عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-14-2019, 08:47 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 60,054
افتراضي خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف بعنوان :شهر شعبان

خُطَبّ الحرمين الشريفين
خطبتى الجمعة من المسجد النبوى الشريف
مع الشكر للموقع الرسمى للحرمين الشريفين


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ألقى فضيلة الشيخ حسين عبد العزيز أل الشيخ – حفظه الله- خطبة
الجمعة بعنوان:
شهر شعبان
والَّتِي تحدث فيها عن شهر شعبان وفضله، وإعمار هذا الشهر
بالنوافل والطاعات، وبيان الأحكام الشرعية في صومه.

الخطبة الأولى

الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله
الحق المبين، وأشهد أن نَبِيّنا محمدًا عبده ورسوله، إمام الأنبياء والمرسلين،
اللَّهُمَّ صل وسلم وبارك عليه وعَلَى آله وأصحابه أجمعين.

أَمَّا بعد: ...

فيا أَيُّهَا النَّاس اتقوا الله جل وعلا وأطيعوه، تمسكوا من الإسلام
بالعروة الوثقى، وحققوا تقواه تنالوا السعادة الكبرى،
{ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُوْلِي الأَلْبَاب }
[البقرة/197].

عباد الله شهر شعبان كغيره من الشهور؛ الَّتِي يجب عَلَى المسلم أن
يؤدي فيها فرائض الله جل وعلا، وأن يحقق طاعته تبارك وتعالى،
وأن يصون النفس عن كل المحرمات والمآثم والسيئات، يقول جل وعلا:
{ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ }
[فصلت/6].

وشهر شعبان شهرٌ قد اختص بفضائل جمة، فينبغي عَلَى المؤمن أن
يكون مسارعًا إليها، مبادرًا لاغتنامها، روي البخاري ومسلم عن
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت:
( مَا رَأَيْتُ رَسُول اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلَّم - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ
قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ )
أخرجه مسلم .

وفي رواية لهما قالت:
( وَلَمْ أَرَهُ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ شَعْبَانَ فإنه كَانَ يَصُومُهُ كُلَّهُ )
متفق عليه .

ولكن رواية: «صومه كله» محمولة عَلَى الأكثر والمعظم منه كما بينه
ابن المبارك وابن حجرٍ رحمهما الله لرواية مسلم: «كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا».

قال ابن رجب رحمه الله: (إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور)
يقصد بذلك الصوم المطلق.

وقال الصنعاني رحمه الله: (وفيه دليل عَلَى أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم
يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره) .

إخوة الإسلام بادروا في هذا الشهر إِلَى ما يقربكم إِلَى المولى جل وعلا،
فَهُوَ شهر فاضل، وكان يسمى عند السلف: شهر القراء، لكثرة مراجعتهم
للقرآن الكريم، وانقطاعهم لتلاوته، والتزامهم بمعاهدته والإكثار من
قراءته استعدادًا لقيام رمضان.

فالمبادرة المبادرة والمسارعة المسارعة لإعمار هذا الشهر بالقربات
وسائر النوافل والطاعات، روي الإمام أحمد والنسائي
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:
( قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ،
قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ
فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ )
أخرجه أحمد والنسائي وحسنه أهل العلم([3]).

ذكر ابن رجب رحمه الله في معناه:
(أَنَّهُ شهرٌ يغفر النَّاس عنه بين رجب ورمضان) يشير إِلَى أَنَّهُ لما
اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام، وشهر الصيام، اشتغل النَّاس
بهما فصار مغفولًا عنه إِلَى أن قال: (فيشتغل النَّاس بالمشهور عنه
ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم أي شعبان) .

وأَمَّا ما ورد في المسند وسنن أبي داود والنسائي وغيرهما من حديث:
( إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فلَا تَصُومُوا )
أخرجه أبو داود والنسائي .

فأكثر أهل العلم على تضعيف هذا الحديث، وقالوا: إنه منكر الإسناد والمتن،
ومن صححه من أهل العلم فقد حمل معناه حينئذٍ على من لم يوجد له
عادةٌ في الصوم، فيكره له أن يصوم بعد انتصاف شعبان قصدًا للاحتياط
لرمضان؛ بَلْ ذلك القصد بدعةٌ كما ذكره بَعْض أهل العلم.

أخوة الإسلام من مقررات السنة: أَنَّهُ لا يجوز للمسلم الَّذِي لا عادة له
في صيام يومٍ وإفطار يوم، أو صيام الاثنين والخميس فلا يجوز له أن
يتقدم رمضان بصيام يومٍ أو يومين عَلَى جهة الاحتياط لشهر رمضان،
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
( لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا،
فَلْيَصُمْهُ )
أخرجه مسلم .

وقال عمار بن يسار رضي الله عنه وعن أبيه:
( مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح وأخرجه البخاري معلقًا
مجزومًا به .

فيا عباد الله اعمروا أوقاتكم في هذه الشهر وغيره بكل ما يقربكم إِلَى
المولى جل وعلا، وسابقوا إِلَى الخيرات واغتنموا الصالحات،
قال جل وعلا:
{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ
أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين }
[آل عمران/133].

وقال عز وجل:
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون }
[الحشر/18].

وفقني الله وإياكم للعمل الصالح أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم
ولسائر المسلمين من كل ذنب.

الخطبة الثانية

الحمد لله ظاهرًا وباطنًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في
الآخرة والأولى، وأشهد أن نَبِيّنا محمدًا عبده ورسوله النَّبِيّ المصطفى،
اللَّهُمَّ صل وسلم وبارك عليه وعَلَى آله وأصحابه الأتقياء.

أَيُّهَا المؤمنون، وتخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة قيامٍ،
وتخصيص يومها بصيامٍ فذلك أمر لم يأت به دليل صحيح عن المعصوم
عليه الصلاة والسلام؛ بَلْ أنكره كثيرٌ من العلماء المحققين وصرحوا
ببدعيته، وأَمَّا ما حسنه بعضهم من قوله صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّ اللهَ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ،
إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ )
أخرجه ابن ماجة والألباني .

فليس فيه ما يفيد تخصيص هذه الليلة ولا يومها بشيء من العبادات لذاته.

عباد الله من أفضل الأعمال: الإكثار من الصَّلَاة والسلام عَلَى النَّبِيّ الكريم،
اللَّهُمَّ صل وسلم وبارك عَلَى حبيبنا ونَبِيّنا محمد.

اللَّهُمَّ صل عَلَى محمدٍ وعَلَى آل محمد كما صليت عَلَى إبراهيم
وعَلَى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، اللَّهُمَّ بارك عَلَى محمدٍ
وعَلَى آل محمد، كما باركت عَلَى إبراهيم وعَلَى آل إبراهيم
في العالمين إنك حميدٌ مجيد.

اللَّهُمَّ ارض عن الصَّحَابَة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إِلَى
يوم الدين، اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ من أراد المسلمين
بسوء فأشغله في نفسه، واجعل تدميره في تدبيره، اللَّهُمَّ اجعل تدميره
في تدبيره، اللَّهُمَّ اجعل تدميره في تدبيره يا ذاك الجلال والإكرام.

اللَّهُمَّ بلغنا والمسلمين رمضان، اللَّهُمَّ بلغنا وجميع المسلمين رمضان،
اللَّهُمَّ بلغنا رمضان وبارك لنا فيه يا رحمن، اللَّهُمَّ إنا نسألك أن توفقنا
لإعمار أوقاتنا بطاعتك، والتقرب إِلَى مرضاتك يا ذا الجلال والإكرام.

اللَّهُمَّ وفق ولي أمرنا خادم الحرمين، وولي عهده لما تحب وترضى،
اللَّهُمَّ وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما تحبه وترضاه، اللَّهُمَّ ولي
عَلَى المسلمين خيارهم، اللَّهُمَّ ولي عَلَى المسلمين من يخافك ويتقيك،
اللَّهُمَّ ولي عَلَى المسلمين من يخافك ويتقيك، اللَّهُمَّ واكفهم شرارهم،
اللَّهُمَّ واكفهم شرارهم، اللَّهُمَّ واكفهم شرارهم، يا حي يا قيوم.

اللَّهُمَّ فرج هم المسلمين، اللَّهُمَّ فرج هموم المسلمين، اللَّهُمَّ نفس كرباتهم
، اللَّهُمَّ اغني فقراءهم، اللَّهُمَّ اشف مرضانا ومرضاهم،
اللَّهُمَّ يا حي يا قيوم حقق الأمن والأمان في ديار المسلمين،
اللَّهُمَّ منّ عَلَى المسلمين في
ديارهم بالأمن والسلام، اللَّهُمَّ منّ عليهم بالأمن والسلام، اللَّهُمَّ منّ
عليهم بالأمن والسلام والرخاء يا ذا الجلال والإكرام.

اللَّهُمَّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم
والأموات، اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء
وشماتة الأعداء، اللَّهُمَّ إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك ومن جميع سخطك، وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس