ومن عظمة الذكر أن جميع التكاليف يوم القيامة تسقط عن أهل الجنة
سوى الذكر يلهمون التسبيح كما نلهم النفس
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
( العالم من يسير الى الله بين مشاهدة المنة في كل ما يقوله ويفعله
وبين مشاهدة عيوب النفس والعمل كما ورد في سيد الاستغفار
( أبوء لك بنعمتك علي و أبوء لك بذنبي )
ومن دعا الله بهذا الدعاء ولم يعرف هذا المعنى لم ينتفع به سيد الاستغفار
و لذلك سأل ربه أن يوزعه شكر نعمه عليه والناس )
أمام النعم على أربعة أقسام :
1- لم يعرف نعمة الله إلا بعد فقدها .
2- عرف نعمة الله عليه ونسبها إليه
}إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي {
3- عرف نعمة الله عليه وشغلته عن شكرها
فشغله ماله وأهله عن ذكر الله وعن الصلاة
}لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ{
4- عرف نعمة الله وشكرها واستعملها في طاعة الله
فعلى سبيل المثال الله أعطاه نعمة البصر فقال ماذا أمرني فيه
} قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ{
} وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ{
خامسا أسالك حسن العبادة :
حسن العبادة مرتبة زائدة على مجرد أدائها فالعبادة الكاملة تؤتي ثمارها
وتبلغ بالعبد منازل عظيمة من القبول والحصول على الأجر والمغفرة
وقد تكون مقربة من الله واسجد واقترب والكثير من الناس حريصون
على أداء عباداتهم وما افترضه الله عليهم ولكن القليل منهم
من هو حريص على أدائها بإحسان .
و السؤال ما صفة حسن العبادة بثلاثة شروط :
}وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ{
فيشترط في كل عبادة أولا أن يكون العبد سالما من الشرك لان الشرك
لا ينفع معه عمل يقول الله بلى من اسلم وجهه لله
فأي عبد صرف حق الله لغير الله فقد أشرك وحبط عمله .
ثانيا: أن تكون العبادة سالمة من الشرك وهو إخلاص العمل لله وحده
ثالثاأن يكون متابعا للرسول صلى الله عليه وسام في أدائها فتكون كاملة
السنن والواجبات والشروط والأركان وسالمة من كل خلل ونقص
فمن الناس من يؤديها فينقص من سننها وقد يتخللها بعض المكروهات
ككثرة الحركة أو يدخلها شيء من المحرمات فتنقص هذه العبادة فيكون
الخلل بمقدار ما نقص من حسنها .
و لذلك للصلاة جانبين الأول يؤديها فتسقط عنه العقوبة و لا يحصل على
أجرها ولا تكون مكفرة وقد يكون معاقبا فمن المصلين من تلف ويرمى
بها في وجهه وتقول ضيعك الله كما ضيعتني ومنهم من يكتب له العشر
إلى أن قال ومنهم من ينصرف وما كتب له منها شيء .
و الجانب الآخر منهم من يؤديها فمنهم من تكون مكفرة ومنهم من يحصل
على الأجر ومنهم من تكون مقربة له .
فلاشك أن من صلحت صلاته فقد افلح وانجح وصلح سائر عمله وحفظه
وإذا فسدت صلاته فقد خاب وخسر وهذا من أعظم البلاء ومن فساد
الصلاة أن يضيع حقوقها وواجباتها فلا يبالي بوضوئها ولا بستر عورته
ومن فساد الصلاة حينما لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها فتجده
يصلي وكأنه لا يصلي ومن فساد الصلاة انه إذا سمع النداء للصلاة
لم يبالي بالصلاة ولم يبالي بهذا النداء ولا يحس انه يقرع أذنيه وربما
تشاغل عنها بحيث تافه فلم يشعر إلا وقد خرج الناس من صلاتهم وكلها
أمارات على فساد صلاة العبد وإذا تكرر منه التهاون بالصلاة واحتقارها
ولم يعظم شانها جره ذلك إلى خسارة الدنيا والآخرة
وخلاصة الأمر في حسن العبادة أن تكون مطابقة للشرع ولما سنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وان تكون خاصة لله ويراعي حقها
وحقوقها فجميع أركان الإسلام و شرائع العظام تربي في الإنسان الابتعاد
عن المحرمات إذا أداها على الوجه الصحيح .
للكاتب عبد الرحمن اليحيا التركي