09-20-2015, 07:44 AM
|
Super Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
|
|
الله اكبر رمز التعظيم
الله أكبر رمز التعظيم
-1-
ما الذي يستقرّ في قلبك لله في أيام عشر ذي الحجة؟
مواطنه:
1. عند استلام الحجر الأسود بداية الطواف
2. عند كل شوط حينما يحاذي الحجر الأسود يقول:" الله أكبر "
أو يقول : " بسم الله ، والله أكبر" (ذِكْرُ البسملة موقوفٌ على ابن عمر رضي الله عنهما)
3. يردده عند الصفا، ويردده على المروة.
4. ويكبر عند رمي الجمار.
5. ويكبر في أيام التشريق.
"الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر .. ولله الحمد"
هذا التكبير هو شعار هذه الأيام, فلماذا هو شعارها؟
سيقابل هذا: ماذا تعتقد في ربّك الذي شرع هذه الأيام
وشرع هذا الدّين وشرع هذه المواسم، ما حقُّ ربك عليك؟
هو أكبر من كل شيء، أكبر من جميع ما في هذه الدنيا مما يدعونا إليها
ويشدّنا إلى تطلّبها، الله – عزّ وجلّ
- أكبر من أملاكنا وأموالنا وأهلنا، وهو أكبر من كل شيء نستعظمه في هذا الوجود
هذا القول مجمع التعظيم، فالذي يريد أن يعظّم الله يقول: الله أكبر
(، ف )الله أكبر( تعبير عن تعظيم قام في قلب العبد لله)
، وهو الذي يجب أن تخرج به من مدرسة العشر،
فأنت بعد أن تكبر وتكبّر كل هذه الأيام المفروض أن يكون في قلبك التعظيم
، فالتكبير إنما هو تعبير عن التعظيم لله. قال تعالى:
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ "أي: عظمه بالتوحيد، واجعل قصدك في إنذارك وجه الله،
وأن يعظمه العباد ويقوموا بعبادته"
يزيد الحاجّ على غير الحاجّ في التعظيم أنه سيذهب ويعظّم المكان،
فالحاج وغير الحاج يشتركان في تعظيم الله
وتعظيم الزمان، هذه الأيّام العشر جزء من الأشهر الحرم
لكنّها أعظم حرمة من كل الشهور الحرم،
عندنا ثلاثة أشهر حرم متصلة وشهر حرام منفصل،
رجب هو المنفصل وذو القعدة وذو الحجة ومحرّم هذه متصلة، فهذه الأشهر الحرم
مطلوب منك تعظي ما لله تعظميها لأنه عظّمها، وما عظّمه الله معناه أن السيئة
فيه تعظم.
مطلوب منك تعظي ما لله تعظميها لأنه عظّمها،
وما عظّمه الله معناه أن السيئة فيه تعظم.
√ السيئة فيه تعظُم. هذا منصوص عليه.
√ والحسنة مقابل ذلك تضاعف.
هذا رجاؤنا لأننا نعرف سنة الله،
رجاؤنا أن الحسنة تضاعف كما ذكر ذلك كثير من أهل العلم.
ماهي الوظيفة القلبيّة التى يجب أن أتمتع بها هنا وأخرج بها من العشر أيضًا؟
هي التعظيم.
فحقيقة الانتفاع أن تخرج معظّما لله،
والذي يدل على ذلك أن شعار هذه العشر هو التكبير.
فتكبير الله عزّ وجل ▬ رمزٌ لتعظيمه
فما معنى التعظيم ؟ كيف يمارس الإنسان تعظيم الله؟
الكلمة مفهومة في داخلنا أن الله هو العظيم
( الذي له القدر، عظيمٌ في قلوبنا، نعظّمه)
فيقع تبعا للتعظيم الخوف
ويقع تبعا للتعظيم الإجلال
ويقع تبعا للتعظيم الرغبة
ويقع تبعا للتعظيم الرهبة
هذه كلها مشاعر تقع في قلب العبد من تعظيم الله.
فإذا وجدت نفسك تقترف المنهيّات ولا تشعر بشيء في قلبك
o وإذا وجدت نفسك تحتال على المحرمات ولايقع في قلبك الكدر
o وإذا وجدت نفسك تتعدّى على حقوق النّاس
ولايكون في حسبانك لقاء الله ولا الحساب
فهذه مؤشرات إلى انقطاع التعظيم!
إذن التعظيم له مؤشرات في القلب،
أنت معظّم لله إذن لابدّ أن يكون هناك مؤشرات،
ومن أعظم مؤشرات التعظيم
الخوف – الرهبة - الرغبة إلى الله
ومن أعظم مؤشرات التعظيم كذلك الطمأنينة
======
-2-
لكن كيف تغذّي هذا التعظيم؟ كيف تجعل الله أكبر من كل شيء في قلبك؟
أصابك هم الآن -أيًّا كانت الهموم-،
أوّل ما أصابك همّ تفزع مباشرة إليه وتطمئن إليه فتقول معلنا عمّا في قلبك
أن معك الله وأنه سيهديك،
أوّل ما تأتي الهموم تقول: الله أكبر من همومي وإذا وقفت بين يديه فرّجَ ها لي.
الأول : كثرة تدبّر صفات الله عزّ وجل .
قال تعالى: وَقُلِ الحْمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا
"أي: عظمه وأجِلَه بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى،
وبتمجيده بأفعاله المقدسة،
وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له"
ها أنت تقرأ آية الكرسيّ مرارا وتكرارا وتقرأ الإخلاص وتقرأ المعوذتين
وأواخر الحشر وأوائل الحديد وتقرأ في سبأ
وفاطر ويس، تقرأ القرآن من أوّله لآخره وهو يخبرك عن الله
وعن عظمته وسلطانه فلا تهجر القرآن، لا تهجر المصدر الذي به تعرف عظمة الله.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير قوله تعالى: وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الكْبِيرُ :
"وحقيقة الكبرياء التي لايعلمها إلا هو، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل،
أنها كل صفة كمال وجلال وكبرياء وعظمة، فهي ثابتة له، وله من تلك الصفة أجلها وأكملها"
يكرّر الله عزّ وجل عليك أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا{، }أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا{، }
ألم تر{ لا تهمل ولا موطن من هذه المواطن في القرآن،
كل موطن يقال لك فيه أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ مسؤوليتك أن تتفكر فيه تفكّر
الراغب إلى ربّه المريد أن يقع في قلبه التعظيم وسترى آثار هذا لو كنت صادقا.
إذن ما مقصد هذه الأيام العشر؟
هذه الأيام تنفع أصحابها إذا كانوا معظّمين لربّهم.
أن تكون معظّما لله، افعل تلك الأفعال من أجل أن تغتنم العشر،
وهذا هو المقصد الذي ننتظره من العشر سواء كنت حاجًّا أو غير حاجّ
، والنتيجة والعلامات واضحة:
أن تخرج من هذه العشر وقد زاد إماانك.
( زيادة الإيمان) = معظّم لحُرمات الله ( + )مطمئن لله
وهذا هو قلب التّأليه هذا قلب أن تقول لا إله إلا الله
قلب هذه المشاعر، قلب أن الله إلهك هي هذه المسألة:
أن يكون الله في قلبك عظيما، فتطمئن إليه فترى آثار تدبيره لك،
اطمأننت لله فدبرك وخرّجك من كل
الأزمات فينصب في قلبك حبّه سبحانه وتعالى.
لذا: "من كبريائه سبحانه وتعالى: أن العبادات كلها،
الصادرة من أهل السماوات والأرض، كلها المقصود منها،
تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعارا للعبادات الكبار،
كالصلاة وغيرها"
=========
كيف يكون الخوف والطمأنينة؟
أنت الآن في حياتك كل أحد تخاف منه تفرّ منه،
وكما تعلمون جميعا أننا لماّ نخاف من الله نفرّ إليه، فاجتمع في حقّ هذا العظيم
الذي حقًّا ليس عظيم غيره سبحانه وتعالى اجتمع الخوف منه والطمأنينة به،
تخاف منه فتطمئن إليه،
ولذلك المعظم لله إذا اشتكى نقصا أو ضعفا فليس له إلاّ الله العظيم يطمئنه.
بمعنى أنت الآن خائف على و رثك، خائف على بيتك، خائف على أولادك،
لا يعالج هذا الخوف إلا شعورك:
أن الله هو العظيم الذي له الملك التّام، وله التصرف التّام في كل شيء،
وأنه العظيم الذي إذا قضى أمرا لا يردّه شيء.
فلمّا يأتيك خوف على شيء من أشيائك لايفزع قلبك إلا للعظيم
لأنك تريد أن يردّ عنك العظيم ماتشعر به وماتخاف منه
، فليس لك إلا العظيم تطمئن إليه، ليس لك إلا العظيم الذي أمره نافذ،
بين يديه تقف ولاترجو إلا إيّاه،
من أجل أن العظيم هو من يحفظ عليك ما تملكه
إذن لتعظيم الله علامات وآثار تظهر عليك:
√ أنك لا تتعدى حرماته إذا كنت معظمًا لله
أوّل ما تعرف أن هذا حرام تصاب برعدة لو فكرت أنك تتعدّى حرماته.
√ أنك مكتف بالله، لا قلق ولا خوف أبدًا(الطمأنينة )
انظر إلى صفة السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب صفتهم أنهم معظمون لربهم،
مكتفون به، ما عندهم غير الله
، اكتفوا به تماما لاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَلاَ يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، لماذا ؟
لقوة اكتفائهم بربهم العظيم،
يعرفون أنه هو العظيم الذي إذا أَمَرَ أَمْرا نفذ، وإذا قضى قضاء وقع،
ولا رادّ لأمره، ولو اجتمع أهل الأرض كلهم على أن يردّوا أمرا من أوامره ما استطاعوا.
هذه مشاعر التعظيم التي في قلوبهم منعتهم من أن يقلقوا، فكانوا شديدي الطمأنينة.
المفروض تخرج من هذه العشر مطمئنا معظّما لله،
وكل الهموم التي عندك اطرحها بين يدي الله، فالله أكبر منها،
كل ما تشعر به من آلام أو أحزان اطرحه بين يدي الله ، والله -عزّ وجل- أكبر منها.
فهذه علامات تعظيمك لله،
ولهذا أنت تعبّر عن هذا على الشقّ الثاني خاصّة وأنت تقول (الله أكبر )
تقول لنفسك (الله أكبر) من أيّ شيء؟
الله أكبر من آلامي وهمومي وأحزاني( أكبر وهو كافيني. )
الله أكبر من كل ما أنا به طامع في الدّنيا وأرغبه، فلا رغبة إلا إليه.
الله عزّ وجل أكبر من كل هذه الشهوات التي تشغلك عنه
فأنت لماّ تكبر في الصلاة وتقول الله أكبر ترفع الحجاب بينك وبين الله،
تعلن في نفسك أنك:
o لو كنت مهموما فهو أكبر من همومك.
o ولو كنت مديونا فهو أكبرمن ديونك، يعطيك.
o هو غايتك وملجؤك، لا قلق إذا كنت معظما لله.
ومن الجهة الأخرى عندك شهوات ورغبات ومحبوبات
تمنعك أن تكون عبدا بين يدي الله، تأتي إلى شهواتك ومحبوباتك وتقول:
الله أكبر، أكبر من هذه الشهوات والمحبوبات وأعظم في قلبي منها،
وإذا كان الله أكبر وأعظم في قلبي منها أتركها له، من أجله، هو أكبر،
إن تركتها له عوضني خيرا منها.
المعظّم الذي يخرج من هذا الزمن بعد أن كبَر الله وكبره
يخرج من هذا الزمن وقلبه ممتلئٌ تعظيمًا
فلا يقترف محارم الله
ويطمئن بالله.
هيفولا
|