الموضوع: درس اليوم 4566
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-13-2019, 11:57 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 59,977
افتراضي درس اليوم 4566

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
الصلاة في المسجد وفضلها



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

من عقيدة أهل السنة والجماعة: أنَّ الإيمان يزيد وينقصُ، يزيد بالطاعة،

وينقصُ بالمعصية، ومن مظاهر ضعف الإيمان: التخلُّف عن الصلاةِ

في جماعةٍ في المسجد، فنرى بعض المسلمين إذا سمع الأذان اكتفى

بالصلاة في بيته لغير عذرٍ، ومنهم مَن يسمع النداء ويظلُّ فاتحًا محلَّه يبيع،

وآخَر يظلُّ فاتحًا مطعمه يطعم الناس، وآخَر يظلُّ جالسًا على كرسيِّه

لا يتحرَّك، وآخَر يمشي في الشارع ولا يلتفت، وكأنَّ هذا النداء

العظيم ليس لهم.



اعلم يا عبد الله:

أنَّ صلاة الجماعة واجبةٌ عليك، فإذا سمعت المنادي: حي على الصلاة،

حي على الفلاح، انفض الدنيا من يديك، وأقبِل على الله،

وأسرِع إلى بيت الله، وإن لم تفعل فقد أَذْنَبْت.



لا تتعلَّل بتجارة، ولا بوظيفة، ولا بعَمَل، أنت عبدٌ لله، خَلَقَك الله لعبادته...

الله يأمرُ وأنت تطيع... الله ينادي وأنت تُجيب، ولو صدر أمر بذلك

لرأيت المحلَّات وقت الصلاة قد أُغلقت... والشوارع قد فُرِّغت...

والناس إلى المساجد قد أَسرعت...



يا من تتخلَّف عن صلاة الجماعة، اسمع هذا الحديث!

يا مَن تتخلَّفُ عن صلاة الجماعة وتصلِّي في بيتك

، أو في محلك، اسمع هذا الحديث:

روى ابن ماجه - وصحَّحه الألبانيُّ في (صحيح الترغيب) - عن ابن عباس

رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:



((مَن سمِعَ النداء فلم يجب، فلا صلاةَ له إلا مِن عُذْرٍ))



يا مَن تتخلَّف عن صلاة الجماعة، هل استحوذ عليك الشيطان؟

روى أحمد وأبو داود - وحسَّنه الألباني في (صحيح الجامع) –

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:



((ما من ثلاثةٍ في قرية، ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم

الشيطان، فعليكم بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئبُ من الغنم القاصيةَ))



يا مَن تتخلَّف عن الجماعة، أخشى عليك من النفاق:

ففي (صحيح مسلم) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:



( مَن سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى

بهن؛ فإن الله تعالى شرع لنبيِّكم سننَ الهُدى، وإنهن من سنن الهدى،

ولو أنَّكم صليتُم في بيوتكم كما يصلِّي هذا المتخلِّفُ في بيته لتركتم سنةَ

نبيِّكم، ولو تركتُم سنة نبيِّكُم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلَّف عنها - أي

الجماعةِ - إلا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين

الرجلين، حتى يقام في الصفِّ )



يا مَن تتخلَّف عن الجماعة، لقد همَّ النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق بيتك:

ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله

صلى الله عليه وسلم فَقَدَ ناسًا في بعض الصلوات، فقال:



((لقد هممتُ أنْ آمُرَ رجلًا يصلِّي بالناس، ثم أخالف إلى رجالٍ يتخلَّفون عنها،

فآمر بهم، فيحرقوا عليهم بيوتَهم))



يا مَن تتخلَّف عن الجماعة، هل لك رخصةٌ؟!

روى الإمام أحمد وأبو داود وصحَّحه الألباني

عن ابن أمِّ مكتوم رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أنا ضريرٌ شاسع

الدار ولي قائد لا يُلائمني، فهل تجدُ لي رخصةً أن أصلِّي في بيتي؟ قال:



((تسمعُ النداء؟))، قال: نعم، قال:

((ما أجدُ لك رخصةً)) لا يُلائمني: لا يوافقني.



أخي: إني أحبُّك... أحبك؛ لأنك مسلمٌ، أحبُّك؛

لأنني رأيتك صدوقًا لا تكذب، أمينًا لا تخونُ.

ولكن لي عليك عتابٌ، فاقبله.



رسالة إلى أصحاب المحلات التجارية:

لماذا تسمع المؤذِّن ينادي: حيَّ على الصلاة، ولا تجيبه؟!

أنا أعلم أنَّك مشغول في المحل، والمشترون صفوفًا بين يديك،

وأنت تحبُّ أن تبيع.



ولكن الله قال:



{ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ }

[الجمعة: 9].



وأنا أعلم أنَّك تحبُّ المال والتجارة، ولكنَّ الذي خَلَقَك قال:



{ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ

يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }

[النور: 37]، فأنا أحب أن تكون منهم.



رسالة إلى الموظفين:

وأنت أيها الموظفُ! لماذا تسمع المؤذِّن وأنت جالسٌ على مكتبك

لا تتحرَّك؟ ألست مسلمًا؟ ألست مؤمنًا؟ ألست عبدًا لله؟

إنَّ الذي خَلَقَك يناديك... اترك عملك وقُم لتلبِّي نداء ربِّك.



أنا أعلم أنك تخاف مِن مديرك، ولكن الذي خَلَقَ مديرك يقول لك:



{ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

[التوبة: 13].



أنا أعلم أن الشيطان يخوِّفك بقطع رزقك،

والفصل من عملك، وضياع مستقبلك.



ولكن الرزاق يقول:



{ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

[آل عمران: 175].



رسالة إلى المتهاونين:

وأنت يا مَن تسير في الشارع، تسمع المؤذِّن فتعطيه ظهرك،

وتُعرِض عن ربِّك، ولا تلبِّي أمره، ولا تسرع لتصُفَّ

قدميك بجوار أقدامِ إخوانك المسلمين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس