عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-03-2014, 12:19 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

المثال 3:
رقم سورة النمل هو 27 وعدد آياتها هو 93، وهذه السورة تبدأ
بالحرفين (طس) وقد تكرر حرف الطاء في هذه السورة 27 مرة نفس
رقم السورة، وتكرر حرف السين 93 مرة نفس عدد الآيات، وجمل كلمة
(نمل) هو 120 ومجموع عدد آيات سورة النمل مع رقم هذه السورة
هو 120 وكذلك مجموع حروف (طس) في السورة هو
120 نفس جمل كلمة (نمل).
التعليق:
السؤال: لماذا قام الباحث هنا بجمع عدد الآيات مع رقم السورة بخلاف
المثالين السابقين؟؟ ولماذا حذف التعريف من اسم السورة (النمل) فحسب
جمّل كلمة (نمل) من دون ال تعريف؟ ألا يدل هذا على أن الباحث
يقوم بانتقاء أية أرقام تصادفه، المهم أن تتفق الأرقام مع بعضها؟
كثيراً ما يلجأ الباحث لإدخال نتائج إعجازية في حساب الجمل وهي في
الأصل لا علاقة لها بحساب الجمل. فهذه السورة تحوي إعجازاً في تكرار
حروف (طس) حيث تكرر حرف (ط) 27 مرة وهذا العدد يساوي رقم
سورة النمل، وتكرر حرف (س) في السورة 93 مرة وهذا العدد
يساوي عدد آيات سورة النمل.
انظروا معي إلى هذه النتيجة الإعجازية التي لا علاقة لها بحساب الجمل،
قام الباحث بإقحام جمَّل كلمة (نمل) وهو 120 مع العلم أن كلمة (نمل) لم
ترد في القرآن بهذه الصيغة، بل وردت كلمة (النمل) وكلمة (نملة) أما
كلمة (نمل) فلم ترد في القرآن، فلماذا أخذ جمّل هذه الكلمة ولم يأخذ جمَّل
كلمة (النمل)؟ هل يجوز له تغيير كلمات القرآن لتنضبط مع حساباته؟
هل هذا هو الإعجاز أن نغير في كلام الله تعالى؟
مثال 4:
وهنا يلجأ الباحث إلى الجمع بين الكلمات عندما لا تنضبط الكلمة بمفردها،
فمجموع جمل اسم (موسى) واسم (هارون) هو 377 ومجموع أعداد
كلمات الآيات التي ورد فيها أحد هذين الاسمين في سورة القصص فقط
هو 377، ولو جمعنا أرقام السور حيث وردت كلمة (هارون)
في القرآن كله وجدنا 377 أيضاً.
ولو جمعنا أرقام الآيات التي وردت فيها كلمة (هارون) ولكن هذه المرة
اخترنا السور التي تبدأ بحرف الطاء فقط، فيكون مجموع أرقام الآيات
هو 377.
التعليق:
والسؤال من جديد: لماذا تجمع هنا عدد كلمات الآيات؟ ولماذا اخترت
الآيات الواردة في سورة القصص فقط دون سائر السور؟ مع العلم
أن هذين الاسمين أي (موسى وهارون) وردا في العديد من السور؟
ثم لماذا اختار الباحث السور التي فيها اسم (هارون) وجمع أرقامها،
أين السور التي ورد فيها اسم (موسى) ما دمنا نحسب جمَّل الكلمتين
معاً؟ ببساطة الباحث وضع أمامه هذا الرقم 377 وبدأ يبحث عن
أي شيء له علاقة بهذا العدد، أين المنهج العلمي؟
والسؤال الثاني: لماذا عاد الباحث من جديد فاختار السور التي تبدأ بحرف
الطاء فقط دون بقية سور القرآن. ولماذا لم يجمع أرقام السور
كما فعل سابقاً بل جمع أرقام الآيات هذه المرة؟؟
إنه منهج مضطرب بل شديد الاضطراب! وهكذا لا نكاد نجد مثالين
متطابقين من حيث المنهج، بل تارة يجمع أعداد الكلمات ثم يجمع أرقام
السور ثم يختار سورة دون سائر السور، ثم يجمع رقم السورة مع عدد
الآيات وأحياناً يكتفي برقم السورة وأحياناً يكتفي بترتيب الكلمة داخل
الآية، ثم يحصي الكلمة في القرآن كله، وأحياناً يحصيها في سور محددة
.... وهكذا من دون أن يكون هنالك أي ثبات في المنهج! وكأن الهم الأول
والأخير للباحث هو أن يثبت مشروعية حساب الجمل، لماذا؟ ولماذا
لا يبحث عن الإعجاز في القرآن نفسه، والقرآن غزير بالعجائب والأسرار؟
بالله عليكم هل هذا هو الإعجاز الذي نقدمه لغير المسلمين في عصر
التكنولوجيا الرقمية ونفتخر به في كتابنا؟ هل نقدم القرآن للغرب في مثل
هذه الحسابات المضحكة؟ أين الإعجاز في ذلك؟ وإذا كانت هذه النتائج
لم تقنع المسلمين فكيف نقنع بها غير المسلمين؟
إن القرآن يحوي أكثر من سبعين ألف كلمة، فهل نأتي بكلمة مثل كلمة
(أبيض) وهي أصلاً لم ترد في القرآن بهذه الصيغة، ونحسب جمّلها
ثم نجمع أرقام السور التي وردت فيها مشتقات هذه الكلمة ونقول إن هذا
هو الإعجاز العددي؟ ثم نأتي بسورة النمل فنحذف منها التعريف ونجعلها
(نمل) وهذه الكلمة لم ترد في القرآن بهذه الصيغة ونقول إن جمل هذه
الكلمة أي (نمل) يساوي مجموع عدد آيات السورة ورقمها؟
والله لو قدّم لنا الباحث مئة كلمة وقال إنها جميعاً انضبطت بنفس المقياس
أي بجمع أرقام السور دائماً لكان ذلك يدعونا للتأمل والوقوف والمناقشة،
أما أن يختار كلمة من بين آلاف الكلمات ويطبق عليها قانوناً ثم يختار
كلمة ثانية ويطبق عليها قانوناً آخر ثم يختار كلمة ثالثة ويطبق عليها
قانوناً آخر ويقول إن اجتماع هذه الأمثلة هو الإعجاز! إن هذا الكلام
لا يجور بحق القرآن لأن القرآن أكبر من ذلك بكثير.
هل هنالك تحريم شرعي لهذا الحساب
أقول أيها الأحبة ليس هنالك محظور شرعي للبحث في حساب الجمّل،
ما دام الهدف صحيحاً وهو استخراج معجزة من كتاب الله، فالباحث يقوم
بمحاولات كثيرة في تدبره للقرآن، وقد يمضي عمره في المحاولات
ولا يصل إلى المعجزة الصحيحة، فهذا له أجر، وإذا ما اجتهد فأصاب
فله أجران، نسأل الله تعالى أن نكون من هذا الصنف.
ولكن المشكلة في ضياع الوقت، لأن الحياة قصيرة جداً ونحن كمؤمنين
بحاجة لاستغلال كل ثانية في العلم النافع، ويمكنني أن أعلِّمك أخي الحبيب
دعاءً وهو أن تدعو بدعاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم:
( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع )
وهذا الدعاء رافقني منذ بداية رحلتي مع القرآن وبفضله هداني الله
لاكتشاف أشياء كثيرة صحيحة ونافعة، بل ومنّ الله عليّ بمعرفة الحق
من الباطل وتمييز الخطأ من الصواب.
ولذلك ينبغي على الباحث أن يتبين صدق هذا الحساب فإذا تبين له أن هذا
الحساب غير صحيح فلا يجوز له أبداً أن يقحمه في كتاب الله تعالى،
والحقيقة أنني أعتقد بأن معظم الباحثين في هذا الحساب يبحثون فيه
بحسن نيّة، ولكنهم يفتقرون إلى الخبرة الرياضية وإدراك احتمالات
المصادفة، ولذلك أدعوهم لكي يعيدوا حساباتهم وحبذا لو طبقوا هذا
الحساب على أبيات من الشعر العربي أو النصوص الأدبية ليروا حجم
التوافقات العددية التي تصادفهم.
وأخيراً
أحبتي في الله! أتوجه بكلمة إلى جميع الأحبة الباحثين في حساب الجمل
وأقول: أما آن لكم أن تبعدوا هذه السخافات عن كتاب الله تعالى؟ أما آن
لكم أن تدركوا أن هذا الحساب لا أساس له من العلم أو المنطق؟ يا أحبتي
أبعدوا هذا الحساب عن القرآن، طبقوه حيث شئتم "إلا كتاب الله" لأننا
سنقف جميعاً أمام الله تعالى ونُسأل عن هذا الكتاب، وأقول إن الذي
يدفعني لهذا الكلام هو حبي لكتاب الله وحرصي وغيرتي على هذا الكتاب العظيم،
يقول تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }
[الزخرف: 44].
أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا للحق وأن يبصّر إخواننا من الباحثين
بالحق وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً
ويرزقنا اجتنابه، إنه سميع الدعاء.
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل

رد مع اقتباس