08-10-2016, 03:01 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 596
|
|
دين و حكمة - أحكام الحج ( 06 )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق
{ الموضوع التاسع الفقرة 06 }
( أحكــام الحـــــــــج )
أخى المسلم
بمناسبة قرب الحج بلغنا الله و إياكم
نكرر معكم اليوم الموضوع الـتاسع من مواضيع دين وحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جعل كلمة التوحيد لعباده حرزا و حصنا
و جعل البيت العتيق مثابة للناس و أمنا
و أكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفا و تحصينا و منا
و جعل زيارته و الطواف به حجابا بين العبد و بين العذاب و مجنا
و الصلاة على محمد نبى الرحمة و سيد الأمة
و على آله و صحبه قادة الحق و سادة الخلق و سلم تسليما كثيرا
أخى المسلم
الإحرام
ما هو الإحرام
الإحرام هو نية أحد النسكين
الحج أو العمرة او نيتهما معا و هو ركن
قال الحق سبحانه تعالى :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء
وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }
البينة 5
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل أمرئ ما نوى )
آداب الإحرام
للإحرام أداب ينبغى مراعاتها و هى :
-1 النظافة
و تتحقق النظافة بتقليم الأظافر و قص الشارب و نتف الإبط و حلق العانة
و الوضوء أو الإغتسال و هو الأفضل ثم تسريح اللحية و شعر الرأس
قال أبن عمر رضى الله تعالى عنهما :
[ من السنة أن يغتسل إذا أراد الإحرام ، و إذا أراد دخول مكة المكرمة ]
رواه البزار و الدار قطنى و الحاكم و صححه
و عن أبن عباس رضى الله عنهما
إن النبى صلى الله عليه و سلم قال :
( إن النفساء و الحائض تغتسل و تحرم
و تقضى المناسك كلها غير إنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر )
رواه أحمد و أبوداود و الترمذى و حسنه
-2 التجرد
التجرد من الثياب المخيطه و لبس ثوبى الإحرام
و هما رداء يلف النصف الأعلى من البدن دون الرأس
و أزار يلف به النصف الأسفل
و ينبغى أن يكونا أبيضين فأن الأبيض احب الثياب إلى الله تعالى
3 - التطيب
فى البدن و الثياب و إن بقى أثره عليه بعد الإحرام
فعن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه رضى الله عنها و عن أبيها قالت :
[ كأنى أنظر إلى و بيض الطيب مفرق رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو محرم ]
و بيض بمعنى بريق
رواه البخارى و مسلم
و روى عنها رضى الله تعالى عنها و عن أبيها أنها قالت :
[ كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه و سلم لإحرامه قبل أن يحرم
و لحله قبل أن يطوف بالبيت ]
المراد بالإحلال أى بعد الرمى الذى يحل به الطيب و غيره
و قالت رضى الله عنها و عن أبيها
[ كنا نخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة المكرمة
فننضح جباهنا بالمسك عند الإحرام فاذا عرقت إحدانا سال على وجهها
فيراه النبى صلى الله عليه و سلم فلا ينهانا ]
رواه أحمد و أبو داود
4- صلاة ركعتين
ينوى بهما سنة الإحرام يقرأ فى الأولى منها بعد الفاتحة. سورة الكافرون
و فى الثانية سورة الإخلاص
قال أبن عمر رضى الله عنهما
كان النبى صلى الله عليه و سلم
[ يركع بذى الحليفة ركعتين و تجزئ المكتوبة عنهما
كما إن المكتوبة تغنى عن تحية المسجد ]
رواه مسلم
أنواع الاحرام
الإحرام ( أى نية الحج ) أنواع ثلاثة :
-1 قِران
2 - تمتع
3 - إفراد
و قد أجمع العلماء على جواز كل واحد من هذه الأنواع الثلاثة
فعن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت :
[ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عام حجة الوداع
فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج و عمرة و منا من أهل بالحج
و أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحج
فأما من أهل بعمرة فحل عند قدومه
و أما من أهل بحج أو جمع بين الحج و العمرة فلم يحل حتى كان يوم النحر ]
رواه أحمد ، و البخارى ، و مسلم ، و مالك
معنى القِـران
سمى بذلك لما فيه من القِران و الجمع بين الحج و العمرة بإحرام واحد
و أن يحرم من عند الميقات بالحج و العمرة معا
و يقول عند التلبية لبيك بحج و عمرة
و هذا يقتضى بقاء المحرم على صفة الإحرام إلى أن يفرغ من أعمال العمرة
و الحج جميعا أو يحرم بالعمرة و يدخل عليها الحج قبل الطواف .
معنى التمتع
و التمتع هو الإعتمار فى أشهر الحج ثم يحج من عامه الذى أعتمر فيه
و قد سمى تمتعا للإنتفاع بأداء النسكين فى أشهر الحج
فى عام واحد من غير أن يرجع إلى بلده
و لأن المتمتع يتمتع بعد التحلل من إحرامه بما يتمتع به غير المحرم
من لبس الثياب و الطيب و غير ذلك
و صفة التمتع أن يحرم من الميقات بالعمرة وحدها
و يقول عند التلبية لبيك بعمرة
و هذا يقتضى البقاء على صفة الإحرام حتى يصل الحاج إلى مكة المكرمة
فيطوف بالبيت و يسعى بين الصفا و المروة و يحلق شعره أو يقصره
و يتحلل فيخلع ثياب الإحرام و يلبس ثيابه المعتادة
و يأتى كل ما كان قد حرم عليه بالإحرام
إلى أن يجيئ يوم التروية فيحرم من مكة المكرمة
معنى الإفراد
و الإفراد أن يحرم من يريد الحج من الميقات بالحج وحده
و يقول فى التلبية لبيك بحج
و يبقى محرما حتى تنتهى أعمال الحج ثم يعتمر بعد ذلك إن شاء .
أى أنواع النسك أفضل
أختلف الفقهاء فى الأفضل من هذه الأنواع
ذهبت الشافعية
إلى أن الإفراد و التمتع أفضل من القِران
إذ أن المفرد أو المتمتع يأتى بكل واحد من النسكين بكمال أفعاله
و القارن يقتصر على عمل الحج وحده و قالوا فى التمتع و الإفراد قولان
أحدهما أن التمتع افضل و الثانى أن الإفراد أفضل
قالت الحنفية
القِران أفضل من التمتع و الإفراد و التمتع أفضل من الإفراد
و ذهبت المالكية
إلى أن الإفراد أفضل من التمتع و القِران
و ذهبت الحنابلة
إلى أن التمتع أفضل من القِران و من الإفراد
و هذا هو الأقرب إلى اليسر و الأسهل على الناس
و هو الذى تمناه رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه و أمر به أصحابه
روى مسلم عن عطاء أنه قال
سمعت جابر بن عبد الله رضى الله عنه أنه قال :
( أهللنا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم بالحج خالصا وحده
فقدم النبى صلى الله عليه و سلم صبح رابعة مضت من ذى الحجة
فأمرنا أن نحل فقال عليه الصلاة و السلام :
حلوا و أصيبوا النساء و لم يعزم عليهم أى لم يوجبه و لكن أحلهن لهم
فقلنا لما لم يكن بيننا و بين عرفة إلا خمس أمرنا أن نفضى إلى نسائنا
فنأتى عرفة تقطر مذاكيرنا المنى
فقام النبى صلى الله عليه و سلم فينا فقال :
قد علمتم أنى أتقاكم لله و أصدقكم و أبركم
و لولا هديى لحللت كما تحلون
و لو أستقبلت من أمرى ما أستدبرت لم أسق الهدى فحلوا
فحللنا و سمعنا و أطعنا )
جواز إطلاق الإحرام
من أحرم إحراما مطلقا قاصدا أداء ما فرض الله عليه
من غير أن يعين نوعا من هذه الأنواع الثلاثة
و ذلك لعدم معرفته بهذا التفصيل جاز و صح إحرامه
قال العلماء
و لو أهل و لبى كما يفعل الناس قاصدا للنسك و لم يسم شيئا بلفظه ،
و لا قصد بقلبه لا تمتعا و لا إفرادا و لا قِرانا
صح حجه أيضا و فعل واحدا من الثلاثة
أخى المسلم
وإلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات
|