( الحلقة رقم : 409 )
{ الموضوع الـعاشر الفقرة 38 }
( أحكــام الـزواج )
أخى المسلم
نواصل معكم اليوم الموضوع الـعاشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال أبن مسعود
لو لم يبق من أجلى إلا عشرة أيام
و أعلم أنى أموت فى آخرها
و لى طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة
أخى المسلم
حديثنا اليوم عن :-
النظر فى حقوق الزوج عليها
و القول الشافى فيه أن النكاح نوع رق فهى رقيقة له
فعليها طاعة الزوج مطلقا فى كل ما طلب منها فى نفسها مما لا معصية فيه
و قد ورد فى تعظيم حق الزوج عليها أخبار كثيرة
عن أم المؤمنين أمنا السيدة / أم سلمة / رضى الله تعالى عنها
فقال صلى الله عليه و سلم
( أيما أمرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة )
أخرجه الترمذى و قال حسن غريب و أبن ماجة
و كان رجل قد خرج إلى سفر
و عهد إلى إمرأته أن لا تنزل من العلو إلى الأسفل و كان أبوها فى الأسفل
فمرض فأرسلت المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
تستأذن فى النزول إلى أبيها
فقال صلى الله عليه و سلم
( أطيعى زوجك )
فمات والدها فأستأمرته
فقال صلى الله عليه وسلم
( أطيعى زوجك )
فدُفِن أبوها
فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم
إليها يخبرها أن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها
أخرجه الطبرانى فى الأوسط من حديث أنس بسند ضعيف
إلا أنه قال
( غُفِر لأبيها )
عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه
قال صلى الله عليه وسلم
( إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها
و حفظت فرجها و أطاعت زوجها دخلت جنة ربها )
أخرجه أبن حبان
ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء فقال
( حاملات ، والدات ، مرضعات ، رحيمات بأولادهن
لولا ما يأتين إلى أزواجهن دخل مصلياتهن الجنة )
أخرجه أبن ماجة و الحاكم
و صححه من حديث أبى أمامة رضى الله تعالى عنه دون قوله مرضعات
و هى عند الطبرانى فى الصغير
و قال صلى الله عليه و سلم
( أطلعت فى النار فإذا أكثر أهلها النساء
فقلن : لم يارسول الله ؟
قال : يكثرن اللعن و يكفرن العشير )
متفق عليه من حديث أبن عباس
و فى خبر أخر
( أطلعت فى الجنة فإذا أقل أهلها النساء
فقلت : أين النساء ؟
قال : شغلهن الأحمران أى الذهب و الزعفران )
يعنى الحلى و مصبغات الثياب
أخرجه أحمد من حديث أبى أمامة رضى الله تعالى عنه بسند ضعيف
و قال الحرير بدل الزعفران
و لمسلم من حديث عزة الأشجعية
( ويل للنساء من الأحمرين الذهب و الزعفران )
و سنده أيضاً ضعيف
أخى المسلم
قالت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
[ أتت فتاة إلى النبى صلى الله عليه و سلم
فقالت : يا رسول الله
إنى فتاة أُخطَب فأكره التزويج فما حق الزوج على المرأة ؟
فقال عليه الصلاة و السلام :
( لو كان من فرقه إلى قدمه صديد فلحسته ما أدت شكره
قالت : أفلا أتزوج
قال : بلى تزوجى فإنه خير )
أخرجه الحاكم و صحح أسناده من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه دون قوله
( بلى فتزوجى فإنه خير )
و لم أره من حديث عائشة
قال أبن عباس رضى الله تعالى عنهما
[ أتت إمرأة من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
فقالت : إنى إمرأة أيم و أريد أن أتزوج
فما حق الزوج ؟
قال صلى الله عليه و سلم
( إن من حق الزوج على الزوجة
إذا أرادها فراودها عن نفسها وهى على ظهر بعير لا تمنعه
و من حقه أيضاً أن لا تعطى شيئا من بيته إلا بإذنه
فإن فعلت ذلك كان الوزر عليها و الأجر له
و من حقه أن لا تصوم تطوعا إلا بإذن فان جاعت و عطشت ولم يتقبل منها
و إن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو تتوب )
الحديث أخرجه البيهقى مقتصرا على شطر الحديث
و رواه بتمامه من حديث أبن عمر رضى الله تعالى عنه و فيه ضعف
أخى المسلم
نكتفى بهذا القدر و نستكمل إن شاء الله تعالى فى الحلقة القادمة
فأنتظرونا و لا تنسونا من صالح الدعوات
حكمة و عظة اليوم
من حكايات البخلاء
أقبل إعرابى يطلب رجلاً و بين يديه تين
فغطى التين بكسائه
فجلس الإعرابى
فقال له الرجل : هل تحسن من القرأن شيئاً ؟
قال : نعم فقرأ
( و الزيتون و طور سينين )
فقال : و أين التين؟
قال : هو تحت كسائك
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود