من:الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
وأخيراً العلماء يعترفون: الحيوانات لها وعي مثل البشر!
هل تعلم أن الحيوانات لها وعي وإدراك وقدرة على التذكر.. تتعاطف
وتحب، وتحزن وتصاب بالاكتئاب، لديها قيم العدل وتشعر بالظلم..
إنها مجتمعات قائمة بذاتها....
بعد أكثر من 2500 دراسة علمية لم يجد الباحثون مفراً من الاعتراف
بأن الحيوانات لها أحاسيس وعواطف ووعي.. فهي تتألم وتشعر وتتذكر
وتحب وتكره وتعيش حياة اجتماعية مثل المجتمعات البشرية.. هذا ما
وصل إليه البروفسور Marc Bekoff من جامعة
University of Colorado الذي يؤكد من خلال مجموعة كتب ألفها
وعدو محاضرات ألقاها، وبعد ثلاثين عاماً من تجاربه على الحيوانات،
أن الكثير من الكائنات التي تعامل معها لها مشاعر الحب والكراهية.
فالدببه مثلاً تظهر مشاعر التعاطف مع الآخرين، أما الذئاب فتشارك
الأصدقاء أحزانهم! حتى الدودة الصغيرة تتخذ قرارات تساعدها على
الاستمرار في حياتها. الخيول لها عاطفة قوية جداً وتدمع عيونها أحياناً..
فتحرز على فراق من تحب.. وكثير من الحيوانات تعرف صاحبها وتميزه!
على الرغم من الوزن الكبير لهذه الأم، إلا أنها تكون حنونة جداً مع
صغارها، والذي يثير دهشة العلماء: كيف تعلمت هذه الدببة لغة العطف
والحنان لدرجة أنها تضحي بنفسها من أجل أبنائها! إنها قمة الوعي
والإدراك لدى هذه الكائنات. لذلك هناك علماء يفضلون تسمية هذه
الحيوانات بالكائنات غير البشرية Non-Human لأن تسمية الحيوانات
غير دقيقة علمياً.. وهنا لابد أن نتذكر بأن القرآن لم يطلق لفظ حيوان على
هذه المخلوقات.. فقد اعتبرها أمماً وهو ما يعترف به العلماء اليوم بعد
دراسات علمية مضنية وطويلة، فأيهما أدق من الناحية العلمية
إذاً العلم أم القرآن؟!
الغش ظاهرة طبيعية تنتر في عالم الحيوان مثل الثعالب.. التخفي والتمويه
والكذب منتشر في عالم الكائنات البحرية، وحتى الطيور تخدع! وكل
التجارب أثبتت أن الكائنات الحية ذات مشاعر.. وأغرب ما في الأمر أن
النباتات أيضاً لها مشاعر وعواطف، وتحب مساعدة جيرانها من النبات!!
الفيل يتمتع بذاكرة قوية جداً حيث يستطيع حفظ أماكن محددة لعدة
سنوات.. فيتذكر مكان الماء الذي شرب منه قبل عدة سنوات، وربما
يتفوق على البشر في هذه المهمة التي تساعده على البقاء.
كل هذه الدراسات أجبرت العلماء وبكل يقين على الاعتراف بأن هذه
الكائنات (غير البشرية) لها عاطفة وذاكرة وإدراك ووعي وقدرة
على التعلم.. ولذلك فهي مجتمعات قائمة بذاتها..
وهذه الحقيقة العلمية التي وصل إليها العلماء في القرن 21 أنبأ عنها
القرآن في القرن السابع أي قبل 14 قرناً في قوله تعالى:
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ
إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }
[الأنعام: 38]...
وأمام هذه الحقيقة القرآنية وتطابقها مع الحقيقة العلمية
لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل