سبحانه و بحمدِه خصَّنا بشريعةٍ لا يعيبها عِوَج و لا التباس ،
و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له
هو المجير من فِتَن الدّنيا و الأرجاس ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله
أفضل من قادَ و ساس ، و خيرُ من سقانا بسيرتِه السنيّة أروى كاس ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آلِه و صحبه الصّفوةِ من كل الملا و الناس ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين .
أمّـــا بـــعـــد :
فاتقوا الله عباد الله ، و اعلَموا أنَّ من مقتضَى محبّة رسول الله صلى الله عليه و سلم
محبّةَ آله الأطهار و صَحبه الأخيار المهاجرين منهم و الأنصار ،
و وُدَّ أهل بيته الطيّبين الطاهرين و زَوجاته الطاهرات أمّهات المؤمنين و صحابَتِه الغرِّ الميامين ،
فلَيس في الأمّة كالصحابة في الفضلِ و المعروف ؛ أبرُّ الناس إيمانًا ، و أهدَاهم قلوبًا ،
و أجفَاهم للهِ جنوبًا ، انتَهَوا في محبَّتِهم لخير البريّة إلى تفديَتِه بالآباء و الأمّهات ،
و إلى أعالي الدّرجات و سامي الغايات التي تمتنِع إلاّ على النفوسِ المشرقة باليقين .
فمن أحبَّهم و أثنى عليهم برِئ من النّفاق
و كان له من منازل الإيمان على قدرِ محبّتِه لهم و الاقتداء بهم ،
يقول الله تعالى و هو خير قائل سبحانه :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }
[الفتح:18] .
و في صحيحِ الخبَر عن سيِّد البشَر في بيان حقِّهم و عظيمِ قدرِهم :
( لا يحبُّهم إلا مؤمِن ، و لا يبغِضهم إلاّ منافق ،
و من أحبَّهم أحبَّه الله ، و من أبغضَهم أبغضه الله ) .
نعم والله نحبهم و نحبهم و نحبهم رضي الله عنهم و أرضاهم ،
فهم ـ و ايمُ الله ـ لا يذكَرُون إلاّ بالجميل ،
و مَن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير سّبيل المؤمنين .
و ختامًا ، فلتعلَموا ـ يا رعاكم الله ـ
أنّ من أحبَّ شيئًا أجراه دومًا على لسانه و مكَّنه من سويداء جنانه .
ألا فأكثِروا ـ رحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله
كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ،
فقال تعالى قولاً كريمًا :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب:56] ،
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :
( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .
اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أسناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك
و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين ...
ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم
أنتهت