من الإبنة / إسراء المنياوى
زوجتي تكرهني ولا تريدني في حياتها
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
شاب بينه وبين زوجته خلافات شديدة، أدتْ إلى إهانتها له،
ولم يتحمَّلْ ذلك فطلَّقها، وهي مصرة على عدم الرجوع وهو يريد إعادتها.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ في الثلاثين من عمري، متزوِّج ولديَّ طفلان، بعد زواجي
أعترف أني كنتُ مقصرًا في حق زوجتي؛ مِن حيثُ السؤال والاهتمام
وكان للخجل دور كبير في هذه المشكلات، وبعد مرور 3 سنوات من الزواج
حدثتْ مشكلات كثيرة بيننا، وأخبرتني أنها تكرهني ورمتني بكلمات جارحة مهينة!
حاولتُ إصلاح الأمور بعدما ذهبتْ لأهلها، لكنها لم تعُدْ تطيقني، ولا تريد
الجلوس ولا الكلام معي، وتُفضل البقاء وحدها، أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
حاولتُ كثيرًا إصلاح الأمور لكنها كانتْ رافضةً، بل صارحتني أنها لا
تتحمَّل رؤيتي، وطلبتْ مني أن أنسى وجودها، وأنها تعيش معي مِن
أجل الطفلين فقط!
سألتُها عن السبب فقالتْ: تراكمات، ثم زادتْ في إهانتها لي، فما كان مني
إلا أن طلقتُها لعدم تحملي الإهانة، وفي اليوم التالي أخبرتها أني طلقتها
لإهانتي، لكنها ردتْ بأنها لا تريديني ولن تعود لي مرة أخرى لأنها
مرتاحة بعد الطلاق.
أريد إعادتها فأخبروني ماذا أفعل؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
مشكلتك تتلخَّص في محاولتك لإرجاع زوجتك بعد طلاقها،
نتيجة تراكمات عديدة حصلتْ بينكما.
في واقع الحال لا يوجد شيء مستحيل، لكن لا بد مِن دراسة الموضوع
دراسة واعية ومتأنية؛ لذلك نقترح عليك الخطوات التالية:
• لا بد مِن معرفة الأسباب التي جعلتها ترفُض البقاء معك، هل هي
أسباب نشأتْ بعد الزواج، أو أنها ممتدة من قبل الزواج؟! بمعنى: أنها
لم تكنْ مُقتنعةً بك كزوج من البداية، فهنا سيكون موضوع رجوعها صعبًا،
أما لو نشأت الأسباب بعد الزواج بسبب إهمالك وطريقة تعاملك،
فهنا يمكن التفكير في موضوع التغيير من حيث طريقة التعامل،
وتطوير مهارات التواصل مع الزوجة.
• من المهم إصلاح العلاقة بينك وبين أهلها، لا سيما والدها، والجلوس
معه ونقاشه في كافة المشاكل المتعلقة بينكما، فهو الشخصُ
الذي يملك الدور الأكبر في التأثير على زوجتك.
• لا بد أن تظهرَ استعدادك وتعاونك في تغيير نفسك، وإعادة الاهتمام
بزوجتك وبناتك، فعندما يشعرون بهذه الجدية ستجد تغيُّرًا من ناحيتهم.
• قد تكون بحاجةٍ لمراجعة مختص نفسي لتقييم صحتك النفسية، خاصة
وأن الخجل قد يستمر معك فيحبط محاولاتك لإصلاح نفسك وأسرتك،
وليس عيبًا أن يذهبَ الإنسانُ لمعالجة الخجل، فهو مرضٌ يحتاج لعلاجٍ،
تمامًا كما لو ذهبتَ لطبيب الباطنية إذا شعرتَ بمغص أو ألم في بطنك.
• مع الاستشارة لا بد من الاستخارة وسؤال الله عز وجل أن يوفقك
للخير والصواب، وأن يلهمك رشدك؛
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
[الطلاق: 3].
نسأل الله تعالى أن يُيَسِّرَ أمرك، وأنْ يَشرحَ صدرَك، وأن يُزَوِّدك التقوى،
وأن يُصلحَ ما بينك وبين زوجتك
والله الموفق