عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-05-2011, 06:36 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي خطبة المدينة: التذكُّر حقائقه وتفصيله لفضيلة الشيخ د. علي الحذيفي


خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
بالمدينة المنورة - طيبة الطيبة

بعنوان : التذكر حقائقه وتفصيله
ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور / على الحذيفى

الأمام و الخطيب بالمسجد النبوى الشريف
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
خطبة المدينة: التذكُّر حقائقه وتفصيله لفضيلة الشيخ د. علي الحذيفي






ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان:
" التذكُّر حقائقه وتفصيله"،
والتي تحدَّث فيها عن التذكُّر وأهميته في حياة الفرد والمجتمع،
وبيَّن أن الله - سبحانه وتعالى - أمر به في غير ما آيةٍ من كتابه على صورٍِ كثيرة،
وأشار في خِتام خُطبته إلى الأحداث المُعاصِرة وضرورة ضبط النفس حيالَها
وعدم الانسياق وراء الفتن وأصحابها لئلا نُصاب بما أُصيب به من قبلنا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله، الحمد لله الذي أحيا قلوب المؤمنين بالإيمان واليقين،
وجعل القرآن والسنة شفاءً وهدًى وبشرى للمسلمين، أحمد ربي وأشكره،
وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين،
وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الأمين،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله، اتقوا الله بالتقرُّب إليه فيما أمَر، والبُعد عما نهى عنه وزَجَر، قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الأحزاب: 70، 71].
عباد الله:
اعلموا أن التذكُّر لما ينفع العبد في دنياه وأخراه، والعملَ بما يُوجِبُه التذكُّر النافع هو فلاحُ الإنسان وسعادته وفوزه في الدارين،
قال الله تعالى:نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةسَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الأعلى: 10]،
ونسيان ما ينفع والإعراضُ عن التذكُّر هو الخسران والخيبة والشقاوة،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الكهف: 28]
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[السجدة: 22]،
وقال تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الصافات: 13].
والتذكُّر من صفات أهل العقول الراجحة والفِطر المستقيمة،
قال الله تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [البقرة: 269]،
وأولو الألباب هم المهتدون المتقون الذين يفعلون الحسن ويهجرون القبائح،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الزمر: 17، 18].
والتذكُّر من صفات المُنيبين التائبين الذين أحيا الله قلوبهم بالإيمان،
وأصلح أعمالهم بالإخلاص واتباع السنة،
قال الله تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [غافر: 13]،
وقال تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةتَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [ق: 8].
والمُتذكِّرون قد سلَكوا سبيل النجاة والسعادة في الدنيا،
واتَّصفوا بأحسن الصفات، وتطهَّروا من أعمال وأخلاق السيئات،
فوعَدَهم الله بأرفع الدرجات في الجنات، قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20)
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)
وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً
وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الرعد: 19 - 24]،
هذه الصفات الكريمة لمن تذكَّر وتقدَّم في الخيرات ولم يتأخَّر.
أيها المسلم:
ألا تحبُّ أن تعلم التذكُّر وتعرف حقائقه وتفصيله؟! نعم،
التذكُّر: هو استحضار كل علمٍ نافعٍ نزل به الوحي،
أو استفاده العقل الصحيح بالتجارب الحقَّة أو الاعتبار المُصيب،
ولعمل بمُوجِب ذلك كله، وترك ما يُضادّه؛ فمن اكتسب العلمَ النافع،
وقام بالعمل الصالح فقد فاز بأعلى الدرجات في الأخرى،
وتمتَّع بأحسن حالٍ في حياته الدنيا، قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[النحل: 97]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[طه: 124].
والتذكُّر مأمورٌ به العباد لتحقيق التوحيد لرب العالمين،
ومعرفة دلائله، قال الله تعالى في دعوة الخليل إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - إلى التوحيد:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80)
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الأنعام: 79- 82]؛
لأن التوحيد أساس الدين، وأصل الأعمال الصالحة؛
فإن صلُح وصحَّ صلُحَت الحياة، وإن فسَدَت العقيدة فسدَت الحياة.
وتذكُّر تدبير الله للعالم العلوي والسفلي ونفوذ مشيئة الله بالكون
وتصريف المخلوقات ينفع المُتذكِّر في صلاح قلبه،
واستقامة أحواله، وزكاة أعماله؛ فالربُّ - تبارك وتعالى -
يُذكِّرُنا بانفراده واختصاصه بالتدبير للخلق،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الأعراف: 54]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[السجدة: 5]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[يونس: 3]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الرعد: 2]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[هود: 56]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [التكوير: 29]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[يونس: 61]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[فاطر: 44]،
وقال تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [هود: 107].
فإذا تذكَّر الإنسان أن تدبير الكون كله وتصريفه بيد الله وحده لا شريك له،
وأن المقادير نافذةٌ بمشية الرب وحده،
كما قال - تبارك وتعالى -: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [القمر: 49]،
وتذكَّر أن الدنيا والآخرة لله وحده،
كما قال تعالى: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [النجم: 25]،
إذا تذكَّر الإنسان هذا كلَّه تعلَّق قلبُه بالله وحده،
واعتمد على ربه في كل أموره، وطلبَ مرضاته، وابتعَد عن معاصيه؛
فالسعادة لا تُنال بالمُغالبة والقوة، إنما تُنال بطاعة الله - تبارك وتعالى -.
والربُّ - سبحانه وتعالى - كثيرًا ما يقرِن التذكُّر بالأمر والنهي،
فتذكُّر ما في أوامر الله تعالى من الحِكَم والمنافع والخيرات العامة وصلاح القلوب،
وتذكُّر ما في المنهيَّات من المضارّ والمفاسِد والخبائث والعار والدمار ومرض القلوب وموتها،
تذكُّر ذلك كله كافٍ لفعل الطاعات وبُغض المُحرَّمات والوقاية من المُهلِكات،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[النحل: 90]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا
وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الأنعام: 152]،
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ويُرشِد ربُّنا الإنسانَ إلى تذكُّر بدايته ونهايته وما بين ذلك من تقلُّب أحواله
وتدبير الله له كما يريد ربُّه وأنه لا يملِك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا إلا ما أعطاه الله
ليخضَع هذا الإنسان لعبودية الله وشرعه مختارًا؛
إذ لا سعادة للإنسان إلا بذلِّ العبودية والمحبة لله - عز وجل -،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الواقعة: 62]
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[فاطر: 37]،
وقال تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةقُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [الأعراف: 188].
فإذا كان هذا لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فكيف بمن دونه؟!
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
«واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتَبَه الله لك،
وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك لم يضرُّوك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك»؛
رواه الترمذي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
ويُرشِدُّ الربُّ تعالى إلى تذكُّر تقلُّب الليل والنهار،
وتذكُّر الحِكَم والمنافع والغايات التي خُلِق لها كلُّ مخلوقٍ،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الفرقان: 62]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[النحل: 13].
فالكونُ المُشاهَد آياتٌ منظورة فيها التذكُّر والعبرة لكل عبدٍ مُنيب،
وقد أرشدنا الله تعالى إلى التذكُّر والاعتبار بما وقع للأمم الخالية
من العقوبات المُدمِّرة المُهلِكة لتحذَر الأمة أعمالهم،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[ق: 36، 37].

قال المُفسِّرون: "قد أهلك الله قرونًا كثيرة هم أشد قوة من كفَّار قريش،
ففتَّشوا وبحثُوا عن مكانٍ يمنعهم من الموت، فلم يجِدوا محيصًا - وهو الملاذ -،
فعاقبهم الله بذنوبهم وأهلَكَهم".
ففيما جرى للأمم الخالية تذكُّرٌ وعِظَة لمن كان له لُبٌّ وعقلٌ صحيحٌ راجحٌ،
أو ألقَى سمعَه لكلام الله وهو حاضرُ القلب،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[إبراهيم: 5].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أيام الله: نِعَمُه"،
وقال مُقاتل: "أيام الله: نِقمَتُه من أهل الكفر والمعاصي"،
وكلٌّ مرادٌ للآية، فالتذكير بنِعَم الله يُورِثُ الحياءَ من المُنعِم،
ويحُثُّه على مُقابلَة النِّعَم بالطاعة والشكر،
والتذكيرُ بعقوبات الله لمن حاربَ دينَه يزجُرُ عن الوقوع في الذنوب والمعاصي،
ويمنعُ من اتباع سبيل الهالكين،
قال الله تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[الحشر: 19].
وقد أمرنا الله - عز وجل - أن نتذكَّر نعَمه علينا وعلى الناس،
فقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ
غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[فاطر: 3]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[البقرة: 231]،
وقال تعالى:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[المائدة: 7].
وأعظم النِّعَم: نعمة القرآن الكريم الذي جمع الخيرَ كلَّه وأمرَ به،
وبيَّن الشرَّ كلَّه ونهَى عنه، فهو أعظم واعِظ ومُذكِّر،

رد مع اقتباس