الموضوع
:
حملة( لا) للاحتفال بعيد الكريسماس او عيد رأس السنة الميلادية
عرض مشاركة واحدة
#
4
12-26-2012, 10:39 AM
هيفولا
Super Moderator
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
حملة( لا) للاحتفال بعيد الكريسماس او عيد رأس السنة الميلادية-4-
-3-
-3-
حكمُ الاحتفالِ بعيدِ ميلادِالمسيح
خالد بن سعود البليهد
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، و الصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ و على آلهِ و صَحْبهِ أجمعين ، و بعدُ :
فيحرمُ على المسلمِ الاحتفالُ بعيدِ ميلادِ المسيح عليه السَّلامُ ( الكرسمس ) للأمورِ الآتية:
أوَّلاً
:
إنَّ الاحتفالَ بهذا اليوم يُعَدُّ عيداً مِنَ الأعيادِ البِدعيَّةِ المحدَثةِ التي لا أصلَ لها في الشَّرعِ ،
و قد نهى النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم عنِ الإحداثِ في الدِّينِ . عنْ عائشةَ رضيَ الله عنها
قالتْ : قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه و سلَّم :
( مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ )
أخرجَه البخاريُّ و مسلم ،
و في روايةٍ لمسلم :
( مَنْ عَمِلَ عملاً ليسَ عليه أمرُنا فهو رَدٌّ )
.
فلا يُخَصَّصُ يومٌ بفرحٍ و احتفالٍ إلا بدليلٍ شرعيٍّ .
ثانياً :
لا يجوزُ للمسلمِ الاحتفال بعيدٍ إلا بالأعيادِ المشروعةِ المأذونِ فيها في دينِنا ،
و قد شرعَ لنا رسولُ الله صلَّى الله عليه و سلَّم عيدينِ
:
عيدَالفِطْرِ
و عيدَ الأضحى .
فقد روى أبو داود و النّسائيُّ وغيرُهما بِسَنَدٍ صحيحٍ عنْ أنسٍ رضيَ الله عنه قالَ :
( قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم المدينةَ و لهم يومانِ يلعبونَ بهما ، فقالَ :
قد أبدلَكمُ الله تعالى بهما خيراً منهما يومالفِطْرِ والأضحى )
.
فالنَّبيُّ عليه الصَّلاةُ و السَّلامُ أبطلَ أعيادَهم حتَّى لا يضاهى بها أعيادالمسلمين ،
و إذا تساهلَ الولاةُ و العلماءُ بذلك عَظَّمَ العوامُّ أعيادَ الكفَّارِ كتعظيمِهم لأعيادِ المسلمينَ .
ثالثاً :
لا يشرعُ في دينِنا الاحتفال بمولدِ أحدٍ مهما كانَ ؛سواء كانَ يتعلَّق بمولدِ نبيِّنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم
أو غيره مِنَ الأنبياءِ أو الصِّدِّيقينَ و الصَّالحينَ ، فمولدُ الأنبياءِ و مماتهم صلواتُ الله عليهم
ليسَ مناسبةً دينيَّةً يتقرَّب بها إلى الله و يظهرُ فيها الفرح أو الحزن أو غيرذلك مِنْ مظاهرِ الاحتفال .
و لذلك لما كسفتِ الشَّمسُ على عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم
ظنَّ النَّاسُ أنها كُسِفَتْ لموتِ إبراهيمَ وَلَدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم ،
فردَّ صلَّى الله عليه و سلَّم هذا الظَّنَّ و أبطلَه
كما أخرجَ البخاريُّ حديث المغيرة بنِ شعبة قالَ :
كُسِفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم يومَ ماتَ إبراهيمُ ،
فقالَ النَّاسُ كُسِفَتِ الشَّمسُ لموتِ إبراهيمَ . فقالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه و سلَّم :
( إ نَّ الشَّمسَ و القمرَ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ و لالحياتهِ ، فإذا رأيتم فصلُّوا و ادعوا الله ) .
و لذلك لم يردْ في شرعِنا دليلٌ يدلُّ على الاهتمامِ بمناسبةِ المولدِ أو المماتِ و مشروعيَّة الاحتفالِ بهما ،
و لم يُنقَلْ عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم أو الصَّحابةِ أو الأئمَّةِ المتبوعينَ الاحتفال بذلك .
رابعاً :
إنَّ الاحتفالَ بعيدِ المسيح فيه نوعٌ مِنْ إطرائهِ والغُلُوِّ فيه و المبالغةِ في حبِّه ،
و هذا ظاهرٌ في شعائرِالنَّصارى في هذا اليومِ .
و قد أشارَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى ذلك فقالَ :
( لاتُطروني كما أطرتِ النَّصارى المسيحَ ابنَ مريمَ ، فإنما أناعبدُه ،
فقولوا : عبد الله ورسوله )
رواه البخاريُّ .
و قد نهى الشَّرعُ عنْ تقديسِ الأنبياءِ و الغُلُوِّ فيهم وعبادتهم دون الله و رَفْعِهم فوق منزلتِهمُ
التي أنزلَهمُ الله تعالى ،فالرُّسُلُ بعثَهمُ الله مبشِّرينَ و منذرينَ
يدعونَ النَّاس لعبادةِ الله لا لأجلِ عبادتِهم و الغُلُوِّ فيهم .
خامساً :
إنَّ الاحتفالَ بذلك العيدِ فيه موالاةٌ للكفَّارِ ومشاركةٌ لهم في شعائرِهمُ الباطلةِ ،
و إشعارٌ لهم أنهم على الحقِّ ، وسُرُورهم بالباطلِ ، و كلُّ ذلك محرَّمٌ مِنْ كبائرِ الذُّنوبِ ،
قالَ تعالى :
( يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .
و هذا إذا لم يقصدِ المسلمُ الرِّضَا بدينِهم و الإقرارَ بشعائرِهم مِنَ التَّثليثِ و التَّعميدِ
و الذَّبحِ لغيرِ الله و شَدّ الزّنارو غيره ،
أمَّا إنْ قصدَ ذلك فهو كافرٌ مرتدٌّ عنْ دينِ الإسلامِ باتِّفاقِ أهلِ العِلْمِ .
و العاميُّ لايفرِّقُ في هذا المقامِ ، و لذلك يجبُ على المسلمِ اجتناب كنائس
و معابد النَّصارى في هذا اليوم و غيرهِ .
سادساً :
إنَّ الاحتفالَ بعيدِهم فيه تشبُّهٌ بالنَّصارى فيما هو مِنْ خصائصِهم مِنْ شعائرِ الكفرِ ،
و هذا مِنْ أعظمِ الذُّنوبِ التي نهى عنها الشَّرعُ و ذمّ فاعلها ،
قالَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم :
( مَنْ تشبَّه بقومٍ فهومنهم )
رواه أبوداود .
و التَّشبُّه بالظَّاهرِ يُوجِبُ التَّشبُّه بالباطنِ ، ويُوجِبَ أيضاً المحبَّةوالمودَّة بين المتشبِّه و المتشبَّه به ،
و لذلك قطعَ الشَّرعُ الحكيمُ كلَّ وسيلةٍ توصِلُ المسلمَ إلى الإعجابِ بالكفَّارِ
و الرِّضَا بدينِهم واللَّحاقِ بعسكرِهم .
سابعاً :
العيدُ المشروعُ للمسلمينَ ما كانَ بعدَ الفراغِ مِنَ العبادةِ ، فهو شكرٌ لله على تيسيرهِ للعبادةِ ،
و فَرَحٌ للمسلمِ على إتمامهِ العبادةَ ، فعيدُ الفِطْرِ بعد إتمامِ الصَّومِ ،
و عيدُ الأضحى بعد إتمامِ الحجِّ وعَشْرُ ذي الحِجَّة ، فهو فرحٌ و عبادةٌ و شكرٌ و إنابةٌ
للمولى عزَّ و جلَّ و ليسَ فرحاً لمخلوقٍ أو أمرٍمِنَ الدُّنيا ،
و هذا المعنى غيرُ موجودٍ في عيدِ المسيح عليه السَّلامُ ،
و شريعتُه قد نُسِخَتْ فلايشرعُ لمسلمٍ أنْ يحتفلَ به و يتَّبعَ شَرْعَه .
ثامناً :
إنَّ الاحتفالَ بهذا اليوم فيه مخالفةٌ لهدْيِ نبيِّنامحمَّدٍ صلَّى الله عليه و سلَّم و تنكُّبٌ لسبيلهِ ،
فقد كانَ رسولُنا عليه الصَّلاةُ و السَّلامُ يُبالغُ في مخالفةِ طريقةِ أهلِ الكتابِ ،
و يعجبه ذلك في عبادته وزِيِّه وأخلاقهِ و عادتهِ في شؤونِ الدُّنيا ،
كمخالفتهِ لهم في استقبالهِ القِبْلَة وفَرْق شعرهِ وقيام النَّاس له و تغيير الشَّيب و صِفَة السَّلام
و غير ذلك مما هو مِنْ خصائصِهم ، و قد ثبتَ عنه ذلك بالقولِ و الفعلِ ،
و هذا أصلٌ عظيمٌ يجبُ على المسلمِ الاعتناء بهِ
.
و قد أخبرَ النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بوقوع طائفةٍ مِنَ المسلمينَ
في التَّشبُّه باليهودِ و النَّصارى آخرَالزَّمانِ ،
فقالَ صلَّى الله عليه و سلَّم :
( لتتبعن سُنَن مَنْ كانَ قبلَكم شبراًبشبرٍ و ذرعاً بذراعٍ ؛
حتى لودخلوا حجر ضبا لتبعتموهم . قالَ الصَّحابةُ يا رسولَ الله
: اليهود و النَّصارى ؟ قالَ : فَمَنْ )
متَّفقٌ عليه ،
و هذا أمرٌ مشاهدٌ ، و الله المستعانُ .
فلأجلِ هذا يحرمُ على المسلمِ الاحتفال بعيدِ النَّصارى و شهوده و المشاركة فيه بوجهٍ مِنَ الوجوهِ ،
و تبادل الهدايا فيه ،و تهنئتهم بذلك ، و التِّجارة فيما يعينهم على فِعْلهِ ، و التَّسويق و الدِّعايةله .
والله أعلمُ ، و صلَّى الله و سلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ و آلهِ و صَحْبهِ أجمعينَ
خالد بن سعود البليهد
يتبع
هيفولا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هيفولا
البحث عن المشاركات التي كتبها هيفولا