أخلاقنا الإسلامية العظيمة
قضاء الحـوائج
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و استغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
مما لا شك فيه ان قضاء حوائج الناس
من أسمى الصفات الإنسانية التى حث عليها ديننا العظيم .
و لا شك أيضا أن كل من يسعى فى قضاء حوائج الناس هو شخص طيب القلب ،
رقيق الحس و المشاعر يشعر بحاجة الغير و يسارع فى قضائها .
و من الناس من يتمنى أن يرزقه الله عز و جل القدرة المادية و المعنوية
ليكون قادراً على تفريج هم أو تنفيث كربة عن أخيه المسلم .
و ما أروع أن يقوم المرء بقضاء حوائج أقرب الأقربين من والدين و إخوة و أبناء
ثم تتسع الدائرة بعد ذلك إلى الأهل و الجيران و الأصدقاء و المسلمين أجمعين .
و لكننى هنا أحب أن أتطرق إلى نقطة هامة جداً فليس معنى أن نساعد الغير
و نقضى حوائجهم أن نستغل ذلك فى أمور الواسطة و نستغل السلطات و المناصب
فى تضييع الفرص عمن يستحقونها .
و من الممكن أن نستغل هذه السلطات و المناصب فى تذليل عقبات المستحقين
و رد حقوق المظلومين و إغاثة الملهوفين .
و خاصة ما يخص الأيتام و الأرامل و الفقراء
و الذين يكونون هم أحوج ما يكونون لقضاء الحوائج .
و تحضرنى هنا قصة رجل فاضل رحمه الله كان دائماً ما يقضى حوائج
من هم دونه فى العمل أو فى الناحية المادية و أذكر له موقفاً لا أنساه
عندما طلب منه بائع الفاكهة أن يقرضه مبلغاً من المال لتستمر تجارته
و على الفور ذهب هذا الرجل الفاضل رحمه الله إلى المنزل و أحضر له ما أراد
و قضى حاجته و الطريف فى هذه القصة أن بائع الفاكهة شعر بثقل المبلغ فى السداد
فقام بسداده على هيئة بطيخ و خلافه .
و الرسالة فى هذه القصة إلى كل من تُقضى حاجته من قبل أى مخلوق
لا تنسى الفضل و أطلب على قدر حاجتك و لا تطمع فى المزيد .
أقوال فى قضاء الحوائج
من القرآن الكريم :
" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
المائدة 2
من السنة المطهرة
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال :
“ من نفَّس عن مؤمن كربة نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،
و من يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة
و الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ” .
الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم -
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2699
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح
يقول أبن عباس رضي الله تعالى عنهما :
“ ثلاث لا أكافئهم :
رجل بدأني السلام ،
و رجل وسع لأخ المجلس ،
و رجل اغبرت قدماه في المشي إليّ إرادة التسليم علي،
فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله ، قيل : و من هو : قال :
رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله ، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي ”
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين