الموضوع: صحة الرواية ( 3 )
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-04-2013, 05:22 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي صحة الرواية ( 3 )


الأخ / مصطفى آل حمد





صحة الرواية ( 3 )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عن علي بن أبي طالب وحذيفة وابن عباس :


( أنهم كانوا جلوسا ذات يوم فجاء رجل فقال : إني سمعت العجب ،

فقال له حذيفة : وما ذاك ؟

قال : سمعت رجالا يتحدثون في الشمس والقمر

فقال وما كانوا يتحدثون

فقال : زعموا أن الشمس والقمر يجاء بهما يوم القيامة

كأنهما ثوران عفيران فيقذفان في جهنم

فقال : علي وابن عباس وحذيفة كذبوا ،

الله أجل وأكرم من أن يعذب على طاعته


ألم تر إلى قوله تعالى :


{ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ }

[ ابراهيم : 33 ]


يعني : دائبين في طاعة الله فكيف يعذب الله عبدين يثني عليهما ؟

أنهما دائبان في طاعته . فقالوا لحذيفة : حدثنا رحمك الله

فقال حذيفة : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذ سئل عن ذلك . فقال : إن الله لما أبرم خلقه أحكاما ,

فلم يبق من غيره غير آدم خلق شمسين من نور عرشه ,

فأما ما كان في سابق علمه أنه يدعها شمسا ,

فإنه خلقها مثل الدنيا على قدرها , وأما ما كان في سابق علمه

أن يطمسها ويحولها قمرا , فإنه خلقها دون الشمس في الضوء ,

ولكن إنما يرى الناس صغرهما لشدة ارتفاع السماء

وبعدها عن الأرض , ولو تركهما الله كما خلقهما في بدء الأمر ,

لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ,

ولكان الأجير ليس له وقت يستريح فيه ولا وقت يأخذ فيه أجره ,

ولكان الصائم لا يدري إلى متى يصوم ومتى يفطر ,

ولكانت المرأة لا تدري كيف تعتد ؟،

ولكان الديان لا يدرون متى تحل ديونهم ,

ولكان الناس لا يدرون أحوال معايشهم ,

ولا يدرون متى يسكنون لراحة أجسامهم , ولكانت الأمة المضطهدة

والمملوك المقهور والبهيمة المسخرة ليس لهم وقت راحة ,

فكان الله أنظر لعباده وأرحم بهم ,

فأرسل جبريل فأمر بجناحه على وجه القمر ثلاث مرات ,

وهو يومئذ شمس فمحا عنه الضوء وبقي فيه النور ,


فذلك قوله :


{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ

فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً }

[ الاسراء : 12 ]


فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخيوط إنما هو أثر ذلك المحو ،

قال : وخلق الله الشمس على عجلة من ضوء نور العرش لها ,

ثلثمائة وستون عروة , وخلق الله القمر مثل ذلك , ووكل بالشمس

وعجلتها ثلثمائة وستين ملكا من ملائكة أهل السماء الدنيا ,

قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العرى والقمر مثل ذلك ,

وخلق لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض ,

وكنفي السماء ثمانين ومائة عين في المشرق ,

وثمانين ومائة عين في المغرب , فكل يوم لهما مطلع جديد ,

ومغرب جديد , ما بين أولها مطلعا وأولها مغربا ,

فأطول ما يكون النهار في الصيف إلى آخرها , وآخرها مغربا ,

وأقصر ما يكون النهار في الشتاء .


وذلك قول الله تعالى


{ رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ }

[ الرحمن : 17 ]


يعني آخر : ههنا

وههنا لم يذكر ما بين ذلك من عدة العيون ثم جمعهما بعد .


فقال :


{ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ }

[ المعارج : 40 ]


فذكر عدة تلك العيون كلها ،

قال : وخلق الله بحرا بينه وبين السماء مقدار ثلاث ,

فراسخ وهو قائم بأمر الله في الهواء لا يقطر منه قطرة ,

والبحار كلها ساكنة وذنب البحر جار في سرعة السهم ,

ثم انطباقه ما بين المشرق والمغرب فتجري الشمس والقمر والنجوم

الخنس في حنك البحر , فوالذي نفس محمد بيده

لو أن الشمس دنت من ذلك البحر ,

لأحرقت كل شيء على وجه الأرض حتى الصخور والحجارة ,

ولو بدا القمر من ذلك البحر حتى تعاينه الناس كهيئته ,

لافتتن به أهل الأرض إلا من شاء الله أن يعصمه من أوليائه ،

فقال حذيفة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ,

إنك ما ذكرت مجرى الخنس في القرآن إلا ما كان من ذكرك اليوم ,

فما الخنس يا رسول الله , فقال : يا حذيفة

هي خمسة كواكب البرجيس وعطارد وبهرام والزهرة وزحل ،

فهذه الكواكب الخمسة الطالعات الغاربات الجاريات ,

مثل : الشمس والقمر ، وأما سائر الكواكب ,

فإنها معلقة بين السماء تعليق القناديل من المساجد ,

ونجوم السماء لهن دوران بالتسبيح والتقديس ,

فإن أحببتم أن تستبينوا ذلك فانظروا إلى دوران الفلك مرة هنا ,

ومرة ههنا , فإن الكواكب تدور معه وكلها تزول سوى هذه الخمسة ،

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أعجب خلق الرحمن ,

وما بقي من قدرته فيما لم نر أعجب من ذلك وأعجب ,

وذلك قول جبريل لسارة أتعجبين من أمر الله ،

وذلك أن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ,

على كل مدينة منها عشرة آلاف باب بين كل بابين فرسخ ,

ينوب كل يوم على كل باب من أبواب تلك المدينتين ,

عشرة آلف في الحراسة عليهم السلاح ومعهم الكراع ,

ثم لا تنوبهم تلك الحراسة إلى يوم ينفخ في الصور ,

اسم إحداهما جابرسا والأخري جابلقا ومن ورائهما ثلاث أمم ,

تنسك وتارس وتأويل ومن ورائهم يأجوج ومأجوج ,

وأن جبريل عليه السلام انطلق بي ليلة أسرى بي

من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ،

فدعوت يأجوج ومأجوج إلى دين الله عز وجل وعبادته ،

فأنكروا ما جئتهم به فهم في النار , ثم انطلق بي إلى أهل المدينتين ,

فدعوتهم إلى دين الله تعالى وعبادته فأجابوا وأنابوا ,

فهم إخواننا في الدين من أحسن منهم فهو مع المحسنين منكم ,

ومن أساء منهم فهو مع المسيئين منكم ،

فأهل المدينة التي بالمشرق من بقايا عاد ,

من نسل ثمود من نسل مؤمنيهم الذين كانوا آمنوا بصالح ,

ثم انطلق بي إلى الأمم الثلاث فدعوتهم إلى دين الله ,

فأنكروا ما دعوتهم إليه فهم في النار مع يأجوج ومأجوج ,

فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ,

ومعها ثلثمائة وستون ملكا يجرونها في ذلك البحر الغمر راكبة ,

فإذا أراد الله تعالى أن يري العباد آية من الآيات

يستعتبهم رجوعا عن معصيته ,

وإقبالا إلى طاعته خرت الشمس عن عجلتها فتقع في غمر ذلك البحر

فإن أراد الله تعالى أن يعظم الآية ,

ويشتد تخويف العباد خرت الشمس كلها عن العجلة

حتى لا يبقى على العجلة منها شيء ,

فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم ,

وإذا أراد الله أن يعجل آية دون آية خر منها النصف أو الثلث أو أقل

من ذلك أو أكثر في الماء ويبقى سائر ذلك على العجلة ،

فإذا كان ذلك صارت الملائكة الموكلون بالعجلة فرقتين ,

فرقة يقلبون الشمس ويجرونها نحو العجلة ,

وفرقة يقلبون الشمس على العجلة يجرونها نحو البحر,

وهم في ذلك يقودونها على مقدار ساعات النهار ليلا

كان ذلك أو نهارا , حتى يبد في طلوعها شيء , فإذا حملوا الشمس

فوضعوها على العجلة حمدوا الله على ما قواهم من ذلك ،

وقد جعل لهم تلك القوة وأفهمهم علم ذلك ,

فهم لا يقصرون عن ذلك شيئا ثم يجرونها بإذن الله تعالى ,

حتى يبلغوا بها إلى المغرب ثم يدخلونها باب العين التي تغرب فيها ,

فتسقط من أفق السماء خلف البحر ,

ثم ترتفع في سرعة طيران الملائكة إلى السماء السابعة العليا ,

فتسجد تحت العرش مقدار الليل , ثم تؤمر بالطلوع من المشرق

فطع من العين التي وقت الله لها ,

فلا تزال الشمس والقمر كذلك من طلوعهما إلى غروبهما ,

وقد وكل الله تعالى بالليل ملكا من الملائكة وخلق الله حجبا من ظلمة

من المشرق عدد الليالي في الدنيا على البحر السابع ,

فإذا غربت الشمس أقبل ذلك الملك فقبض قبضة من ظلمة ,

ذلك الحجاب , ثم استقبل المغرب فلا يزال يراعي الشفق ,

ويرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلا قليلا حتى إذا غاب الشفق

أرسل الظلمة كلها ثم نشر جناحيه فيبلغان قطري الأرض

وكنفي السماء , ثم يسوق ظلمة الليل بجناحيه إلى المغرب قليلا قليلا

حتى إذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق ,

ثم ضم الظلمة بعضها إلى بعض ,

ثم قبض عليها بكف واحدة نحو قبضته ,

إذا تناولها من الحجاب بالمشرق

ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع ،

فإذا نقل تلك الظلمة من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور ,

وانصرفت الدنيا فلا تزال الشمس والقمر كذلك ,

حتى يأتي الوقت الذي ضرب لتوبة العباد ,

فتنتشر المعاصي في الأرض وتكثر الفواحش ,

ويظهر المعروف فلا يأمر به أحد ويظهر المنكر فلا ينهي عنه أحد ,

وتكثر أولاد الخبثة ويلي أمورهم السفهاء ,

ويكثر أتباعهم من السفهاء وتظهر فيهم الأباطيل ,

ويتعاونون على ريبهم ويتزينون بألسنتهم ,

ويعيبون العلماء من أولي الألباب ويتخذونهم سخريا

حتى يصير الباطل منهم بمنزلة الحق ويصير الحق بمنزلة الباطل ,

ويكثر فيهم ضرب المعازف واتخاذ القينات ويصير دينهم بألسنتهم ,

ويصغوا قلوبهم إلى الدنيا يحادون الله ورسوله ,

ويصير المؤمن بينهم بالتقية والكتمان ويستحلون الربا بالبيع

والخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والقيل بالموعظة, فإذا فعلوا ذلك ,

قلت : الصدقة حتى يطوف السائل ما بين الجمعة إلى الجمعة ,

فلا يعطى دينارا ولا درهما ويبخل الناس بما عندهم حتى يظن الغني

أنه لا يكفيه ما عنده ويقطع كل ذي رحم رحمه ، فإذا فعلوا ذلك ,

واجتمعت هذه الخصال فيهم حبست الشمس تحت العرش مقدار ليلة ,

كما سجدت واستأذنت من أين تؤمر أن تطلع ؟

فلا تجاب حتى يوافيها القمر فتكون الشمس مقدار ثلاث ليال ,

والقمر مقدار ليلتين , ولا يعلم طول تلك الليلة إلا المتهجدون ,

وهم حنيفية عصابة قليلة في ذلة من الناس , وهوان من أنفسهم ,

وضيق من معايشهم , فيقوم أحدهم بقية تلك الليلة

رد مع اقتباس