عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-08-2013, 12:51 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي خُطبتي الجمعة من المسجد النبوي بعنوان : الإستعداد للموت

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير - حفظه الله -خطبتي الجمعة بعنوان :
الإستعداد للموت
والتي تحدَّث فيها عن الموت وأنه قدرٌ محتوم، وأجلٌ مقسوم، ووجوب التزوُّد بالتقوى،
والتوبة إلى الله من الذنوب صغائرها وكبائرها،
والحذر من التأخر عن ذلك لئلا تفجأُ العبدَ منيَّتُه
ولما يغتنِم الفرصةَ في الدنيا بالأعمال الصالحة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله
الحمد لله الكريم المُفضِلِ المُسبِغ المُولِي العطاءَ المُجزِلِ
تـعـالـى الـواحـدُ الـصـمـدُ الـجـلـيـلُ وحــاشــا أن يــكــون لـــه عــديـــلُ
هـو الـمـلـكُ الـعـزيــزُ وكــل شــيءٍ سِـــواهُ فــهــو مُـنــتــقــصٌ ذلــيـــلُ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رافعُ السما، واسعُ العطا، دائمُ البقا،
وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه،
صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه صلاةً تبقَى وسلامًا يَتْرَى.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله؛ فالتقوى فوزٌ وعزٌّ ونجاة، والمعصيةُ شرٌّ وشُؤمٌ ومهواة،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
[ آل عمران: 102 ]
أيها المسلمون :
الآجالُ قاضية، والآمال فانية.
ولا بُـدَّ مــن مــوتٍ ولا بُــدَّ مــن بِـلَــى
ولا بُـدَّ مـن بـعـثٍ ولا بُـدَّ مــن حـشــرِ
وإنــا لـنـبـلَــى سـاعــةً بـعــد ســاعــةٍ
عــلــى قـــدَرٍ لله مـخــتــلِــفٍ يــجـــرِي
ونــأمــلُ أن نـبــقَــى طــويــلاً كــأنــنــا
عـلـى ثـقـةٍ بـالأمـن مـن غِـيَـرِ الـدهـر
ولكلٍّ أجلٌ محتوم، وأمدٌ مقسوم لا محيدَ عنه، ولا مفرَّ منه،
{ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}
[ الأعراف: 34 ].
العيشُ منقطعٌ، والعُمر مُنتقصٌ والعبدُ مُختلَسٌ، والموتُ في الأثر
نموتُ جميعًا كلُّنا غيرَ ما شكِّ ولا أحدٌ يبقَى سِوى مالِكِ المُلكِ
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[ القصص: 88 ]
{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
[الرحمن: 26، 27 ]
كـــان الــنــبــيُّ ولــــم يــخــلُــد لأمَّــتـــه لـــو خــلَّــد اللهُ خـلــقًــا قــبــلَــه خــلَـــدَا
لـلـمـوت فـيـنـا سِـهــامٌ غـيــرُ خـاطِـئــةٍ مـن فـاتَـه الـيـوم سـهـمٌ لـم يـفُـتْـه غـدًا
{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ(34)
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
[الأنبياء: 34، 35 ].
الـيـوم تـفـعـلُ مـا تـشـاءُ وتـشـتـهِـي وغــــدًا تــمـــوتُ وتُــرفـــعُ الأقــــلامُ
( ولن تزولا قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن خمسٍ:
عن عُمره فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه ،
. وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيم أنفقَه، وماذا عمِلَ فيما علِم )
فتذكَّروا الموتَ تذكُّرًا يحمِلُكم على أداء الفرائض وفعل الطاعات،
وترك المعاصِي والمناهِي والمُحرَّمات والمُنكرات، وأقلِعوا عن الذنوب والأوزار،
وحاذِروا السقوطَ في ورطة الإصرار.
ويـفـسُـقُ الـمُـذنــبُ بـالـكـبـيــرة كــــذا إذا أصــــرَّ بـالــصــغــيــرة
لا يـخـرُجُ الـمـرءُ مــن الإيـمــانِ بـمُـوبِـقـات الـذنـبِ والـعِـصـيـانِ
وواجــــبٌ عــلــيــه أن يــتــوبَـــا مـن كــل مــا جــرَّ عـلـيــه ثُـوبَــا
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
[النور: 31 ]
( إن الله يبسُطُ يدَه بالليل ليتوبَ مُسيءُ النهار،
ويبسُطُ يدَه بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل، حتى تطلُع الشمسُ من مغربها )
والتائبُ من الذنب كمن لا ذنبَ له.

رد مع اقتباس