سلسلة :وصف الجنة (جعلنا الله من أهلها)
(صفة الحور العين ، وبنات آدم وشرفهن
وفضلهن عليهن ، وكم لكل واحد منهن - 4)
{ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ }
وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان.
اختلف أهل التأويل في الذي به شبهن:
1- فقال بعضهم: شبهن ببطن البيض في البياض، وهو الذي داخل
القِشْر، وذلك أن ذلك لم يمسه شيء.( رجحه سعيد بن جبير
2-وقال آخرون: بل شبهن بالبيض الذي يحضنه الطائر، فهو إلى الصفرة،
فشبه بياضهن في الصفرة بذلك.( رجحه الحسن وابن زيد والزجاج
والبغوي والألوسي والشوكاني والبيضاوي والنسفي )
شبههن ببيض النعامة تكنها بالريش من الريح والغبار، فلونها أبيض
في صفرة. ويقال: هذا أحسن ألوان النساء أن تكون المرأة بيضاء
مشربة صفرة، والعرب تشبهها ببيضة النعامة.
كبكر مقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير المال غير محلل
وتقول العرب إذا وصفت الشيء بالحسن ، والنظافة كأنه بيض النعام
المغطى بالريش.....فتح القدير للشوكاني
3- وقال آخرون: بل عنى بالبيض في هذا الموضع: اللؤلؤ، وبه شبهن
في بياضه وصفائه. ( رواه عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه
قال أبو عبيدة والسيوطي. )
4- وقيل : رقتهن كرقة الجلد الذي رايته في داخل البيضة مما يلي
القشر.....تفسير ابن كثير .التفسير القيم لابن القيم.
5-وقالت فرقة : هو تشبيه عام جملة المرأة بجملة البيضة ، أراد بذلك
تناسب أجزاء المرأة ، وأن كل جزء منها نسبته في الجودة إلى نوعه
نسبة الآخر من أجزائها إلى نوعه؛ فنسبة شعرها إلى عينها مستوية ،
إذ هما غاية في نوعها ، والبيضة أشد الأشياء تناسب أجزاء ، لأنها
من حيث حسنها في النظر واحد ، كما قال بعض الأدباء يتغزل :
تناسبت الأعضاء فيه فلا ترى ... بهن اختلافاً بل أتين على قدر
(ذكره أبو حيان في البحر المحيط)
فأما المكنون ، فهو المصون . فعلى القول الأول : هو مكنون بقشرة ،
وعلى الثاني : هو مكنون بريش النَّعام ، وعلى الثالث هو مكنون
والعرب تقول لكل مصون مكنون ، كما قال أبو دَهْبَل:
وَهْيَ زَهْرَاءُ مِثْلُ لُؤْلُؤةِ الغَوَّا صِ
مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ
وصفهن بترافة الأبدان بأحسن الألوان ..مكنون يعني: