الموضوع: درس اليوم 6115
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-27-2024, 09:12 AM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 60,054
افتراضي درس اليوم 6115


من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم
بوح القلم

تأملات في النفس والكون والواقع والحياة

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 2]



• مع دخول العَشر الأواخر من شهر رمضان تُطِلُّ علينا الخلافاتُ الكثيرة،

والأقوال المتعدِّدة بين العلماء والفقهاء، والراصدين والمترائين في تحديد

ليلة القدر ووقتها وزمانها.



• بالتأمل في النُّصوص الشَّرعيَّة الصَّحيحة نُدرك أن الجَزم والقطع بلَيلةٍ

معينة بأنها ليلةُ القدر - مخالفٌ للحكمة من إخفائها، والغرضِ من نسيانها،

والعلةِ في رفعها؛ وهو الجدُّ والاجتهاد، والحرص والتَّحَرِّي في موافقتها

ومصادفتها، كما أشار الحديث:

((إني خرجتُ لأُخبِرَكم بليلة القَدْر، وإنه تلاحى فلان وفلان، فرُفِعَت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، التمسوها في السَّبع والتِّسع والخمس)).



• كذلك هو مخالفٌ للمعلوم من الواقع النَّبويِّ، الذي مكَث تسعَ رمضاناتٍ

يحثُّ أصحابَه على اغتنامها، ويُحَفِّز أمَّتَه على تحرِّيها في العشر الأواخر من

غير جزم وتعيين، ولا قطعٍ وتحديد بزمن معيَّن، ولا ليلةٍ مخصوصة.



• كذلك تنقُّلُها في ليالٍ متعددة، في سنوات متفاوتة في عهده

صلى الله عليه وسلم - كليلة إحدى وثلاث وعشرين - بناء على علاماتٍ

وأمارات دلَّت على ذلك - ينقُضُ القولَ والرأي بالتحديد.



• استمرَّ الأمرُ على الإخفاء والإبهام، ولو كان التَّعيينُ والتحديد معلومًا

ومتأخرًا في عهده صلى الله عليه وسلم، لكان هو أَولى الناسِ بالبشارة به؛

لليقين برحمته وشفقته ورفقه بأمَّتِه عليه الصلاة والسلام.



• كذلك القول بالتعيين مخالفٌ للإجماع السابق من القرون المفضَّلة على عدم

تحديدها، وترك تعيينها، والاختلافُ في ذلك محفوظٌ ومعلوم عن الصحابة

ومَن بعدَهم، ولو كان الخبرُ واضحًا، والتعيينُ معلومًا، لَمَا اتَّسعت دائرةُ

الخِلاف إلى أربعينَ قولًا في زمانها وتوقيتها.



• الأدلة والنصوص، والأقوال والآراء: متعددةٌ ومختلفة، والترجيح بينها

عسيرٌ ومتعذِّر؛ فنبقى على النصوص العامة والمطلقة، والواضحة

والصريحة، ولْيَسَعِ المؤمنَ ما وسع النبيَّ صلى الله عليه وسلم من الرِّضا

والتسليم، والجدِّ والاجتهاد، والرغبة والرجاء في جميع العشر.



• دعاوى التحديد والتعيين بناء على الرُّؤى والمنامات منتقضةُ التوافق،

ومتعذرة التواطؤ في هذا الزمان؛ لتفاوُتِ الأقطار، وتباعُد البلدان؛ فيستحيل

حصر المترائين، وإحصاءُ الحالمين.



• أما التحديد بناءً على الأمارات والعلامات، فهو مبنيٌّ على أحاديثَ ضعيفةٍ

أو موضوعة، والصحيحُ منها ظنيٌّ يختلف باختلاف الأحوالِ الجويَّة، أو

الأوضاع الصحية، أو التقلُّبات النَّفسية.



• الاجتهادات العلمية، والمسائل الخلافية تبقى سائغةً ومقبولة، ما لم تتحوَّل

للجزم والقطع، أو التعصب والتحزُّب، أو الفرض والإلزام، وما لم تصل

بالفرد والمجتمع للتعلُّق والتولُّع بصور وأشكال من الرُّسوم والأحوال –

كالاحتفال بيوم المولد النبويِّ، أو الاحتفاء بليلة ختم القرآن - بلا دليلٍ ولا

مستند شرعي.



• المسلم يكون عاليَ الهمَّة، ساميَ العزيمة، لا يقنعُ بليلةٍ معيَّنة، ولا يرضى

بساعة محددة؛ بل يتطلعُ لأعلى المنازل، وأرفع الدَّرجات؛ فهامته في الثَّرى،

ورغبتُه في الفردوس الأعلى.

• ومضة: عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور

في العشر الأواخر من رمضان ويقول:

((تحرَّوا ليلةَ القدر في العشر الأواخر من رمضان))؛ رواه البخاري.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس