وقفة مع الجزء الثامن للشيخ عمر المقبل
هذه 47 وقفة مع الجزء الثامن
1. من أعمى الله قلبه، فلو اجتمعت له كل الأدلة، فلا حيلة فيه،
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ
كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}
أهل الباطل يزوقون باطلهم بما يعين على رواجه، ولكن هذا كلّه لا يخرجه
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }
وسيجدون من يصغي لباطلهم، لكن لا يصغي لهم إلا من لا يؤمن بالآخرة:
{ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ
وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ }
جمع الله لشريعته مقومات قبوله:
{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا }
صدقاً في الأقوال، وعدلاً في الأحكام.
الكثرة ليست معياراً للصواب:
{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
ذكر اسم الله على الذبيحة من آثار الإيمان:
{ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ }
{ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ }
{ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ }
من أدلة وجوب التسمية أن الله تعالى سمى تركها فسقاً:
{ وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ }
ما أعظم الفرق بين الوحيين:
{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ }
{ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
أما طاعة الوحي السماوي فثمرته جنة عرضها السماوات والأرض.
الحياة بدون القرآن ظلام وموت معجّل:
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا }
من أعظم العقوبات أن يزين للإنسان عمل الباطل، فكيف يتوب مثل هذا ؟
{ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
{ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }
رسالة للمحتسبين بمعرفة سنة الله في الأمم والمجتمعات:
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا }
{ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }
{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }
{ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
فقف قليلاً، واسأل ربك هذا الوصف العميق:
{ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }
وعُذ ولذ بربك أن تكون من الصنف الآخر:
{ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ }
{ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
{ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ }
الأصل في زمان زكاة الخارج من الأرض:
{ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ }
كل من قال في الشريعة شيئاً فغن مخاطب بهذه الآية:
{ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
البغي، والظلم، أحد أسباب تحريم ما أصله حلالُ:
{ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }
{ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }
آيات الوصايا العشر من (151 -153) جديرة بالتدبر والتأمل، ومن ذلك:
سر التنصيص على هذه الوصايا العشر؟ وما علاقتها بالوصايا في سورة
الإسراء؟ وما سر ختامها بلعلكم(تعقلون، تذكرون، تتقون)؟
حرف (ثم) قد تأتي للترتيب الذكري، وليس الزماني، ومن شواهد هذا:
{ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ ... الاية }
التشتت والتفرق ليس من دين الله:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ }
السيئة بمكة لا تضاعف، فإن الله يقول في هذه السورة المكية:
{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ
فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
متى تكون حياتنا وقفاً لله، لنقول بلسان الحال والمقال:
{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
من الحكم في الخلْق، وتتابع الأمم جيلاً بعد جيل:
{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ
فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ }
{ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ
وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }
لن يُتْركَ أحد من السؤال، فليت شعري، ما الجواب؟:
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ }
إبليس يعرف أن أولياء الله على صراط مستقيم:
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }
بينما بعض أتباع إبليس يرون أن أولياء الله ضالون ولا يعرفون الحق!!
في قصة آدم في سورة الأعراف:
{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا
وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }
لم يُذكر الرغد ـ كما في سورة البقرة ـ ولعل السر ـ والله أعلم ـ أن سورة
البقرة كان الحديث فيها في سياق الامتنان بالنعم على آدم، وعلى بني
إسرائيل، وأما سورة الأعراف ففي سياقها نوع من العتاب، ولهذا لم ذكر
الرغد فيها، ولا في قصة بني إسرائيل في قصة دخول القرية.لن يعدم
الإنسان من أتباع الشيطان من يقسم له الأيمان المغلظة بصحة ما يدعو
إليه، كما قال أبوهم من قبل:
{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }
كشف العورات من أعظم وسائل الشيطان في إغواء بني آدم:
{ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ }
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا }
فإذا سقط حجاب الحياء، صنع الإنسان ما لا يستحيا منه: ،
وفي البخاري من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستح فاصنع ما شئت )
الاعتراف بالذنب، والندم عليه أحد أركان التوبة:
{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
ترك التوبة خسارة في الدين:
{ وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
{ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ }
الحق يقبل ممن جاء به، ولو كافراً، تأمل:
{ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا
قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
فالله تعالى صدق قولهم في كونهم وجدوا آباءهم على ذلك، وردّ قولهم:
{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
المحرمات المذكورة في هذه الآية متفق عليها بين الأمم:
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ
وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
سلامة الصدر للمؤمنين من النعيم المعجل في الدنيا:
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ }
رددها إن أحسست لحظة بعجب أو فخر بغير حق:
{ وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }
{ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا }
هذه من أعظم أسباب غرور الكفار، ونسيانهم لما أمامهم، وقد تكررت
{ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
{ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا }
إياك أن تكون مخالفاً لمراد الله من هذه الآية:
{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا }
{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا }
{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا }
من أهم ما يتصف به الداعية: الاستمرار في البلاغ، والنصح للأمة:
{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ }
مع اشتراك الأنبياء في الدعوة إلى التوحيد، إلا أنهم ينبهون على ما
ينتشر من منكرات عند كل قوم، فلوط نبه على قبح الفاحشة
{ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ }
مما يوضح لك أن الشرائع تسعى لكمال الدين والدنيا، والسلوك والأخلاق،
فلا يوجد ليس للدين فيه حكم، ولا أثر.