الحمد لله هادِي مَن استهداه و مجيبِ من دَعاه ، أحمده سبحانه
و أشكره على جزيلِ ما أفضل و كريم ما أعطاه ،
و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له ،
لا إلهَ غيره و لا ربَّ لنا سواه ،
و أشهد أن سيّدنا و نبيّنا محمّدا عبد الله و رسوله و مصطفاه و مجتباه ،
صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه ممن هاجر معه و نصرَه و آواه،
و التابعين و من تبعهم بإحسان و اقتفى أثرَه و اتبَع هداه ،
و سلَّم تسليمًا كثيرًا دائمًا أبدًا لا حدَّ لمنتهاه .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله .
و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد .
الله أكبر كبيرًا ، و الحمد لله كثيرًا ،
و سبحان الله بكرة و أصيلاً .
فبارك الله لكم في أعيادِكم ، و دامَت مسرّاتكم ، و تقبّل الله طاعتكم ،
و زادَكم إحسانًا و توفيقًا ، و أعانكم على ذكرِه و شكرِه و حسن عبادته .
ثم اعلموا رحمكم الله و بارك في أعيادكم ، أن التهنئةَ الصادقة و الابتهاجَ
الحقّ يكون لمن قَبِل الله صيامَه وقيامه، و حسُنتْ نيته ، و صلُح عمله .
العيدُ عيدُ من عفَا عمّن زلَّ و هفا ، و أحسن لمن أساء . العيد عيدُ من حفِظ النفسَ
و كفَّ عن نوازِع الهوى ، يلبس الجديد و يشكر الحميدَ المجيد ، في فرحٍ لا يُنسي و بهجةٍ لا تُطغي .
لا يسعَد بالعيدِ من عَقّ والدَيه و حُرِم الرّضا في هذا اليوم المبارك السعيد ،
و لا يسعَد بالعيد من يحسُد الناسَ على ما آتاهم الله من فضله ،
و ليس العيدُ لخائنٍ غشّاش يسعَى بالفساد بين الأنام ،
كيف يفرح بالعيد من أضاع أموالَه في ملاهٍ محرّمة و فسوق و فجور ؟!
ليس له من العيد إلا مظاهرُه ، و ليس له من الحظّ إلا عواثرُه .
الله أكبر ، لا إله إلا الله . و الله أكبر ، الله أكبر ، و لله الحمد .
ثمّ اعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّ من أعمالِ هذا اليوم إخراجَ زكاةِ الفطر ،
فأخرجوها طيّبةً بها نفوسكم . مقدارها صاعٌ من طعامٍ من غالِب قوتِ البلَد
كالأرز و البرّ و التّمر عن كلّ مسلم .
و وقت إخراجها الفاضِل يوم العيد قبل الصلاة .
و من مظاهرِ الإحسان بعد رمضان استدامةُ العبد على نهجِ الطاعة و الاستقامة
و إتباعُ الحسنة الحسنة ، و قد ندبكم نبيُّكم محمدٌ صلى الله عليه و سلم
بأن تُتْبِعُوا رمضانَ بستٍ من شوال ، فمن فعل فكأنما صام الدهر كلَّه .
تقبّل الله منّا و منكم الصيام و القيامَ و سائرَ الطاعات و الأعمال الصالحات .
ثم صلّوا و سلّموا على الرحمةِ المهداة و النّعمة المسداة نبيِّكم محمّدٍ رسول الله ،
{ إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اللّهمّ صلِّ و سلِّمْ وبارِكْ على عبدك و رسولك نبيّنا محمدٍ ، و على آله و أزواجه و ذرّيّته ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الراشدين الأربعة : أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ ،
و عن سائر الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ،
و عنا معهم بعفوك و جودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللّهمّ أعزّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشرك و المشركين ، و احمِ حوزةَ الدين ،
و انصُر عبادَك المؤمنين ، و اخذُل الطغاةَ و الملاحِدة و سائرَ أعداء الملة و الدين ...
ثم الدعاء بما ترجون و تأملون من الله الجواد الكريم
و كل عام و أنتم ترفلون فى حلل من السعادة و الصحة و العافية و الهناء و السرور