الموضوع: حديث اليوم 03
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-11-2019, 02:34 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 60,054
افتراضي حديث اليوم 03

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حديث اليوم

( باب فضل الصوم )

حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

( الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم
مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح
المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي
وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها )

الشروح

قوله : ( الصيام جنة )
زاد سعيد بن منصور ، عن مغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد
" جنة من النار " وللنسائي من حديث عائشة مثله ، وله من حديث عثمان
بن أبي العاص : " الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال " ، ولأحمد من طريق
أبي يونس عن أبي هريرة : " جنة وحصن حصين من النار " وله من
حديث أبي عبيدة بن الجراح : " الصيام جنة ما لم يخرقها " زاد الدارمي :
" بالغيبة " وبذلك ترجم له هو وأبو داود ، والجنة بضم الجيم الوقاية
والستر . وقد تبين بهذه الروايات متعلق هذا الستر ، وأنه من النار ،
وبهذا جزم ابن عبد البر . وأما صاحب " النهاية " فقال : معنى كونه جنة
أي : يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات . وقال القرطبي : جنة ؛ أي : سترة
، يعني : بحسب مشروعيته ، فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص
ثوابه ، وإليه الإشارة بقوله : فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث . . . إلخ
ويصح أن يراد أنه سترة بحسب فائدته وهو إضعاف شهوات النفس ، وإليه
الإشارة بقوله : " يدع شهوته " . . . إلخ ، ويصح أن يراد أنه سترة بحسب
ما يحصل من الثواب وتضعيف الحسنات . وقال عياض في " الإكمال " :
معناه سترة من الآثام أو من النار أو من جميع ذلك ، وبالأخير جزم النووي .
وقال ابن العربي : إنما كان الصوم جنة من النار ؛ لأنه إمساك عن الشهوات
، والنار محفوفة بالشهوات .

فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من
النار في الآخرة . وفي زيادة أبي عبيدة بن الجراح إشارة إلى أن الغيبة تضر
بالصيام ، وقد حكي عن عائشة ، وبه قال الأوزاعي : إن الغيبة تفطر الصائم
وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم . وأفرط ابن حزم فقال : يبطله كل معصية
من متعمد لها ذاكر لصومه ، سواء كانت فعلا أو قولا ، لعموم قوله
" فلا يرفث ولا يجهل "

قوله : ( فلا يرفث )
أي : الصائم ، كذا وقع مختصرا ، وفي " الموطأ " : الصيام جنة ، فإذا كان
أحدكم صائما فلا يرفث . . . إلخ ويرفث بالضم والكسر ، ويجوز في ماضيه
التثليث ، والمراد بالرفث هنا ، وهو بفتح الراء والفاء ، ثم المثلثة : الكلام
الفاحش ، وهو يطلق على هذا ، وعلى الجماع ، وعلى مقدماته ، وعلى ذكره
مع النساء أو مطلقا ، ويحتمل أن يكون لما هو أعم منها .

قوله : ( ولا يجهل )
أي : لا يفعل شيئا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك . ولسعيد
بن منصور من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه : " فلا يرفث ولا يجادل
" قال القرطبي : لا يفهم من هذا أن غير الصوم يباح فيه ما ذكر ،
وإنما المراد أن المنع من ذلك يتأكد بالصوم .


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس