فَثِق بربك
لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله وأن سكان العالم
سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة
جاع موسى وصراخه يملأ القصر لا يقبل المراضع الكل مشغول به
آسية . . المراضع . .. الحرس .كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف
النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولإبنها
لما كان موسى يسري ليلاً متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً
لم يدر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ
لما سار موسي بقومه هروباً من فرعون ووجد البحر أمامه وفرعون
من خلفه لم يكن أمامه أي أفق للنجاه إلا يقينه أن الله منجيه فقط
طرح إبراهيم ولده الوحيد واستلّ سكينه ليذبحه وإسماعيل يردد :
افعل ما تؤمر وكِلاهما لا يعلم أن كبشاً يُربى بالجنة من 500 عام
لما ترك إبراهيم هاجر و ابنها في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء
لم يدر بخلده ان الماء سيتفجر من الارض زمزما الي يوم الدين
فقط خذ بالأسباب كهاجر وتوكل علي الله كابراهيم
وادعوه بأن يجعل أفئدة الناس تحن الي نصرة الدين
لما أخرج الله يوسف من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن
ولم يأمر جدران السجن فتتصدّع . . بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل
أطبقت الظلمات على يونس . . واشتدت الهموم . . فلما اعتذر ونادى :
{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمّ}
مستلقٍ عليه الصلاه والسلام في فراشه حزيناً ماتت زوجته وعمه
واشتدت عليه الهموم فيأمر ربه جبريل أن يعرج به إليه يرفعه للسماء
فيسليه بالأنبياء ويخفف عنه بالملائكة
وارفع أكف الخضوع والتضرع واعلم أن فوق سبع سماوات
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء فكيف نيأس ؟ فقط ادع وتضرع وقل :
( يا الله زدنا بك ثقة واجعلنا من المتوكلين )
و دع رسالة جميلة مثل هذه تدور بين الناس وخذ أجرها وزد الدنيا جمالاً
.. واحمد الله على نعمه لتجد الخير :
" لَكَ الحمدُ رَبِي حَتىَ تَرضى ولكَ الحمدّ إذا رَضيتّ
ولكَ الحمدُ بعد الرضى، الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مبارك