عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-17-2019, 01:53 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,856
افتراضي شرح الدعاء من الكتاب و السنة (56)

من: الأخت/ الملكة نور

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرح الدعاء من الكتاب و السنة (56)
شرح دعاء

اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ، و من شر بصري ، و من شر لساني ،

و من شر قلبي ، و من شر منيي



اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي،

وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي .



الشرح :



قوله : (( اللَّهم إني أعوذ بك من شرِّ سمعي )) : يا اللَّه ، إ

ني أعوذ بك من كل ما حرَّمت السماع منه ولا ترضاه:

كالشرك، والكفر، والغيبة، [والنميمة، والكذب]،

و الزور، والبهتان، والمعازف، أو بأن لا أسمع إلاَّ الحق من ذكر ونصح وموعظة .



قوله : (( و من شرّ بصري )) : كي لا أرى شيئاً لا ترضاه من المحرمات

من النساء، والمُرد من الصبيان، ومنه النظر على وجه الاحتقار لأحد من الخلق، أو

أهمل النظر والاعتبار في المخلوقات العجيبة في الأرض والسماء.



قوله : (( و من شرِّ لساني )) : أعذني من كلّ محرّم أنطقه بلساني ، كالكذب ،

و الغيبة ، و النميمة ، و السبّ ، و القذف ، و غيره من المحرّمات ؛ فإن اللسان أكثر

الخطايا والمهالك فيه .



و الإستعاذة من شرِّ اللسان يتضمّن نقيضه بأن لا ينطق إلا الحق كالذكر ،

و الثناء عليك ، و الشكر على نعمتك و آلائك ، والأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر ،

ولا أتكلّم فيما لا يَعنيني، والسكوت عما يُغنيني،

وحفظ اللسان من اللغو، واللَّهو، والباطل .



قوله : (( و من شرِّ قلبي )) : أعذني من كل شرٍّ من السيئات في قلبي،

كالنفاق، والحسد، والحقد، والرياء، والكبر، وسوء الظن، ومن الاعتقادات الفاسدة ،

و من حُبّ الدنيا من الشهوات والشبهات.



قوله : (( و من شر منييِّ )) : أي من شرِّ فرجي ، بأن أوقعة في غير محلّه

من الزنى ، و اللواط ، و الاستمناء ، وغير ذلك من المحرّمات ، أو يوقعني في مقدمات

الزنى من النظر ، و اللمس ، و المشي ، و العزم ، و أمثال ذلك ؛ فإن شهوة الفرج

من أعظم ما ابتُلي به الإنسان ، فقد تؤدي إلى المسالك الرديئة ، و إلى المهالك البعيدة ،

و خاصّة في هذا الزمان ، مع كثرة دعاة الفتن و الفساد ، [وكثرة دواعيه] ،

و انتشارها ، و كثرة وسائلها ، و سهولة حصولها في كل مكان [ إلاّ من رحمه الله تعالى ] .



و لا يخفى بتخصيص الاستعاذة من هذه الجوارح لما فيها من مناط الشهوة ،

و مثار الّلذة ؛ و لأنها أصل كل شرٍّ و قاعدته و منبعه ؛ فإن اللَّه الحكيم جلّ قدره خلق هذه

الآلات والحواس للانتفاع بها في منابع الخير، كالطاعات ، و سبل الخيرات ،

و التأمّل في الآفاق من عجائب [قدرة عز وجل] ، و استعمالها في الوقاية من الشرور

و المعاصي ، المؤدّية إلى الهلكات في الدنيا و الآخرة .


رد مع اقتباس