الموضوع: حديث اليوم 15
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-19-2019, 10:11 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي حديث اليوم 15

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حديث اليوم

( باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر )


حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت

رضي الله عنه قال



( تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة

قلت كم كان بين الأذان والسحور قال قدر خمسين آية )



الشروح

قوله : ( باب قدر كم بين السحور وصلاة الفجر )

أي : انتهاء السحور وابتداء الصلاة ؛ لأن المراد تقدير الزمان الذي ترك

فيه الأكل ، والمراد بفعل الصلاة أول الشروع فيها قاله الزين بن المنير .



قوله : ( حدثنا هشام )

هو الدستوائي .



قوله : ( قلت كم )

هو مقول أنس ، والمقول له زيد بن ثابت ، وقد تقدم بيان ذلك في المواقيت

، وأن قتادة أيضا سأل أنسا عن ذلك ، ورواه أحمد أيضا عن يزيد بن هارون

عن همام وفيه أن أنسا قال : " قلت لزيد " .



قوله : ( قال : قدر خمسين آية )

أي : متوسطة لا طويلة ولا قصيرة لا سريعة ولا بطيئة ، وقدر بالرفع

على أنه خبر المبتدأ ، ويجوز النصب على أنه خبر كان المقدرة في جواب

زيد لا في سؤال أنس لئلا تصير كان واسمها من قائل والخبر من آخر . قال

المهلب وغيره : فيه تقدير الأوقات بأعمال البدن ، وكانت العرب تقدر

الأوقات بالأعمال كقوله : قدر حلب شاة ، وقدر نحر جزور ، فعدل زيد بن ثابت

عن ذلك إلى التقدير بالقراءة ؛ إشارة إلى أن ذلك الوقت كان وقت العبادة

بالتلاوة ، ولو كانوا يقدرون بغير العمل لقال مثلا : قدر درجة ، أو ثلث

خمس ساعة . وقال ابن أبي جمرة : فيه إشارة إلى أن أوقاتهم كانت

مستغرقة بالعبادة . وفيه تأخير السحور لكونه أبلغ في المقصود .

قال ابن أبي جمرة : كان - صلى الله عليه وسلم - ينظر ما هو الأرفق بأمته

فيفعله ؛ لأنه لو لم يتسحر لاتبعوه فيشق على بعضهم ، ولو تسحر في جوف

الليل لشق أيضا على بعضهم ممن يغلب عليه النوم فقد يفضي إلى ترك

الصبح أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر . وقال فيه أيضا تقوية على الصيام

لعموم الاحتياج إلى الطعام ولو ترك لشق على بعضهم ولا سيما من كان

صفراويا فقد يغشى عليه فيفضي إلى الإفطار في رمضان .



قال : وفي الحديث تأنيس الفاضل أصحابه بالمؤاكلة ، وجواز المشي بالليل

للحاجة ؛ لأن زيد بن ثابت ما كان يبيت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وفيه الاجتماع على السحور ، وفيه حسن الأدب في العبارة لقوله :

" تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولم يقل نحن ورسول الله –

صلى الله عليه وسلم - لما يشعر لفظ المعية بالتبعية . وقال القرطبي : فيه

دلالة على أن الفراغ من السحور كان قبل طلوع الفجر ، فهو معارض لقول

حذيفة " هو النهار إلا أن الشمس لم تطلع " . انتهى . والجواب أن

لا معارضة بل تحمل على اختلاف الحال ، فليس في رواية واحد منهما

ما يشعر بالمواظبة ، فتكون قصة حذيفة سابقة ، وقد تقدم الكلام على

ما يتعلق بإسناد هذا الحديث في المواقيت وكونه من مسند زيد بن ثابت

أو من مسند أنس .

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس