ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم لَمّا فرغ من الصلاة خلف أبي بكر رضي الله عنه ؟
ج لَمّا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من الصلاة خلف أبي بكر رضي الله عنه،
أقبل على الناس فكلمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد
يقول عليه الصلاة و السلام:
( يا أيها الناس سُعرت النار، و أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ،
و إني و الله ما تَمْسِكُونَ عليَّ بشيء ،
إني لم أُحِلَّ إلا ما أَحَلَّ القرآن ، و لم أُحَرِّم إلا ما حَرَّمَ القرآن ) .
كيف نَعَى رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه إلى أصحابه؟
ج عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: نُعَيَ إلينا حبيبنا ونبينا بأبي هو،
ونفسي له الفداء قبل موته بِسِتٍّ، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أُمنَا عائشة،
فنظر إلينا فدمعت عيناه،
ثم قال عليه الصلاة و السلام:
( مرحباً بكم ، و حياكم الله و حفظكم الله ، آواكم الله و نصركم الله ،
رفعكم الله ، هداكم الله ، رزقكم الله ، وفقكم الله ، سلمكم الله ، قبلكم الله ...
أوصيكم بتقوى الله ، و أوصي الله بكم ، و استخلفه عليكم ...
إني لكم نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده و بلاده ،
فإن الله قال لي و لكم :
{ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ
وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) }
(سورة القصص)
و قال عليه الصلاة و السلام:
{ ... أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) }
(سورة الزمر)
ثم قال عليه الصلاة و السلام:
( قد دنا الأجل و المنقلب إلى الله و إلى سدرة المنتهى
و إلى جنة المأوى و الكأس الأوفى ، و الرفيق الأعلى -
أحسبه قال: فقلنا: يا رسول الله، فمن يغسلك إذن ؟
قال عليه الصلاة و السلام:
(رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى)
قلنا ففيم نكفنك؟
قال عليه الصلاة و السلام:
(في ثيابي هذه إن شئتم أو حلة يمنية أو في بياض مضر)
قال قلنا فمن يصلي عليك منا؟ ... فبكينا وبكى
وقال عليه الصلاة و السلام :
( مهلاً غفر الله لكم و جازاكم عن نبيكم خيراً ،
إذا غسلتموني و وضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفر قبري
فاخرجوا عني ساعة ،
فإن أول من يصلي عليّ خليلي و جليسي جبريل عليه السلام
ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل ، ثم ملك الموت مع جنوده ،
ثم الملائكة عليهم السلام بأجمعها ،
ثم ادخلوا عليّ فوجاً فوجاً فصلوا عليّ و سلموا تسليماً و لا تؤذوني بباكية –
أحسبه قالولا صاخبة ولا رانة).
و ليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم أنتم بعد ، و اقرؤوا أنفسكم مني السلام ،
و من غاب من إخواني فأقرؤوه مني السلام ،
و من دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام –
أحسبه قالعليه وعلى كل من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة).
قلنا يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا؟
قال عليه الصلاة و السلام:
( رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم ) .
كيف كان اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بِصحةِ رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
ج خرج يومئذ عَلِيٌ بن أبي طالب رضي الله عنه على الناس
من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له الناس:
يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فقال أصبح بحمد الله بارئاً،
قال: فأَخذَ العباس بيده وقال: يا علي أَحْلِف بالله،
لقد رأيت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم كما كنت أعرفه
في وجوه بني عبدالمطلب فلم يحلف .
كيف نعى رسول الله صلى الله عليه و سلم نفسه إلى فاطمة ؟
ج قالت عائشة رضي الله عنها:
أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه و سلم.
فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
( مرحباً بابنتي )
ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثاً، فبكت،
فقلت لها لم تبكين؟
ثم أسر إليها حديثاً فضحكت. فقلت: ما رأيتك اليوم فرحاً أقرب من حزن،
فسألتها عما قال،
فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم
حتى قبض النبي صلى الله عليه و سلم.
فسألتها فقالت: أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة
وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي فبكيت
فقال عليه الصلاة و السلام:
( أما ترضي أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين )
فضحكت لذلك.
و لا تنسونا من صالح دعاءكم