ونحن نعيش هذه الأيام لابد من أن نذكر بضرورة اغتنام الفرصة
للعمل الصالح، حيث يكون الأجر مضاعفاً أضعافاً كثيرة....
في هذه الأيام المباركة نتذكر الهدي النبوي الشريف حول أحب الأعمال
إلى الله تعالى، فقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن ما من شيء أحب
إلى الله في هذه الأيام من العمل الصالح. ولذلك ننصح جميع الإخوة
والأخوات بالإكثار من الأعمال الصالحة ويمكن أن ندلكم على بعض
الأعمال السهلة ولكن ثوابها وأثرها كبير جداً.
أسهل الأعمال وأكثرها ثواباً عند الله:
وهذا أسهل أسلوب لكسب الحسنات. فالكلمة لا تكلّفك شيئاً ولكن أثرها
كبير على من حولك، ويبقى أجرها مستمراً لفترة طويلة مثل الشجرة التي
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ
وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }
تصور أنك تكسب الحسنات بمجرد التبسم! وللأسف كثير من المسلمين
يفتقدون هذه العبادة لله، عبادة "الابتسامة" وأسميها عبادة لأنها مثل
عبادة الصدقة. فلا تظن يا أخي الحبيب أن الابتسامة مجرد عادة اجتماعية
لكسب محبة المجتمع، بل هي عبادة وتقرب إلى الله تعالى، فهل تمارس
بل وتكثر من الابتسامة وبخاصة في هذه الأيام؟
لقد سخر الله لك وسائل كثيرة ومنها الجوال أو الهاتف أو الانترنت،
فتصور أنك تقوم كل يوم بمكالمة لأحد أصدقائك أو أقاربك أو أهلك تطمئن
عليهم وتلقي بكلمة طيبة... فكم من الأجر تأخذ والتكلفة بسيطة جداً. كذلك
أن ترسل رسالة قصيرة أو رسالة إنترنت لأخ في الله... فكل هذا هو نوع
من أنواع التقرب إلى الله ومن الأعمال التي يحبها الله تعالى.
وهذه سيستمر ثوابها حتى بعد موتك! فاحرص في هذه الأيام المباركة
على نشر معجزة من معجزات القرآن لأصدقائك أو عبر منتديات أو مواقع
التواصل الاجتماعي... فالدال على الخير كفاعله، وقد تكون هذه المعلومة
سبباً في هداية إنسان فتكون خيراً من الدنيا وما فيها... وهذا من أكبر
أنواع الجهاد في عصرنا الحاضر
{ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }
وهذه ثوابها عظيم جداً، بل إن النبي يقول:
( من تواضع لله رفعه الله )
! وهل هناك أجمل من أن يرفعك الله في الدنيا والآخرة؟! انظروا يا أحبتي
كم من السهل أن تتواضع، إن هذا العمل لن يكلفك شيئاً! ولكن التواضع
هو قمَّة الأخلاق الحسنة وهذه أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة!
6- ضبط الانفعالات وعدم الغضب:
وهذا العمل لا يكلف شيئاً، ولكنه كبير عند الله، فالله تعالى يقول:
{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
. تصور أخي الحبيب أنك كل يوم تحاول أن تصبر على إنسان أساء إليك،
أو تكتم غضبك تجاه الآخرين، ولو مرة أو مرتين في اليوم... فكم من
الأجر ستأخذ وكم من الراحة النفسية ستكسب، فالعدو الأول للقلب
لقد فتح الله لنا أبواباً كثيرة للعمل الصالح فالصلاة والصدقة والصوم
والحج وبر الوالدين وصلة الرحم ومساعدة الآخرين وحب الخير لهم...
كل ذلك من الأعمال التي يحبها الله ورسوله، فأكثر منها كلما استطعت
لنتأمل هذا النداء الإلهي الذي يدلنا على أبواب الخير لنكون من الناجحين
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }