مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً يليق بجلاله وعظمته، الذي افتتح كتابه القرآن الكريم بالسبع المثاني:
(( َالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )).
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق أجمعين، الرسول العربي الأمي الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، نبينا ورسولنا سيدنا محمد r وعلى زوجاته الطيبات الطاهرات أمهات المؤمنين، وذريته وآله وصحبه أجمعين الْغُرِّ الميَامين، وسائر إخوانه من النبيين والمرسلين.
وبعد كثرة الحمد لله رب العالمين، وتكرار أفضل الصلاة والسلام على سيد الأنام، خير من صلى وصام، واعتمر وحج البيت الحرام، وعلى وآله وصحبه خير صحب وأهل وآل.
فما إن فرغت من تأليف ونشر كتابي (مفتاح المعرفة عن مكة المكرمة – مجموعة أسئلة وأجوبة) بمناسبة اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، إلا وتدفقت عليّ المقترحات والرغبات بتأليف شقيق له عن المدينة النبوية المنورة، وبينما كانت الفكرة تنضج في ذهني لهذا المشروع الكبير، ظهرت في الساحة الإسلامية هجمة شرسة على رسول الله r من أعداء الإسلام بين مكتوب ومرسوم؛ وتخيلات هو منها – بنفسي وأبي وأمي - براء ونحن على ذلك شهداء، حيث قامت هذه الهجمة العنيفة من قبل حاقدين وسافلين، وهذا ليس بمستغرب من قبل أولئك الحاقدين على جميع أنبياء الله ورسله، فقد أذاقوهم صنوف العذاب والاستهزاء والقتل بغير حق،، فبشرهم الله بعذاب أليم، وحسبنا الله ونعم الوكيل على من يؤذي رسول الله وحبيب الله وخير خلق الله وخاتم رسل الله وشفيعنا يوم العرض على الله، وأن يرينا فيهم عجائب عذابه وقدرته انتصاراً لنبينا ورسولنا عليه من الله أفضل الصلاة وأكمل السلام.
وبفضل الله وكرمه أشرقت في ذهني فكرة هذا الكتاب
( التشويق لمعرفة جوانب من سيرة الحبيب المصطفى سيدنا محمد رسول الله r مجموعة أسئلة وأجوبة )
فعزمت الهمة، وتوكلت على ذي الجلال والمنة في نسج خيوط هذا المؤلف توثيقاً وبِراً ووفاءً وانتصاراً وخدمة للحبيب المصطفى رسول الله r صاحب السنة، وكم إغرورقت عيناي بالدموع حين تسطير هذه السيرة العطرة، واستمتعت برؤى مباركة في منامي، ولسان حالي يقول: إن خير ما يشغل به المسلم نفسه هو الحرص كل الحرص على أداء الفرائض المكتوبة والنوافل والاشتغال بكتاب الله تعالى وسيرة الحبيب المصطفى سيدنا محمد رسول الله r ليفيد ذاته، ويغرسها في نفسه أولاً وقبل كل شيء، قال الله تعالى:(( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33))(سورة فصلت)، وقال رسول الله r: (فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، فيستفيد منها ويستلهم منها الحكم والعبر، ويقتدي بأشرف خلق الله الحبيب المصطفى سيدنا رسول الله r، ويُنْشِئ جناح المكتبة النبوية بين رفوف مكتبته المنزلية المتواضعة الورقية والإلكترونية. ثم يُشِعُّ بما انتفع به من عبق السيرة العطرة وأريجها إخوانه المسلمين والمؤمنين، ويغرسها في نفوسهم إن استطاع إلى ذلك سبيلا ليتلمسوا خطى الحبيب رسول الله r، وليكون هذا الكتاب لهم مرجعاً سريعاً، حتى لا أكون ممن كتم علماً؛ وتوقف العلم عنده فيلجمه الله بلجام من نار.