عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-21-2015, 10:43 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي من تفسير الدكتور راتب النابلسي (7)

الأختالزميلة/ جِنانالورد



من تفسير الدكتور راتبالنابلسي (7)
تفسير د/ راتب النابلسي :
يا رب كيف أشكرك ؟ قال الله عز وجل ، تذكرني ولا تنساني ،
إنك إذا ذكرتني شكرتني ، وإذا ما نسيتني كفرتني .
قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }
( سورة الأحزاب : 41 ـ 42 )
اذكروه ذكراً كثيرا ، إنك إذا ذكرته شكرته ، وإذا ما نسيته كفرته ،
علامة الشكر أن تكثر ذكره ، وأن تعرف أن هذه النعمة من عنده .
فكلمة الحمد فقط وحدها تعني أنك محاط بنعم لا حدود لها ، لا تنتهي ،
ولا حصر لها ، الحمد
سورة الكهف
تفسير د/ راتب النابلسي
قال تعالى:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِِ }
أما كلمة لله ، فهذه النعم ، التي أنت فيها ، يجب أن تشكر الله عليها ،
لأن الله هو مصدرها ، وهذا هو الفرق بين المؤمن والكافر ، فالمؤمن
يعرف أن النعم من عند الله ، وغير المؤمن ينسبها إلى غير الله ،
لقد بلغ رجل أعلى المراتب ، وحصل على أعلى الشهادات ، واحتل أرفع
المناصب ، وكل شيء يجده على ما يرام ، وفجأةً يفقد بصره ، ويقول
لصديقه : أتمنى أن أجلس على الرصيف ، وأتسول ، وأن يرد الله
لي بصري فيجيبه : يوم تمتعت بنعمة البصر هل عرفت أن هذه النعمة
من الله عز وجل ؟ جعلك ترى الأشياء التي تحبها ، وترى الألوان ، ونعمة
السمع ينبغي أن نعرفها قبل أن نفقدها . ومن علامة التوفيق أن ترى
النعمة بوجودها لا بفقدها ، لكن الناس جميعاً إذا فقدوا بعض النعم
تحسسوا لها ، وعندئذٍ عرفوا قيمتها ، ولكن البطولة أن تعرف النعمة
وأنت مستمتع بها ، وأن تقول اللهم متعنا بأسماعنا ، وأبصارنا ،
و قوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا .
فهذا ينسحب أيضاً على سورة الفاتحة تقول في كل صلاة ، وفي كل ركعة
: الحمد لله رب العالمين .فلو أن قناة العين الدمعية ، وهي أدق قناة
في الإنسان ، أغلقت لاضطررت أن تمسك منديلاً تمسح الدمع الذي
يفيض على خديك طوال النهار ، ولأثَّر هذا الدمع على صفحة الوجه ،
وترك بعض أنواع الالتهاب .
لو أن للإنسان أذناً واحدة لما عرف جهة الصوت ، ولكن الصوت إذا
جاءك من خلفك فهناك جهاز في الدماغ يقيس تفاضل وصول الصوتين
إلى الأذنين ، والتفاضل واحد على ألف وستمئة وخمسين جزءًا من الثانية
، فتعرف أنت من خلال الأذنين أن جهة الصوت من اليمين ، فإذا كان بوق
السيارة من اليمين ، فتتجه نحو اليسار . ولو أن للإنسان عيناً واحدة لما
عرف البعد الثالث ، فبالعين الواحدة يرى الطول والعرض ، وبالعينين
يرى الطول والعرض والبعد الثالث ، ولو أن في الشعر أعصاباً حسية لما
أمكننا أن نحلق رؤوسنا ، ما هذه الحكمة البالغة ؟ إن الأظافر ، والشعر
ليس فيهما أعصاب حسية .وجهاز التوازن الذي منحك الله إياه لولاه
لا تستطيع أن تسير على قدمين .
إنّ الله خلقنا فسوانا .
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }
( سورة التين : 4 )
{ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ*فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }
(سورة الانفطار : 7 ).

رد مع اقتباس