من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ صفات الله الواردة في الكتاب والسنة
- - العَمْر (بمعنى الحياة والبقاء)]
وهذا ثابت بالحديث الصحيح.
ففي حديث الإفك:
( قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله! أنا والله أعذرك
منه، إن كان من الأوس؛ ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من
الخزرج؛ أمرتنا، ففعلنا فيه أمـرك. فقال سـعد بن عبادة
رضي الله عنه: كذبت، لعَمْرُ الله؛ لا تقتله، ولا تقـدر على ذلك.
فقام أسيد بن الحضـير رضي الله عنه، فقال: كذبت لعـمر الله؛
لنقتلنَّه...).
قال القاضي عياض:
(وقولـه: ((لعمر الله))؛ أي: بقاء الله) .
وقال البيهقي:
(فحلف كلُّ واحد منهما بحياة الله وببقائه
والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(علوم أن الحلف بصفاته كالحلف به كما لو قال: وعزة الله تعالى، أو:
لعَمْرُ الله، أو: والقرآن العظيم، فإنه قد ثبت جواز الحلف بهذه الصفات
ونحوها عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة؛ ولأن الحلف بصفاته
كالاستعاذة بها)
وقال الحافظ ابن حجر:
(العَمْرُ؛ بفتح العين المهملة: هو البقاء، وهو العُمُر بضمها،
لكن لا يستعمل في القسم إلا بالفتح) .
وقال: (قولـه –أي البخاري- (باب قول الرَّجُل لَعَمْرُ الله) أَيْ هَلْ يَكُون
يَمِينًا؟, وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى تفسير (لَعَمْر)... وقال أَبُو القَاسِم الزَّجَّاج: العَمْر:
الحياة, فمن قال لَعَمْر الله كأنه حلف بِبَقَاءِ الله, واللام لِلتَّوْكِيدِ والخبر
محذوف أَيْ مَا أُقسم به, ومِن ثَمَّ قَالَ المَالِكِيَّة وَالحَنَفِيَّة: تَنْعَقِد بِهَا اليَمِين ;
لأن بَقَاء الله مِنْ صِفَة ذَاته)
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين