خط
الاستواء و36 يوماً قرب القطبين. ولو دخلنا إلى باطنها وجدنا درجة
الحرارة ترتفع لأكثر من 16 مليون درجة مئوية، والعجيب أن أرضنا
تتوضع على مسافة 150 مليون كيلو متر (تبعد الشمس عنا
149,597,890 كيلو متر) وهي المسافة المناسبة
إذا تأملنا هذه الآيات نلاحظ أنها تطابق آخر ما وصل إليه العلماء،
شبه حركة الشمس بإنسان يجري، والجريان يكون عادة مثل إنسان يرتفع
وينزل يعني حركة أشبه بالحركة الاهتزازية وهذا ما وجده العلماء يقيناً
للشمس، وجدوا أن الشمس ليست ثابتة كما كان يعتقد من قبل، بل تتحرك
بسرعة رهيبة وتسبح في هذه المجرة، وتدور حول مركز المجرة، ولها
حركة ثانية باتجاه ما يسميه العلماء Solar Apex أي المستقر
الشمسي، تتحرك باتجاه نقطة يسميها العلماء (علماء وكالة ناسا)
يسمونها المستقر، وغاب عنهم أن الله تبارك وتعالى قد أطلق هذا الاسم
العلمي الدقيق على الشمس قبل أربعة عشر قرنا،
{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }