06-09-2018, 06:45 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
|
|
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان : اغتنامُ العشر مِن رمضان
خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين
ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله –
خطبة الجمعة بعنوان:
اغتنامُ العشر مِن رمضان ،
والتي تحدَّث فيها عن محاسبةِ النفسِ في شهر رمضان وقد مرَّ أكثرُه،
وعما قليلٍ سيرتَحِل، في وقفةٍ مع النفسِ؛ لينظُر كلُّ واحدٍ منَّا ماذا قدَّم
فيه مِن أعمالٍ صالِحةٍ، وماذا اقترَفَ فيه مِن السيئات، فيجتهِد في الطاعات،
ويجتنِبَ المُحرَّمات؛ ليسعَدَ بما أعدَّه الله تعالى للصائِمين والصائِمات،
والقائِمين والقائِمات.
الخطبة الأولى
الحمدُ لله، الحمدُ لله ربِّ الأرض والسماوات، ذي النِّعَم والبركات، لا
تنفعُه الطاعات، ولا تضُرُّه السيئات، وإنما تنفَعُ وتضُرُّ مَن عمِلَها والله
الغنيُّ عن المخلُوقات، أحمدُ ربي وأشكُرُه على آلائِهِ التي نعلَمُ والتي لا
نعلَمُ فله الحمدُ والشُّكرُ في جميعِ الحالات، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه
لا شريك له، له الأسماءُ الحُسنى وأعظمُ الصِّفات، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا
محمدًا عبدُه ورسولُه المُؤيَّدُ بالبراهين والمُعجِزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك
على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه المُسارِعِين إلى الخَيرات.
أما بعد:
فاتَّقُوا اللهَ - عزَّ وجل - بالأعمال التي تُرضِيه، والبُعد عن غضَبِه
ومعاصِيه؛ فما فازَ إلا المُتَّقُون، وما خسِرَ إلا المُجرِمُون.
أيها المُسلمون:
مُحاسَبةُ النَّفسِ، والاجتِهادُ في الطاعات، والازدِيادُ مِن الحسنات،
والمُحافظةُ على ما أعانَ الله عليه ووفَّقَ مِن العمل الصالِح، والحَذَر
ُ مِن مُبطِلات الطاعات هو عَينُ السعادة والفَلاحِ في الحياةِ وبعد المَمات.
قال الله تعالى:
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ
هِيَ الْمَأْوَى }
[النازعات: 40، 41]،
وقال - عزَّ وجل - عن أهلِ الجنَّة:
{ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي
أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ }
[الطور: 25- 27].
وقال - سبحانه -:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }
[محمد: 33].
قال ابنُ كثيرٍ - رحمه الله - في تفسيرِ قَولِ الله - سبحانه -:
{ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ }
[الحشر: 18]:
حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وانظُروا ماذا ادَّخَرتُم لأنفسِكم مِن
الأعمال الصالِحة ليوم معادِكم وعرضِكم على ربِّكم . اهـ.
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
( الكَيِّسُ مَن دانَ نفسَه وعمِلَ لِما بعد الموتِ، والعاجِزُ مَن أتبَعَ
نفسَه هواها وتمنَّى على الله )
حديثٌ حسنٌ.
كما أنَّ الشقاوَةَ والخِذلانَ والخُسرانَ في اتِّباع الهَوَى، وركوبِ المُحرَّمات،
وتركِ الطاعات، أو اقتِراف ما يُبطِل الحسنات. وبحَسبِ امرئٍ مِن الشرّ
ِ أن يأتِيَ ما ينقُصُ به ثوابُ الطاعات.
أيها المُسلمون:
أنتُم ترَون سُرعةَ انقِضاء الأيام والليالِي، وإدبارَ السِّنين الخوالِي، وإنَّ
يومًا مضَى لن يعُودَ بما فِيه، والعُمرُ ما هو ليالٍ وأيامٍ، ثم ينزِلُ الأجَل،
ويقنطِعُ العمل، ويُعلَم غُرورُ الأمَل.
وقد ولَّى أكثرُ شهر الخَيرات، وبقِيَ أيامٌ وليالٍ شرِيفة، وساعاتٌ لطِيفَة،
فمَن أحسَنَ فليَحمَدِ اللهَ الذي أعانَه ووفَّقَه، وليحفَظ أعمالَه مِن المُبطِلات،
ومِن نقصِ الثوابِ والوقوعِ في العِقاب، وليُتبِعِ الإحسانَ بأحسنِ
الإحسان، قال الله تعالى:
{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }
[الرحمن: 60].
ومَن اعتراهُ بعضُ التقصير فليُجِدَّ في التَّشمِير، وليجتَهِد في العباداتِ والطاعات؛
ليجبُرَ التقصِير، فالأعمالُ بالخواتِيم، وليلةُ القَدر لا تزالُ مرجُوَّة،
والذنوبُ برحمةِ الله - عزَّ وجل - ومغفرتِه وحِلمِه وكرمِه وتجاوُزه ممحُوَّة.
وفي الحديثِ:
( مَن قامَ ليلةَ القَدر إيمانًا واحتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبِهِ )؛
رواه البخاري ومسلم مِن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
قال الله تعالى:
{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
[القدر: 3].
قال المُفسِّرُون:
عبادتُها أفضلُ مِن عبادةِ ألفِ شهرٍ ليس فيها ليلةُ القَدر .
قال أبو مُصعَب أحمد بن أبي الزُّهريُّ:
حدَّثَنا مالِكٌ أنه بلغَه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُرِيَ أعمارَ
الناسِ قبلَه، فكأنَّه تقاصَرَ أعمارَ أمَّته ألا يبلُغُوا مِن العمل الذي بلَغَ
غيرُهم في طُول العُمر، فأعطاه الله ليلةَ القَدر خَيرًا مِن ألف شهر .
ومِن حِكَم الله البالِغة العظيمة، ورحمتِه الواسِعة، وفضلِه الواسِع
العظيم أن فرَضَ صِيامَ رمضان على الأمة الإسلاميَّة، الذي أُنزِل فيه
القرآنُ المجيدُ، وسَنَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قِيامَه ورغَّبَ
فيه، فقال:
( مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا؛ غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبِهِ )؛
رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
وحثَّ القرآنُ والسنَّةُ على أنواع البِرِّ كلِّها في هذا الشهر المُبارَك؛
ففرضُ صيامه، والترغيب في قِيامه، والحثُّ على فعلِ الخيرات فيه مِن
شُكر الله على نعمةِ القرآن العظيم الذي أنزلَه الله رحمةً للعالَمين.
فالقُرآنُ أعظمُ وأجَلُّ النِّعَم، وأعلَى المِنَن التي تحيَا بها الرُّوح، فهو أولُ
نِعَم الرُّوح على أمةِ الإسلام، وتأتِي بعده نِعمةُ الإيمان، فمَن وفَّقَه الله
تعالى للإيمانِ مِن هذه الأمة، فقد اجتمعَ في حقِّه أولُ نعمةٍ عامَّة،
وهي القُرآن المجيد، وأولُ نعمةٍ خاصَّة به، وهي الإيمان،
ومِن حقِّ نعمة القرآن ومِن
حقِّ نعمة الإيمان شُكرُ الله - عزَّ وجل - على ذلك، والصيامُ والقيامُ
وأنواعُ الطاعات شُكرٌ لله تعالى على نعمِه، وتقرُّبٌ إليه، والنِّعمُ حقُّها،
والواجِبُ لله عليها الشكرُ بالقول والعمل، ومحبَّة المُنعِمِ - جلَّ وعلا -.
قال الله تعالى:
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }
[الكوثر: 1، 2].
والكَوثرُ: الخَيرُ الواسِعُ المُبارَك المُتَّصِل، ومِنه: نهرُ الكَوثَر.
فأرشَدَ الله نبيَّه مُحمدًا - صلى الله عليه وسلم - على هذه النِّعَم إلى القِيام
بحقِّ الله تعالى بالصلاةِ وغيرِها مِن العبادات؛ ليُحسِن إلى نفسِه ويشكُر.
وقد وفَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مقاماتِ العباداتِ حقَّها، وقامَ بذلك
أتمَّ قِيام، ثم أرشَدَ نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - إلى الإحسانِ إلى الخلق
بالإطعام وعُموم النَّفع. فهذا شُكرُ نبيِّنا وسيِّدنا مُحمدٍ
- صلى الله عليه وسلم - على النِّعَم.
وقال تعالى:
{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
[الزمر: 66].
وقال - عليه الصلاة والسلام - لعائشة - رضي الله عنها - لما قالت:
يا رسولَ الله! أتُصلِّي حتى تتفطَّر قدَماك، وقد غفَرَ الله لك ما تقدَّم
مِن ذنبِك وما تأخَّر؟! قال:
( أفلا أكُونُ عبدًا شَكُورًا؟! )؛
رواه البخاري ومسلم.
وقال تعالى:
{ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[سبأ: 13]،
وقال تعالى لمُوسَى - عليه الصلاة والسلام -:
{ فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
[الأعراف: 144].
ولما ذكَرَ الله نِعمَه على مريَم - عليها السلام -، قال:
{ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }
[آل عمران: 43].
وقال عن الصحابةِ - رضي الله عنهم -:
{ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
[الفتح: 29].
فشُكرُ الله بهذا.
فالعباداتُ في رمضان مِن شُكر الله على نعمةِ القُرآن العظيم، والقُرآنُ
الكريمُ له سُلطانٌ قويٌّ على الرُّوح في رمضان، يهدِي الرُّوحَ إلى كل خيرٍ،
ويزجُرثها عن كلِّ شرٍّ؛ لأنه لما ضعُفَت النفسُ الأمَّارةُ بالسُّوءِ
مِن أجلِ الصَّوم تغذَّت الرُّوحُ بالقرآن فصَلُحَت.
واختَبِر نفسَك - أيها المُسلم -: هل تُبتَ إلى الله في رمضان؟
هل عمِلتَ لِما بعد المَوتِ في رمضان؟ هل ردَدتَ المظالِمَ إلى أهلِها
قبل الحِسابِ واتَّقَيتَها؟ هل كَفَفتَ شرَّك عن الخلقِ؟ هل أحسَنتَ إلى الخلق؟
هل وصَلتَ الرَّحِم؟ هل برَرتَ والِدَيك؟ هل أمَرتَ بالمعروف ونهَيتَ
عن المُنكَر؟ هل أقلَعتَ عن الرِّبا والمكاسِبِ المُحرَّمة؟
هل اجتَهَدتَ في الاقتِداءِ بالرسولِ - صلى الله عليه وسلم - وصحابتِه
والتابِعين لهم بإحسانٍ في صفاءِ الرُّوح، واستِقامةِ الخُلُق، وزِيادة الإيمان،
وقوَّة اليقين والمعانِي السَّامِية التي نالُوها في رمضان؟
اقرأ كتابَك - أيها المُسلم - في الدُّنيا قبل أن يُقال لك في الآخرة:
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }
[الإسراء: 14].
القُرآنُ العظيمُ النِّعمةُ العُظمَى التي أنزلَها الله في رمضان، ولن
يُصلِح حالَ المُسلمين إلا القرآن والسنَّة.
ولو اجتمَعَ حُكماءُ العالَم مِن أولِهم إلى آخرهم أحياؤُهم وأمواتُهم لحَلِّ
مُعضِلةٍ مِن مُعضِلات، لما اهتَدَوا إلى ذلك سبيلًا إلا بالقرآن العظيم.
انظُر مسألةَ العقيدة في الله تعالى وأسمائِه وصِفاتِه وأفعالهِ، وحقِّه
في عبادتِه، كم عددُ العقائِدِ في هذا البابِ؟ لا تُعدُّ ولا تُحصَى، والحقُّ
فيها ما قالَ القرآن الكريم.
ومُعضِلة الاقتِصاد في العالَم أعجَزَت الحُكماء، والحقُّ فيها ما
قال القرآن والسنَّة.
وهكذا كلُّ مُعضِلات المُسلمين بيَّن القرآنُ الحقَّ فيها، وبعضٌ مِن غير
المُسلمين استفادَ في بعضِ الأبوابِ مِن الشريعةِ الإسلاميَّة، ولا يُمكن
أن يكون الناسُ كلُّهم مُسلمين، ولكن على المُسلمين أن يتمسَّكُوا بالقرآن
والسنَّة، فإذا رأَى الناسُ القُدوةَ الحسنةَ مِن كل مُسلمٍ انتفَعُوا بها،
ولو في أمورِ دُنياهم.
وكلُّ ابن آدم خطَّاء، وخَيرُ الخطَّائين التوابُون.
قال الله تعالى:
{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }
[الإسراء: 9].
باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه مِن الآياتِ
والذكرِ الحكيم، ونفَعَنا بهَديِ سيِّد المُرسَلين وقولِه القَويم، أقولُ قولي هذا،
وأستغفِرُ الله لي ولكم ولسائر المُسلمين مِن كل ذنبٍ، فاستغفِروه.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله رب العالمين، أحمدُ ربِّيَ وأشكُرُه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه
لا شريكَ له القويُّ المتين، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا مُحمدًا عبدُه ورسولُه الأمين،
اللهم صَلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك مُحمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فاتَّقُوا الله تعالى، وتقرَّبُوا إليه - عزَّ وجل - بما أمَر، والبُعد عما نهَى
عنه وزجَر، قال الله تعالى:
{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }
[الأعلى: 14، 15].
رُوِيَ عن عُمر بن عبد العزيز أنه كان يأمُرُ الناسَ بإخراجِ صدقَةِ
الفِطر ويتلُو هذه الآية.
وزكاةُ الفِطر واجِبةٌ على كل مُسلمٍ؛ عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه - قال:
فرَضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صدقَةَ الفِطر صاعًا مِن بُرٍّ،
أو صاعًا مِن شَعيرٍ، أو صاعًا مِن تمرٍ، أو صاعًا مِن زَبِيب .
ومِقدارُ هذا الصَّاع ثلاثة كِيلو إلا شيئًا، والثلاثةُ أحوَط.
ويُجزِئُ قُوتُ البلَد، ولا تُجزِئُ القِيمة، وهي على الصَّغير والكبير،
والذَّكَر والأُنثَى، ويجوزُ إخراجُها قبل العِيد بيومٍ أو يومَين، وهي
طُهرةٌ للصائِمِ مِن اللَّغو، وتجبُرُ ما نقصَ مِن بعضِ التقصِير، ومَن
أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهو مِن وقتِها، ومَن أدَّاها بعد الصلاةِ فهي صدقَةٌ مِن الصدقات.
عباد الله:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[الأحزاب: 56].
فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين.
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
( من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا ).
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم،
إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما
بارَكتَ على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
اللهم وارضَ عن الصحابةِ أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديِّين:
أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائِرِ الصحابةِ
أجمعين برحمتِك يا أرحمَ الراحِمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وأذلَّ الشِّركَ والمُشركين، والكفرَ والكافرين
يا رب العالمين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألُك العفوَ والعافِية، والمُعافاة الدائِمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم أعِذنا من شُرور أنفسِنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفسِنا، ومن سيِّئات أعمالِنا.
اللهم أحسن عاقِبتَنا في الأمورِ كلِّها، وأجرنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة.
اللهم تقبَّل ما وفَّقتَنا له وأعَنتَنا عليه مِن الحسنات، واحفَظها لنا
يا ربَّ العالمين وللمُسلمين، اللهم وكفِّر عنَّا السيئات برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين، اللهم اغفِر لموتانا وموتَى المُسلمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهم اجعَلنا
وإياهم مِن الراشِدين، اللهم اغفِر لنا يا رب العالمين وللمُسلمين برحمتِك
يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار
وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعمل.
اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا مِن إبليس وذريَّتِه وشياطينه وأوليائِه
يا رب العالمين وجنوده يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نعوذُ بك مِن شُرورِ أنفُسِنا وسيِّئات أعمالِنا، اللهم أعِذِ المُسلمين
مِن شُرور أنفسِهم وسيئات أعمالِهم يا رب العالمين، برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارفَع الفتنَ، وأطفِئ الفتنَ عن المُسلمين، وأعِذنا وأعِذ المُسلمين مِن مُضِلَّات الفتَن.
اللهم ثبِّت قُلوبَنا على طاعتِك، اللهم يا مُصرِّف القلوبِ والأبصار
صرِّف قُلوبَنا على طاعتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألُك أن تنصُر جنودَنا على القوم الظالِمين يا رب العالمين،
اللهم احفَظ بلادَنا مِن كل شرٍّ ومكرُوهٍ، واحفَظ بلادَ المُسلمين يا ذا
الجلال والإكرام مِن مُضِلَّات الفتَن، إنك على كل شيء قدير.
اللهم تولَّ أمرَ كل مُسلمٍ ومُسلمة، وأمرَ كل مُؤمنٍ ومؤمنة يا ذا الجلال والإكرام.
...
|