نفحة يوم الجمعة
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين
د. هاني درغام
اعلم أنَّ الإنسان يولَد مرتين: يوم يخرج من ظلمة رحم أُمِّه إلى نور الدنيا،
ويوم يخرج من ظُلمات المعصية إلى نور الطاعة،
فيا لها من فرصة يفرح القلب بها ويَسعَد حينما يرجع إلى ربِّه نادمًا،
ويَلحق برَكْب الصالحين، فأين أنين المذنبين؟
أين بكاء النادمين؟ أين خشوع الخائفين؟
فيا أيها العاصي، لا تَقْنَط من رحمة الله بسوء أعمالك،
فكم يَعتق من النار في هذه الأيام من أمثالي وأمثالك،
فأحْسِن الظنَّ بمولاك وتُب إليه؛ فإنه لا يَهْلِك على الله هالك، وردِّد معي:
يَارَبُّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً
فَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ عَفْوَكَ أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلاَّ مُحْسِنٌ
فَبِمَنْ يَلُوذُ وَيَسْتَجِيرُ الْمُجْرِمُ
أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَرْتَ تَضَرُّعًا
فَإِذَا رَدَدْتَ يَدِي فَمَنْ ذَا يَرْحَمُ
مَالِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الرَّجَا
وَجَمِيلُ عَفْوكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ