الأخ / نبيل جلهوم
سلسلة : مقامات المتقين فى كتاب رب العالمين (1-19)
بقلم : نبيل جلهوم
ما أجمل أن يصف الله عز وجل فى قرآنه الكتاب الخالد فئة من عباده
يختصهم بصفات ويُفيض عليهم من فضله كرامات
, فيأخذ فى وصفهم وصفا يشوّق النفس ويجعلها تتحرق أملا أن تكون مثلهم ,
وصفا يشحذ الهمم لترقى رقيهم
ويبعث على الرجاء فى ان يكون المرء منا واحدا منهم .
فتسمو الروح ويزيد البِشر ويتجدد الأمل طمعا فى حب الله
ورضاء الله ومدح الله وثناء الله , ولم لا ؟
فى الوقت الذى تنعم فيه هذه الفئة المرضية عنها من الله
بما لاينعم به غيرها وتسعد برحمات وكرامات ربها ويكتب لها الفضل والكرامة
والبشرى والزيادة والعصمة .
ومن هذه الفئات المُميزة من عباد الله التى تناولها السياق
القرآنى العظيم فى العديد من الآيات والذكر الحكيم تناولا للنفس
محببا وللقلب مطمأنا وللآمال باعثا وللهمم
دافعا هى فئة المتقين – جعلنا الله جميعا منهم - .
فقد جاء فى مواضع كثيرة من القرآن الحديث عنهم بأسلوب مشوق رائع ..
فالله الله اجعلنا منهم واعطنا عطاياهم .
الكرامة الأولى :
( كرامة البشارة )
اختص الله عز وجل ومَيّز المتقين فى القرآن بكرامة البشارة .
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى } .
سورة يونس : 63-64 .
مُتّقون !!!
لأنهم امتثلوا الأوامر واجتنبوا المعاصى .
فياترى ماهى البشارة التى تكرم الله بها عليهم ؟
أهى بشارة بالرضا والرحمة .
أم بشارة بتكفير السيئات .
أم بشارة بزيادة الحسنات .
أم بشارة بجنة عرضها السموات .
أم بشارة بنظرة حَنان من الحنّان المنّان .
أم بشارة بشربة ماء منه تعالى : وسقاهم ربهم شرابا طهورا.
أم بشارة بالحور العين الحسان .
أم بشارة بالنعيم المقيم .
أم بشارة بكل ماسبق .
رجاء ودعاء :
اللهم زيّنا بالتقوى وارزقنا البشرى ولاتحرمنا جنة المأوى