عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-11-2015, 08:47 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي ابن الخطاب وأويس القرني (01-02)

من:الأخ / فـضـل الـسـقـا
نقلا عن العامود اليومي بجريدة عكاظ السعودية
لوالدنا الفاضل الأستاذ / عبد الله بن عمر خياط
أ. عبدالله بن عمر خياط
ابن الخطاب وأويس القرني (01-02)

.. حج بالناس عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – سنة ثلاث وعشرين

قبل استشهاده بأيام . وكان شغله الشاغل في حجه البحث عن رجل

من رعيته من التابعين يريد مقابلته.

وصعد عمر جبل أبو قبيس وأطل على الحجيج، ونادى بأعلى صوته :

يا أهل الحجيج من أهل اليمن، أفيكم أويس من مراد ؟.

فقام شيخ طويل اللحية من قرن، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك قد أكثرت

السؤال عن أويس هذا، وما فينا أحد اسمه أويس، فأنا عمه، وهو حقير

بين أظهرنا، خامل الذكر وأقل مالا، وأهون أمرا من أن يرفع إليك ذكره.

فسكت عمر – كأنه لا يريده – ثم قال : يا شيخ وأين ابن أخيك هذا الذي

تزعم ؟ أهو معنا بالحرم ؟ قال الشيخ: نعم يا أمير المؤمنين، هو معنا

في الحرم، غير أنه في أراك عرفة يرعى إبلا لنا.

فركب عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – على

حمارين لهما ، وخرجا من مكة، وأسرعا إلى أراك عرفة ثم جعلا يتخللان

الشجر ويطلبانه، فإذا هما به في طمرين من صوف أبيض، قد صف قديمه

يصلي إلى الشجرة وقد رمى ببصره إلى موضع سجوده، وألقى يديه على

صدره والإبل حوله ترعى – قال عمر لعلي _ رضي الله عنهما - :

يا أبا الحسن إن كان في الدنيا أويس القرني فهذا هو، وهذه صفته.

ثم نزلا عن حماريهما وشدا بهما إلى أراكة ثم أقبلا يريدانه.

فلما سمع أويس حسهما أوجز في صلاته، ثم تشهد وسلم وتقدما إليه فقالا

له : السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال أويس: وعليكم السلام ورحمة

الله وبركاته. فقال عمر – رضي الله عنه - : من الرجل ؟ قال : راعي إبل

وأجير للقوم، فقال عمر : ليس عن الرعاية أسألك ولا عن الإجارة، إنما

أسألك عن اسمك، فمن أنت يرحمك الله فقال : أنا عبد الله وابن أمته، فقالا

: قد علمنا أن كل من في السموات والأرض عبيد الله، وإنا لنقسم عليك

إلا ما أخبرتنا باسمك الذي سمتك به أمك، قال : يا هذان ما تريدان إلي؟

أنا أويس بن عبد الله . فقال عمر – رضي الله عنه - : الله أكبر ، يجب أن

توضح عن شقك الأيسر، قال : وما حاجتكما إلى ذلك ؟ فقال لـه علي –

رضي الله عنه – إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفك لنا، وقد

وجدنا الصفة كما خبرنا، غير أنه أعلمنا أن بشقك الأيسر لمعة بيضاء

كمقدار الدينار أو الدرهم ، ونحن نحب أن ننظر إلى ذلك ، فأوضح لهما

ذلك عن شقه الأيسر.

فلما نظر علي وعمر – رضي الله عنهما – إلى اللمعة البيضاء ابتدروا

أيهما يقبل قبل صاحبه، وقالا : يا أويس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أمرنا أن نقرئك منه السلام ، وأمرنا أن نسألك أن تستغفر لنا.

. ونكمل

البقية في الحلقة القادمة.
السطـر الأخـير :
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }

رد مع اقتباس