الموضوع: درس اليوم 4834
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-17-2020, 03:06 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,309
افتراضي درس اليوم 4834

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله الجميل (03)

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسمِ:
1- أَنَّ اللهِ تَعَالَى هُوَ الجَمِيلُ عَلَى الحَقِيقَةِ بِلَا كَيفٍ نَعلَمُهُ، وَجَمَالُهُ بِالذَّاتِ
وَالأوصَافِ والأَسمَاءِ والأَفعَالِ، لَا شَيءَ يُمَاثِلُهُ فِي ذَلِكَ
كَمَا قَالَ سُبحَانُهُ عَنْ نَفسِهِ:

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى: 11].

وَقَالَ سُبحَانُهُ: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [مريم: 65].

قَالَ القَاضِي أَبُو يَعلَى الفرَّاءُ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - بَعدَ أَن ذَكَرَ حَدِيثَ ابنِ
مَسعُودٍ السَّابِقَ "إِنَّ اللهِ جَمِيلٌ": "اعلَمْ أَنَّهُ غَيرُ مُمتَنِعٍ وصْفهُ تَعَالَى بالجَمَالِ
وأَنَّ ذَلِكَ صِفَةٌ رَاجِعَةٌ إِلَى الذاتِ؛ لأِنَّ الجَمَالَ فِي مَعنَى الحُسْنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي
أولِ الكِتَابِ قَولُهُ: "رَأَيتُ رَبيِّ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ" وبيَّنَّا أنَّ ذَلِكَ صِفَةٌ رَاجِعَةٌ
إِلَى الذَّاتِ كَذَلِكَ هَاهُنَا، وَلِأَنَّهُ لَيسَ فِي حَملِهِ عَلَى ظَاهِرِهِ مَا يُحِيلُ صِفاتِهِ
وَلَا يُخرِجهَا عَمَّا تَستَحِقُّهُ؛ لِأَنَّ طَريقَهُ الكَمَالُ وَالمَدحُ، وَلأنَهُ لَو لَم يُوصَفْ
بِالجَمَالِ جَازَ أَنْ يُوصَفَ بضِدِّهِ وَهُوَ القُبْحُ، وَلمَّا لَمْ يَجُزْ أَنْ يُوصَفَ بِضدِّهِ جَازَ
أَنْ يُوصَفَ بِهِ، أَلَا تَرَى أنَّا وَصَفْنَاهُ بالعِلمِ وَالقُدرَةِ والكَلَامِ؛ لِأَنَّ فِي نَفيهَا إِثبَاتَ
أَضدَادِهَا وَذَلِكَ مُستَحِيلٌ عَلَيْهِ، كَذَلِكَ هَاهُنَا.

فَإِن قِيلَ: قَولُهُ: "جَمِيلٌ" بِمَعنَى: مُجْمِلٌ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ؛ لِأَنَّ فَعِيل
قَد يَجِيءُ عَلَى مَعنَى: مُفعِل، وَمِنهُ قَولُنَا: حَكِيمٌ والمُرَادُ مُحْكِمٌ لِمَا فَعَلَهُ.

قِيلَ: هَذَا غَلَطٌ؛ لِأَنَّ الخَبَرَ وَرَدَ عَلَى سَبَبٍ، وَهُوَ الحَثُّ لَهُم عَلَى التَّجمُّلِ فِي
صِفَاتِهِم، لَا عَلَى مَعنَى التَّجْمِيلِ فِي غيرِهِم فَكَانَ مُقتَضَى الخَبَرِ: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ
فِي ذَاتِهِ يُحِبُّ أَنْ تَتَجَمَّلُوا فِي صِفَاتِكم، فَإِذَا حُمِلَ الخَبَرُ عَلَى فِعلِ التَّجمِيلِ
فِي الغَيرِ، عُدِلَ بِالخَبَرِ عَمَّا قُصِدَ بِهِ.

فَإِن قِيلَ: مَعنَى الجَمَالِ هَاهُنَا الإِحسَانُ والإِفضَالُ، فَيكُونُ مَعنَاهُ:
هُوَ المُظهِرُ النِّعمَةَ وَالفَضلَ عَلَى مِنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ بِرَحمَتِهِ.

قِيلِ: هَذَا غَلَطٌ؛ لأِنَّهُ قَدْ ذَكَرَ الجَمَالَ وَالإِحسَانَ وَالإِفضَالَ فَقَالَ: "جَميلٌ يُحبُّ
الجَمَالَ، وَجَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، وَكَرِيمٌ يُحِبُّ الكُرَمَاءَ" فَإِذَا حَمَلنَا الجَمَالَ عَلَى
ذَلِكَ حُمِلَ اللفظُ عَلَى التكرَارِ، وَعَلَى مَا لَا يُفيدُ.

وَجَوَابٌ آخَرَ: وَهُوَ أَنَّ نِعَمَ اللهِ ظَاهِرَةٌ، فَحَمْلُ الخَبَرِ
عَلَى هَذَا يُسقِطُ فائِدَةَ التَّخصِيص بِالجَمَالِ

فَهُوَ سُبحَانَهُ الأجمَلُ وَالأَحسَنُ فِي سَائِرِ صِفَاتِ الكَمَالِ،
وَصِفَاتُهُ كُلُّهَا كَمَالٌ جَلَّ وَعَلَا.

قَالَ ابنُ جَرِيرٍ فِي قَولِهِ تَعَالَى:
{ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى } [النحل: 60]:
"وَهُوَ الأَفضَلُ والأطيَبُ وَالأحسَنُ والأَجمَلُ، وذَلِكَ التَّوْحِيدُ
وَالإِذعَانُ لَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيرُهُ"

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس