بسم الله - و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله -
و على آله و صحبه و من والاهـ
أمــا بعـــد :
إخواني و أخواتي في الله أعضاء و متابعي ( حديث اليوم )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم في هذه الأيام سلسلة العقيدة الإيمانية بعنوان :
( الأدلة على علوَّ الله تعالى على خلقه و أنه سبحانه فوق السموات )
الكتاب – السنة – الإجماع – العقل – الفطرة
و بسم الله نكمل اليوم مع خامس دروس و أخرها
هذه السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى :
***************
( الأدلة من الفطرة )
و أما دلالة ( الـفـطـرة ) :
أَمـْـرٌ لا يمكن المنازعة فيها و لا المكابرة ،
فكل إنسان مفطور على أن الله في السماء ،
و لهذا عندما ( يـفـجـؤك ) الشيء الذي لا تستطيع دفعه ،
و تتوجه إلى الله تعالى بدفعه ،
فإن قلبك ينصرف إلى السماء و ليس إلى أيّ جهة أخرى .
بل العجيب أنَّ الذين ينكرون علو الله على خلقه
لا يرفعون أيديهم في الدعاء إلا إلى السماء .
و حتى فرعون و هو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه
قال لوزيره هامان :
كما جاء فى كتاب الله الكريم :-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
[ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ (36)
أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً
وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ
وَصُدَّ عَنْ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ (37)].
من سورة غـافـر الآيتان (36-37)
و هو في حقيقة أمره و في نفسه يعلم بوجود الله تعالى حقاً
كما قال عزَّ و جلَّ :
( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ) .
من سورة النمل الآية (14)
و صدق الله مولانا العلى العظيم
فهذه عدَّة من الأدلة على أن الله في السماء
من الكتاب و السنة و الإجماع و العقل و الفطرة
بل و من كلام الكفار نسأل الله الهداية إلى الحق .