من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
( باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا )
حدثنا عبدان أخبرنا يزيد بن زريع حدثنا هشام حدثنا ابن سيرين
عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه )
الشروح
قوله : ( باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا ) أي : هل يجب عليه القضاء
أو لا؟ وهي مسألة خلاف مشهورة ، فذهب الجمهور إلى عدم الوجوب ،
وعن مالك يبطل صومه ويجب عليه القضاء . قال عياض : هذا هو المشهور
عنه ، وهو قول شيخه ربيع وجميع أصحاب مالك ، لكن فرقوا بين الفرض
والنفل . وقال الداودي : لعل مالكا لم يبلغه الحديث ، أو أوله على رفع الإثم .
قوله : ( إذا نسي فأكل )
في رواية مسلم من طريق إسماعيل عن هشام : من نسي وهو صائم فأكل
وللمصنف في النذر من طريق عوف عن ابن سيرين : من أكل ناسيا
وهو صائم ولأبي داود من طريق حبيب بن الشهيد وأيوب عن ابن سيرين
عن أبي هريرة : جاء رجل فقال : يا رسول الله ، إني أكلت وشربت ناسيا
وأنا صائم ، وهذا الرجل هو أبو هريرة راوي الحديث ، أخرجه الدارقطني
بإسناد ضعيف .
قوله : ( فليتم صومه )
في رواية الترمذي من طريق قتادة عن ابن سيرين : " فلا يفطر " .
قوله : ( فإنما أطعمه الله وسقاه )
في رواية الترمذي : فإنما هو رزق رزقه الله وللدارقطني من طريق ابن
علية عن هشام : " فإنما هو رزق ساقه الله تعالى إليه " قال ابن العربي :
تمسك جميع فقهاء الأمصار بظاهر هذا الحديث ، وتطلع مالك إلى المسألة
من طريقها فأشرف عليه ؛ لأن الفطر ضد الصوم والإمساك ركن الصوم
فأشبه ما لو نسي ركعة من الصلاة . قال : وقد روى الدارقطني فيه :
" لا قضاء عليك " فتأوله علماؤنا على أن معناه : لا قضاء عليك الآن ،
وهذا تعسف ، وإنما أقول : ليته صح فنتبعه ونقول به ، إلا على أصل مالك
في أن خبر الواحد إذا جاء بخلاف القواعد لم يعمل به ، فلما جاء الحديث
الأول الموافق للقاعدة في رفع الإثم عملنا به ، وأما الثاني فلا يوافقها فلم
نعمل به . وقال القرطبي احتج به من أسقط القضاء ، وأجيب بأنه لم يتعرض
فيه للقضاء فيحمل على سقوط المؤاخذة ؛ لأن المطلوب صيام يوم لا خرم
فيه ، لكن روى الدارقطني فيه سقوط القضاء وهو نص لا يقبل الاحتمال ،
لكن الشأن في صحته ، فإن صح وجب الأخذ به وسقط القضاء ا هـ .
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين