الاسم (الرزَّاق،الرَّازق) :
ورد اسم الله (الرزَّاق )في قوله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
{ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
ورد اسم الرَّازق في السّنة النبوية ،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
( غلا السِّعر على عهد رسول الله فقالوا : يارسول الله !
إنَّ الله هو الخالق القابض الباسط الرَّازق المسعِّر )
فالله سبحانه هو الرزَّاق أي :
المتكفِّل بأرزاق العباد ،
القائم على كل نفس بما يقيمها من قُوتِها
{ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
ذكَّر سبحانه وتعالى عباده في مواضع عديده من القرآن الكريم
أنه هو وحده رازقهم المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم في مقامين .
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }
مقام الدعوة إلى الطاعة والخير ، فإن القرآن الكريم يَكثر فيه تذكير الله
عباده بالرزق في مقام أمرهم بالعبادة وأنواع الطاعة
ومن ذلك قوله تعالى في الأمر بالشكر:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }
ومن ذلك قوله تعالى في بيان أثر لزوم تقواه :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب }
رزق عامٌّ يشمل البرَّ والفاجر ، والمؤمن والكافر، والأوّلين والآخرين ،
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا }
ولا يعني رزقه سبحانه للكافر وتوسعته عليه بالأموال والأولاد ونحو ذلك
رضاه عنه فإنَّه سبحانه يعطي الدنيا مَنْ يُحبّ ومن لا يُحبّ.
رزق خاص وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال
الذي يُعين على صلاح الدين ، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه
بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ، ويُتم سبحانه كرامته لهم ، ومنّه
عليهم بإدخالهم يوم القيامه جنّات النعيم .حذَّر سبحانه عباده من الإنشغال
برزق الدنيا الفاني عن رزق الآخره الباقي
{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }
والعاقل لايشغله رزق الدنيا وإن كثر عن الغاية التي خُلِق لأجلها وأوجد
لتحقيقها وهي عبادة الله وإخلاص الدين له .جعلنا الله من عباده المتقين ،
وأورثنا بمنّه وكرمه جنّات النّعيم إنه تبارك وتعالى سميع مُجيب .
المرجع / فقه الأسماء الحسنى