من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
( باب الْوَقْفِ كَيْفَ يُكْتَبُ )
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
( أَصَابَ عُمَرُ بِخَيْبَرَ أَرْضًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ مِنْهُ فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي بِهِ قَال
َ إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا فَتَصَدَّقَ عُمَرُ أَنَّهُ لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا
وَلَا يُوهَبُ وَلَا يُورَثُ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ
أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ )
الشرح:
قوله: (بخيبر أرضا)
تقدم في رواية صخر بن جويرية أن اسمها ثمغ، وكذا لأحمد من رواية
أيوب " أن عمر أصاب أرضا من يهود بني حارثة يقال لها ثمغ " ونحوه
في رواية سعيد بن سالم المذكورة، وكذا للدار قطني من طريق الدراوردي
عن عبد الله بن عمر، وللطحاوي من رواية يحيى بن سعيد، وروى عمر
بن شبة بإسناد صحيح عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم " أن
عمر رأى في المنام ثلاث ليال أن يتصدق بثمغ " وللنسائي من رواية
سفيان عن عبد الله بن عمر " جاء عمر فقال: يا رسول الله إني أصبت
مالا لم أصب مالا مثله قط، " كان لي مائة رأس فاشتريت بها مائة سهم
من خيبر من أهلها " فيحتمل أن تكون ثمغ من جملة أراضي خيبر
وأن مقدارها كان مقدار مائة سهم من السهام التي قسمها النبي
صلى الله عليه وسلم بين من شهد خيبر، وهذه المائة السهم غير المائة
السهم التي كانت لعمر بن الخطاب بخيبر التي حصلها من جزئه
من الغنيمة وغيره، وسيأتي بيان ذلك في صفة كتاب وقف عمر من
عند أبي داود وغيره، وذكر عمر بن شبة بإسناد ضعيف عن
محمد بن كعب أن قصة عمر هذه كانت في سنة سبع من الهجرة.
قوله: (أنفس منه)
أي أجود، والنفيس الجيد المغتبط به، يقال نفس بفتح النون
وضم الفاء نفاسة.
وقال الداودي: سمي نفيسا لأنه يأخذ بالنفس.
قوله: (فكيف تأمرني به) ؟
في رواية يحيى بن سعيد " أن عمر استشار رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أن يتصدق".
قوله: (إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها)
أي بمنفعتها، وبين ذلك ما في رواية عبيد الله بن عمر " احبس أصلها
وسبل ثمرتها " وفي رواية يحيى بن سعيد " تصدق بثمره
وحبس أصله".
قوله: (في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والضيف وابن السبيل)
جميع هؤلاء الأصناف إلا الضيف هم المذكورون في آية الزكاة.
قوله: (أو يطعم)
في رواية صخر " أو يؤكل " بإسكان الواو وهي بمعنى يطعم.
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين