{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
والرزاق والرازق اسمان من أسماء الله الحسنى، وهما مشتقان من مادة
الرزق، والرزق هو كل ما ينتفع به.
رزق الأجسام بالأطعمة ونحوها، ورزق الأرواح بالعلوم والمعارف وهو
أشرف الرزقين لأن ثمرته باقية وبه حياة الأبد، ورزق الأبدان
رزق القلوب العلم والإيمان والـــــ
هذا هو الرزق الحلال وربنا
والثاني سوق القوت للأعضاء في
هذا يكون من الحلال كما يكون
والرب رزاقه بهذا الاعتبـــــ
ــــــــــار وليس بالإطلاق دون بيان
فرزق الله لعباده نوعان: عام وخاص:
هو ما يوصله لجميع المخلوقات مما تحتاجه في معاشها وقيامها، فسهل
لها الأرزاق، ودبرها في أجسامها، وساق إلى كل عضو صغير وكبير ما
يحتاجه من القوت، وهذا عام للبر والفاجر والمسلم والكافر، بل للآدميين
والجن والحيوانات كلها.وعام أيضاً من وجه آخر في حق المكلفين، فإنه
قد يكون من الحلال الذي لا تبعة على العبد فيه، وقد يكون من الحرام
ويسمى رزقاً ونعمة بهذا الاعتبار، ويقال (رزق الله) سواء ارتزق من
حلال أم من حرام وهو مطلق رزق.
وهو الرزق النافع المستمر نفعه في الدنيا والآخرة، وهو الذي على يد
الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أيضاً قسمان:
أ- رزق القلوب بالعلم والإيمان وحقائق ذلك، فإن القلوب مفتقرة غاية
الافتقار إلى أن تكون عالمة بالحق مريدة له، متعبدة لله. وبذلك يحصل
فالرزق الخاص هو ما خص به المؤمنون، ويشمل الأمرين السابقين.
وينبغي للعبد إذا دعا ربه في حصول الرزق أن يستحضر بقلبه هذين
الأمرين، فمعنى (اللهم ارزقني) أي ما يصلح به قلبي من العلم والهدى
والمعرفة والإيمان الثابت والعمل الصالح والخلق الحسن، وما يصلح به
بدني من الرزق الحلال الهني الذي لا صعوبة فيه، ولا تبعة تعتريه ..
يا خالق الرزق للعباد وللو
وقد ورد اسم (الرزاق) مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الذاريات.
{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن الله هو المسعِّر، القابض، الباسط، الرازق... )