عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-08-2013, 12:57 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

إن الله يأمرُ بالصلاح، وينهَى عن الفساد، والرأيُ يُصيبُ تارةً ويُخطِئُ تارةً.
ومن المُحكَمات: حُرمةُ الدماء،
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
( من استطاعَ منكم ألا يُحالَ بينه وبين الجنة بملءِ كفِّه من دمٍ أهراقَه فليفعل)
رواه البخاري.
عباد الله:
وفي زمن الفتن تتكاثرَ على المسلم الأخبارُ والشائعات، ويختلطُ الصدقُ بالكذب،
خاصَّةً مع قوة تأثير وسائل الإعلام من القنوات والمطبوعات، والمواقع والشبكات،
وسهولة التواصُل وسُرعة نقل الخبر، وانتشار الكذب،
وجُرأة الناس عليه بلا حياءٍ ولا ورع.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
( كفَى بالمرء كذِبًا أن يُحدِّث بكل ما سمِع)
رواه مسلم.
قال عمر - رضي الله عنه -:
[ إياكم والفتن؛ فإن وقعَ اللسان فيها مثلُ وقع السيف]
ورُوي مرفوعًا بلفظ:
[ تكونُ فتنةٌ وقعُ اللسان فيها أشدُّ من السيف]
أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
إن المنهجَ الحقَّ هو التثبُّت والتأنِّي، والرفقُ والحِلم عند الفتن وتغيُّر الأحوال،
ومُشاورة أهل العلم والعقل والتجربة، وعدمُ الانفراد بالرأي، والمُعافَى من كُفِي.
فلا يلزمُ أن يكون لك رأيٌ في كل نازلة، أو قولٌ في كل واقِعة، قال الله - عز وجل -:
{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }
[ النساء: 83 ]
كما يجبُ التزامُ العدل والإنصاف، قال الله - عز وجل-:
{ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}
[الأنعام: 152 ]
وقال -سبحانه -:
{ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
[ المائدة: 8 ].
وعلى النقيضِ ترى في زمن الفتن من لا يتورَّعُ في الولوغ في أعراض المؤمنين،
وسَنِّ لسانه وقلَمه للنَّيل من الصالحين، والتلبيس على عامَّة المُسلمين،
وقَلب الحقائق، والتأليب بما يُوقِع الفتنةَ والفُرقة، وأعظمُها الفتنةُ في الدين،
والله تعالى يقول:
{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }
[البروج: 10].
فليحذَر المسلمُ أن يكون ممن ذمَّهم الله بقوله:
{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}
[ النجم: 23 ]
أو قوله:
{ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(29)
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى }
[ النجم: 28- 30 ].
وعند خفاء الأمور والتِباسها فعلى المؤمن أن يجتنِبَ ما اشتبَهَ عليه،
أما إذا استبانَت له وجَبَ عليه أن يكون مع الحق؛
بل يجبُ بذلُ الجُهد في معرفة الحق واستِبانة الصواب،
فلا يجوزُ خُذلانُ المظلوم صاحب الحقِّ المبغِيِّ عليه بدعوَى اتِّقاء الفتن،
قال الله تعالى:
{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ
فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
[الحجرات:9].
بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعَنا بما فيهما من الآيات والحكمة،
أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله وليِّ المؤمنين، ولا عُدوان إلا على الظالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له الملكُ الحقُّ المُبين،
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه،
وعلى آله وصحبِه أجمعين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ففي خِضَمِّ الخلافات السياسية الدائرَة في بلاد المسلمين،
وفي ضَباب شبكات التواصُل الاجتماعيِّ التي لا يُعرف من يكتبُ فيها لا مقصوده
ولا حقيقتُه قد يغيبُ سُلطانُ العدل،
وينجرِفُ الناسُ إلى التهارُج بلا ضابطٍ من شرعٍ أو قِيَم، فلا بُدَّ من التثبُّت،
لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
[الحجرات: 6 ].
وقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من التعرُّض للفتن، فقال:
( ستكونُ فتنٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ خيرٌ من الماشِي،
والماشي فيها خيرٌ من الساعِي، من تشرَّف لها تستشرِفه،
فمن وجدَ ملجأً أو معاذًا فليعُذ به)
رواه البخاري ومسلم.
قال بعضُ السلف:
[ إذا وقعت الفتنُ عُرِج بالعقول ونُكِّسَت القلوب]
والفتنةُ إذا أقبلَت اشتبَهَت، وإذا أدبَرَت تبيَّنَت.

رد مع اقتباس