{ الموضوع الثامن الفقرة 01 }
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين وحكمة
( أحكام الصـيام و ما يتعلق به )
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبهو من أهتدى بهديه إلى يوم الدين
هذه هى الحلقة الأولى عن أحكام الصيام
و سيكون موضوع حديثنا اليوم عن
تعريف الصيامو فضلهو أقسامه
الصوم فى اللغة :
قال تعالى عن السيدة / مريم / عليها السلام
{ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً }
التعريف الشرعى هو الأمساك عن شهوتى البطن و الفرج
من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله
الصوم عبادة بدنية يتقرب بها العبد إلى الله تبارك و تعالى
فيستحق به منه سبحانه و تعالى عظيم الثواب
فقد وعد الله تبارك و تعالى الصائمين المخلصين
بجزيل العطاء على لسان نبيه عليه الصلاة و السلام
فعن أبى هريره رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( قال عز و جل فى الحديث القدسي :
كل عمل أبن آدم له إلا الصوم فأنه لى و أنا أجزى به
فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب و لا يجهل
فان شاتمه أحد أو قاتله فليقل أنى أمرؤ صائم مرتين
لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقى ربه فرح بصومه )
الصيام جنة بمعنى وقاية من أرتكاب المعاصى
الرفث بمعنى القبح فى الأفعال و الأقوال
الجهل هو السب و الشتم و ما إلي ذلك
الخلوف أى رائحة الفم المتغيرة
رواه أحمد و مسلم و النسائى
أن كل عمل أبن أدم له فيه حظ نفسى من رياء و نحوه
فهو يتعجل به ثوابا من الخلق
إلا الصيام فانه خالص لله تعالى لا يعلم ثوابه غيره
و إنما خص الصيام بنسبه إلى الله تعالى و كل الطاعات له
لانه لم يعبد بالصيام غير الله تعالى
فلم يعظم الكفار فى زمن ما معبودا لهم بالصيام
لأن الصوم بعيد عن الرياء لخفائه بخلاف الصلاة و الحج و نحوهما
و عن أبى سعيد رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله
إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفا )
رواه البخارى و مسلم و غيرهما
محمول على من لا يتضرر بالصوم و لا يفوت به حقا
و لا تختل به قوته على أداء ما وجب عليه فعله
و إلا فلا يحصل له هذا الثواب
و كره صومه أو حُرِمَ و سوف نبين ذلك إن شاء الله تعالى
و عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعنى فيه
منعته النوم بالليل فشفعنى فيه
و عن أبى أُمامة رضى الله تعالى عنه قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقلت:مرنى بعمل يدخلنى الجنه
فقال عليه الصلاة و السلام
( عليك بالصوم فأنه لا عدل له )
فقال عليه الصلاة و السلام
( عليك بالصيام )
رواه أحمد و النسائى و الحاكم و صححه
و عن سهل بن سعد رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( ان للجنة بابا يقال له الريان
يقول يوم القيامهأين الصائمون
فاذا دخل أخرهم أُغلق ذلك الباب )
أو صوم أوجبه المرء على نفسه بالنذر
هو ما سوى شهر رمضان من سائر أيام السنه
و يوم عيد الاضحى و الثلاثة التى بعده
و هى ماتسمى بأيام التشريق
فصيام يوم عيد الفطر و يوم عيد الاضحى و أيام التشريق حرام
الصوم المكروه هو صوم يوم الشك
و هو اليوم الثلاثون من شعبان
و تكلمنا عن أقسامه بوجه عام
و إن شاء الله تعالىسنتحدث عن كل شئ بالتفصيل
فى المقالات القادمة إن شاء الله تعالى
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
حـكـمـة الـيـوم
أخى فى الله
التقوى هى ترك معصية الله حيث كنت لا يراك أحد
كان النبى صلى الله عليه و سلم
إذا شرب الماء قال
( الحمد لله الذى جعله عذبا فراتا برحمته
ولم يجعله ملحا اجاجا بذنوبنا )
و لكن تواضعا منه و تعليما لنا
و كان يمكنه أن يقول بذنوبكم
و ما أكل صلى الله عليه و سلم و لا شرب
فالعارف ينكس رأسه إذا شرب
و ربما تقطر عيناه بالدموع و يقول
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته