بِفَتْحِ الْعَيْنِوَحُمَيْدٌبِالتَّصْغِيرِ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْحَذَّاءِ التَّيْمِيُّ أَوِ اللَّيْثِيُّ أَوِ الضَّبِّيُّ .
صَدُوقٌ نَحْوِيٌّ رُبَّمَا أَخْطَأَ . قَالَ الْحَافِظُ وَ قَالَالْخَزْرَجِيُّ:
قَالَابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ صَاحِبُ نَحْوٍ وَ عَرَبِيَّةٍ ، مَاتَ سَنَةَ 190 تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ .
قَوْلُهُ : (عَنْثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ)
بِالتَّصْغِيرِ الْأَنْصَارِيِّ الْكُوفِيِّ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِثَابِتٍ ، ثِقَةٌ وَ ثَّقَهُأَحْمَدُوَ ابْنُ مَعِينٍ .
قَوْلُهُ : ( نَاوِلِينِي )
أَيْ أَعْطِينِي ( الْخُمْرَةَ ) بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَ إِسْكَانِ الْمِيمِ .
قَالَالْخَطَّابِيُّهِيَ السَّجَّادَةُ الَّتِي يَسْجُدُ عَلَيْهَا الْمُصَلِّي ،
وَ يُقَالُ سُمِّيَتْ بِهَذَا لِأَنَّهَا تُخَمِّرُ وَجْهَ الْمُصَلِّي عَنِ الْأَرْضِ ،
أَيْ تَسْتُرُهُ وَ صَرَّحَ جَمَاعَةٌ بِأَنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَّا قَدْرَ مَا يَضَعُ الرَّجُلُ حُرَّ وَجْهِهِ فِي سُجُودِهِ ،
وَ قَدْ جَاءَ فِي سُنَنِأَبِي دَاوُدَعَنِابْنِ عَبَّاسٍقَالَ :
جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا
فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ،
فهَذَا تَصْرِيحٌ بِإِطْلَاقِ الْخُمْرَةِعَلَى مَا زَادَ عَلَى قَدْرِ الْوَجْهِ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : (إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)
يَعْنِي أَنَّ يَدَكِ لَيْسَتْ بِنَجِسَةٍ لِأَنَّهَا لَا حَيْضَ فِيهَا .
قَالَالنَّوَوِيُّ : بِفَتْحِ الْحَاءِ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ وَ هُوَالصَّحِيحُ ،
وَ قَالَالْخَطَّابِيُّ : الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَهَا بِفَتْحِ الْحَاءِ وَ هُوَ خَطَأٌوَ صَوَابُهَا بِالْكَسْرِ ،
أَيِ الْحَالَةُ وَ الْهَيْئَةُ ،وَ أَنْكَرَالْقَاضِي عِيَاضٌهَذَا عَلَىالْخَطَّابِيِّ
وَ قَالَ : الصَّوَابُ هَاهُنَا مَا قَالَهُ الْمُحَدِّثُونَ مِنَ الْفَتْحِ ؛لِأَنَّ الْمُرَادَ الدَّمُ
وَ هُوَ الْحَيْضُ بِالْفَتْحِ بِلَا شَكٍّ ، لِقَوْلِهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ " لَيْسَتْ بِيَدِكِ "
مَعْنَاهُ أَنَّ النَّجَاسَةَ الَّتِي يُصَانُ الْمَسْجِدُ عَنْهَاوَ هِيَ دَمُ الْحَيْضِ لَيْسَتْ بِيَدِكِ ،
وَ هَذَا بِخِلَافِحَدِيثِأُمِّ سَلَمَةَ " فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي
" فَإِنَّ الصَّوَابَ فِيهِ الْكَسْرُ هَذَا كَلَامُ الْقَاضِي وَ هَذَاالَّذِي اخْتَارَهُ مِنَ الْفَتْحِ هُوَ الظَّاهِرُ هَاهُنَا.
وَ لِمَا قَالَهُالْخَطَّابِيُّوَجْهٌ . قَالَ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ :
فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لِلْحَائِضِ أَنْ تَتَنَاوَلَشَيْئًا مِنَ الْمَسْجِدِ
وَ أَنَّ مَنْ حَلَفَ أَنْ لَا يَدْخُلَ دَارًا أَوْمَسْجِدًا فَإِنَّهُ لَا يَحْنَثُ بِإِدْخَالِ بَعْضِ جَسَدِهِ فِيهِ ،انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِابْنِ عُمَرَوَ أَبِي هُرَيْرَةَ)
أَمَّا حَدِيثُابْنِ عُمَرَفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُعَنْهُأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لِعَائِشَةَ نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ : إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ ،
فَقَالَ أَوَحَيْضَتُكِ فِي يَدِكِقَالَالْهَيْثَمِيُّفِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَفَأَخْرَجَهُالنَّسَائِيُّبِلَفْظِ :
قَالَأَبُو هُرَيْرَةَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ :
يَاعَائِشَةُنَاوِلِينِي الثَّوْبَ ، فَقَالَتْ : إِنِّي لَا أُصَلِّي ، قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِكِ ، فَنَاوَلَتْهُ.
وَ فِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْأَنَسٍوَ أَبِي بَكْرَةَذَكَرَ حَدِيثَهُمَاالْهَيْثَمِيُّفِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ .
قَوْلُهُ : ( وَهُوَ قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا نَعْلَمُ بَيْنَهُمُ اخْتِلَافًا فِي ذَلِكَ
بِأَنْ لَا بَأْسَ أَنْ تَتَنَاوَلَ الْحَائِضُ شَيْئًا مِنَ الْمَسْجِدِ )
أَيْ بِمَدِّ يَدِهَا مِنْ غَيْرِ دُخُولٍ فِيهِ .