عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-22-2012, 11:15 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ
المُبين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين،
ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

عباد الله:

قيل لأحد السَّلَف: إن فلانًا اغتابَك. قال:

"لقد رماني بسَهمٍ لم يُصِبني، حتى جئتَ أنت وحملتَه إليَّ".

فأنبياءُ الله - عليهم السلام - لم يزَالوا يُؤذَون ويُستهزَأُ بهم وبأتباعهم، ويحدثُ هذا في كلِّ عصرٍ ومصرٍ،

{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}

[الحجر: 11].
ولئن بدَا ذلك من أدنى البشرية قَدرًا وأسوأهم حظًّا في الدَّارَين فإن الواجبَ على من سمِعَ بشيءٍ
من ذلك ألا بنشُرَه ولا يحدِثَ به إلا لذِي سُلطةٍ قادرٍ يمنَعُ المُتجاوِزَ.

ولقد ضاعَ شِعرُ المُشركين في هِجاء سيد المُرسَلين مع كثرته وتغنِّي القٍيان به، وماتَت تلك القصائِدُ في حينها
حين لم يحفَل بها المُسلِمون ولم يتداوَلُوها بينَهم، ولم يعُد لأكثرها ذِكرٌ في دواوين الشِّعر وأخبار العرب.

دينُكم - يا عباد الله - ظاهرٌ، ونبيُّكم مكفيٌّ ومنصورٌ،

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}

[التوبة: 33]،

ولن يلحَقَ مقامَ الأنبياء شيءٌ لتطاوُل مُلحِدٍ سفيهٍ أو كافرٍ مخذولٍ، والله تعالى يقول:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}

[الحجر: 95].
فمقاماتُ الأنبياء محفوظةٌ، وأقدارُهم عزيزةٌ مصُونةٌ، وإنما المُتطاولُ هو المسكينُ الخاسِر،

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}

[الكوثر: 3].

ولعلَّ في هذا مرهمًا لنفوس المكلومين، وترطيبًا لقلوب المُؤمنين الغَيورين،
ترشيدًا لغيرتهم المشكورة، ونُصرتهم المأجورة.

أيها المُسلِمون:

في حادِثة الإفك المشهورة قال الله - عز وجل -:

{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}

[النور: 11]،

وفي حادِثة هذه الأيام هاجَت مشاعِرُ طالَما كانت بارِدةً في نفوس بعضِ المُسلِمين،
التفَتَت أنظارٌ غيرُ مُسلِمةٍ لهذا الدين ونبيِّه الكريم، وحرَّكَت ماءًا راكِدًا لدى المُسلمين وغيرهم.
ولو أحسنَ المُسلِمون استِغلالَ هذه الحادِثة لكان بها فتحٌ وعِزٌّ، وإن أساؤُوا التعامُل معها صارَت نكسةً وتنفيرًا.

إن الخيريَّةَ الموصوفة بها هذه الأمة خيريةٌ مطلقةٌ لا تتجزَّأ، فيجبُ على المُسلمين إظهارُ خيريَّتهم في رُدود
الأفعال؛ فليس من الخيريَّة قتلُ الأبرياء، وتدميرُ المُمتلكات، ولا الغوغائية في التعاطِي مع الأحداث.

ولو أظهرَ المُسلِمون زيادةً في التمسُّك بهَديِ نبيِّهم واقتِفاءِ أثره، ونشرِ سِيرتِه والتعريفِ به؛ مُستَفيدين من
المواقع العالمية للتواصُل - كما فعلَ كثيرٌ من المُسلمين مشكورين - لكان هذا أبلغَ ردٍّ على المُتطاولين، ولبادَرَ
خُصومُهم لمنعِ تكرارِ الإساءَة لما يُشاهِدونَه من نشاطٍ دعويٍّ مُضادٍّ؛ فإن هذا الردَّ هو الأنكَى لمن أساء،
وهو مُعاملةٌ بنقيضِ القصد.

أما الانجِرارُ وراء كل من يُريدُ بهذه الأمةِ شرًّا إما بإشغالِها عن حالِها الذي ابتُلِيَت به في هذا الزمان،
أو لاستِفزاز الجالِيات المُسلِمة في بلاد الغربِ إلى أفعالٍ غير مسؤولةٍ ليُبرِّؤوا بها طردَهم، كما تُنادِي الأحزابُ
اليمينيةُ في تلك البلاد، أو لتكون تلك الأفعالُ مُبرِّرًا لمنع ومُحاصَرة كل نشاطٍ دعويٍّ في بلاد الغرب، بعدما أحسُّوا
بأن الإسلام حاضِرٌ في كل زوايا بلادِهم، وأن المُستقبَل له.

إن على المُسلمين أن يُدرِكوا أنهم ليسوا في حاجةٍ إلى حوادِث جديدةٍ ينحسِرُ بها مدُّ الإسلام وتضيعُ مكاسِبُه.
إن على المُسلمين أن يكونوا على مُستوى من الوعي والنُّضج، وألا تتكرَّر الأخطاءُ، وإن الحياةَ للإسلام
أوقعُ على خُصومه أحيانًا من الموت له.

إن نُصرةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تعنِي الخروجَ عن سُنَّته، ولا عملاً يُخالِفُ هديَه،
إن حادثةَ الإساءة يجبُ ان تزيدَ الأمةَ تمسُّكًا بدينها، وحمِيَةً لنبيِّها، وعودةً لاتباع سُنَّته في الرضا والغضب، والضعف والقوة،

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}

[الروم: 60].

اللهم صلِّ على الرحمة المُهداة، والنعمةِ المُسداة، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ،
وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابتهِ الغُرِّ الميامين، اللهم ارضَ عن الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدِين:
أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك أجمعين، ومن سارَ على نهجِهم
واتبع سنَّتهم يا رب العالمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين،
واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ أو فُرقة فرُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّق خادمَ الحرمين
الشريفين لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، اللهم وحِّد به كلمةَ المسلمين،
وارفع به لواءَ الدين، وجازِه بالخير على نُصرة قضايا المُسلمين، وسعيِه لتوحيد صفِّهم وجمع كلمتِهم،
وموقفه الحازِم لمنع كل الروابط والمواقع المُوصِلة إلى نبيِّنا الكريم، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وسدِّدهم وأعِنْهم،
واجعَلهم مُبارَكِين مُوفَّقِين لكل خيرٍ وصلاحٍ.

اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكانٍ، اللهم أصلِح أحوالَهم في سوريا،
اللهم اجمَعهم على الحقِّ والهدى، اللهم احقِن دماءهم، وآمِن روعاتهم، وسُدَّ خَلَّتهم، وأطعِم جائعَهم،
واحفَظ أعراضَهم، واربِط على قلوبهم، وثبِّت أقدامَهم، وانصُرهم على من بغَى عليهم، اللهم فُكَّ حِصارَهم
، اللهم وفرِّج عنهم كربَهم، اللهم وفرِّج عنهم كربَهم.

اللهم انتصِر لليتامَى والثَّكَالَى والمظلومين، اللهم رُحماك بهم يا أرحم الراحمين، ويا ناصِر المظلومين.

اللهم عليك بالطُّغاة الظالمين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونَكَ، اللهم أنزِل بهم بأسَك ورِجزَك إلهَ الحق.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنةَ نبيك وعبادَك المؤمنين، اللهم انصر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان،
واجمَعهم على الحقِّ يا رب العالمين، اللهم انصُرهم في فلسطين على الصهاينة المُحتلِّين، اللهم انتصِر للمظلومين
في بُورما، اللهم احقِن دماءَهم، وأصلِح أحوالَهم، وكُن لهم يا رب العالمين، ويا أرحمَ الراحمين.

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

[البقرة: 201].

اللهم اغفر ذنوبنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالنا،
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالدِيهم وذُريَّاتهم وأزواجنا وذُرِّياتنا، إنك سميعُ الدعاء.
ربَّنا تقبَّل منا إنك أنت السميعُ العليم، وتُب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم.
سبحان ربِّك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس