قَوْلُهُ : ( لَتُسَوُّنَّ )
بِضَمِّ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَ فَتْحِ السِّينِ وَ ضَمِّ الْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ وَ تَشْدِيدِ النُّونِ ،
قَالَالْبَيْضَاوِيُّهَذِهِ اللَّامُ هِيَ الَّتِي يُتَلَقَّى بِهَا الْقَسَمُ وَ الْقَسَمُ هُنَا مُقَدَّرٌ
وَ لِهَذَا أَكَّدَهُ بِالنُّونِ الْمُشَدَّدَةِ
قَوْلُهُ : ( أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ )
أَيْ إِنْ لَمْ تُسَوُّوا . قَالَالنَّوَوِيُّقِيلَ مَعْنَاهُ يَمْسَخُهَا وَ يُحَوِّلُهَا عَنْ صُوَرِهَا
لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : يَجْعَلُ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ . وَ قِيلَ يُغَيِّرُ صِفَاتِهَا .
وَ الْأَظْهَرُ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مَعْنَاهُ يُوقِعُ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ اخْتِلَافَ الْقُلُوبِ ،
كَمَا يُقَالُ تَغَيَّرَ وَجْهُ فُلَانٍ عَلَيَّ أَيْ ظَهَرَ لِي مِنْ وَجْهِهِ كَرَاهَةٌ لِي وَ تَغَيَّرَ قَلْبُهُ عَلَيَّ
لِأَنَّ مُخَالَفَتَهُمْ فِي الصُّفُوفِ مُخَالَفَةٌ فِي ظَوَاهِرِهِمْ وَ اخْتِلَافُ الظَّوَاهِرِ
سَبَبٌ لِاخْتِلَافِ الْبَوَاطِنِ انْتَهَى .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ وَ يُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُأَبِي دَاوُدَوَ غَيْرِهِ بِلَفْظِ :
أَوْ لَيُخَالِفَنَّ بَيْنَ قُلُوبِكُمُ انْتَهَى
وَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ بِظَاهِرِهِ عَلَى وُجُوبِ تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَوَ الْبَرَاءِوَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَ أَنَسٍوَ أَبِي هُرَيْرَةَوَ عَائِشَةَ )
أَمَّا حَدِيثُجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَفَأَخْرَجَهُمُسْلِمٌوَ أَبُو دَاوُدَوَالنَّسَائِيُّوَ ابْنُ مَاجَهْ
. وَ أَمَّا حَدِيثُالْبَرَاءِفَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ، وَأَمَّا حَدِيثُجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ غَيْرُهُ
وَ سَيَأْتِي لَفْظُهُ ، وَ أَمَّا حَدِيثُأَنَسٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا وَلَهُ أَلْفَاظٌ
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَفَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَبِلَفْظِ : تَوَسَّطُوا الْإِمَامَ وَ سُدُّوا الْخَلَلَ.
وَ أَمَّا حَدِيثُعَائِشَةَفَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَبِلَفْظِ
: لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُمُسْلِمٌوَ أَبُو دَاوُدَوَ النَّسَائِيُّ .
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :)
) مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ إِقَامَةُ الصَّفِّ ( فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ عَنْ جَابِرٍقَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَإِنَّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ إِقَامَةَ الصَّفِّ،
رَوَاهُأَحْمَدُوَ أَبُو يَعْلَىوَ الطَّبَرَانِيُّفِي الْكَبِيرِ وَ الْأَوْسَطِ .
وَ فِيهِعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍوَ قَدِ اخْتُلِفَ فِي الِاحْتِجَاجِ بِهِ انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ رُوِيَ عَنِابنِ عُمَرَأَنَّهُ كَانَ يُوَكِّلُ رَجُلًا بِإِقَامَةِ الصُّفُوفِ وَ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى يُخْبَرَ أَنَّ الصُّفُوفَ قَدِ اسْتَوَتْ )
رَوَاهُمَالِكٌفِي الْمُوَطَّأِ عَنْنَافِعٍأَنَّعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِكَانَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ
فَإِذَا جَاءُوهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنْ قَدِ اسْتَوَتْ كَبَّرَ
( وَ رُوِيَ عَنْعَلِيٍّوَ عُثْمَانَ أَنَّهُمَا كَانَا يَتَعَاهَدَانِ ذَلِكَ وَ يَقُولَانِ اسْتَوُوا إِلَخْ )
فِي الْمُوَطَّأِ عَنْأَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍعَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ مَعَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
فَقَامَتِ الصَّلَاةُ وَ أَنَا أُكَلِّمُهُ فِي أَنْ يَفْرِضَ لِي فَلَمْ أَزَلْ أُكَلِّمُهُ وَ هُوَ يَسْتَوِي الْحَصْبَاءَ بِنَعْلَيْهِ
حَتَّى جَاءَهُ رِجَالٌ قَدْ كَانَ وَ كَلَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الصُّفُوفَ قَدِ اسْتَوَتْ
فَقَالَ لِي اسْتَوِ فِي الصَّفِّ ثُمَّ كَبَّرَ .