من:إدارة بيت عطاء الخير
السواك
من أروع صفات الشريعة الإسلامية أنها شريعة تُحافظ على سلامة
المجتمع ونظافته، وتستخدم في ذلك قواعد كثيرة جميلة؛ منها أن الشريعة
تسعى للحفاظ على نظافة وصحَّة الفم لكل المؤمنين! إن هذا شيء باهر
حقًّا! فالإسلام لا يهتمُّ فقط بالصلاة والصيام والجهاد والدولة، إنما يحرص
كذلك على النظافة الفردية للناس، ويُعطي اللهُ عز وجل على هذه النظافة
أجرًا كبيرًا؛ لذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم استعمال
السواك كثيرًا، وقد روى البخاري ومسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
( لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ )
وفي رواية للبخاري:
( عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ )
وقد علَّل رغبته صلى الله عليه وسلم في كثرة الاستعمال بقوله
في حديث البخاري عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت:
قَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
( السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ).
فما أرقاها من سُنَّة! ولا تُغني فرشة الأسنان -فيما أرى- عن هذه السُنَّة
الجميلة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بذكر الغرض،
وهو تطهير الفم وإرضاء الرب، إنما حدَّد الوسيلة، وهي السواك،
وهو بفضل الله متوفِّر في كل مكان، وسهل الحمل، فلا نحرم أنفسنا
من رضا الله علينا.
ولا تنسوا شعارنا:
{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}
[النور: 54].
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين